صدر مؤخراً كتاب "عقلانية بلا ضفاف" عن دار الكتاب العربي، حول أعمال المفكر د.محمد عثمان الخشت أستاذ علم الأديان ومدير مركز اللغات الأجنبية والترجمة بجامعة القاهرة، يدور حول أعماله الإبداعية وتحليلاته النقدية فى الواقع المصري. شارك في إعداد الكتاب مجموعة من أساتذة الفلسفة والباحثين في مصر والعالم العربي، من بينهم المفكر المعروف د.حسن حنفي أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة والمفكر الجزائري د.مونيس بوخضرة، وغيرهم من الباحثين، وجمع مادة الكتاب والأبحاث المقدمة به د.غيضان السيد بكلية الآداب بجامعة بنى سويف، وتضمنت مجموعة من التحليلات النقدية والبحوث التى دارت حول أعمال الخشت. وكشفت إسهاماته فى التأليف والترجمة والدلالات الإيجابية التى تكشفها كتاباته فى فلسفة الدين والسياسة والاجتماع والأخلاق. اشتمل الكتاب على 21 فصلاً تناول فيها الباحثون جانباً كبيراً من آراء الخشت ومنهجه، وتتصدر هذه الفصول مقدمة للمفكر الكبير د.حسن حنفي، قال فيها إن محمد عثمان الخشت ينتمى إلى حضارة جامعة وليست مفرقة، وكأنه سائر إلى مصالحة ثانية بين السلفية في صورة الفليسوف كانط والعلمانية في صورة المفكر هيوم حقناً للدماء بين الأخوة الأعداء فى عصرنا الراهن". وتطرقت فصول الكتاب إلى تحليل اجتهادات الخشت النقدية فى قراءة النص الفلسفي والسمات المنهجية في كتاباته وقدرته على ضبط المفاهيم بآرائه التحليلية المقارنة من منطلقات موضوعية وانتصاره للمدرسة الوسطية، كما تطرقت فصول الكتاب إلى آرائه حول المجتمع المدنى وخصوصية الثقافة الإسلامية والعلاقة بين الأخلاق والدين وفلسفة المواطنة. كما تناول الكتاب مؤلفات الخشت الفلسفية التى تجمع بين التعمق فى التراث الإسلامى والفكر الغربي وعلم السياسة خاصة فى المجتمع المدنى والتى تميزت، كما وصفها، الباحثون بالوسطية والعقلانية والمنطقية. ?ويعد كتاب عقلانية بلا ضفاف الذي يدور حول أعمال الخشت الفكرية، تأصيلاً موضوعياً لرؤية الخشت الفكرية، كما وصفها الباحثون لتعد لمشروع فلسفى ودينى وسياسي يسير نحو مصالحة بين السلفية والعلمانية ويقدم رؤية جديدة لتجاوز هذا الصراع التقليدي على مر العصور.