قال وزير الصحة اللبناني وشهود إن انفجارين خارج مسجدين أسفرا عن سقوط 27 قتيلا وإصابة المئات في هجومين منسقين فيما يبدو بمدينة طرابلس في شمال لبنان يوم الجمعة. ووقع الانفجاران اليوم بعد صلاة الجمعة في المدينة التي يغلب على سكانها السنة وهما الأكبر والأشد فتكا في طرابلس منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت من عام 1975 إلى عام 1990. وجاءا بعد أسبوع من انفجار ضخم قتل فيه 24 شخصاً في معقل لحزب الله الشيعي ببيروت. وقال شاهد من رويترز في طرابلس متحدثا من مكان بالقرب من مسجد التقوى الذي يتردد عليه إسلاميون متشددون سنة "أرى سبع جثث داخل عدة سيارات محترقة"، وقتل 14 شخصا على الأقل هناك. أما باقي القتلى فسقطوا في الانفجار الثاني خارج مسجد السلام، وقال وزير الصحة علي حسن خليل لرويترز، إن 358 شخصا على الأقل أصيبوا. وهرعت سيارات إسعاف إلى الموقع وانتشر دخان اسود كثيف في السماء. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون حفرة كبيرة خارج مسجد السلام ومساحة كبيرة احتوت على سيارات محطمة وأخرى تحترق، وركض الناس في الشوارع وحمل بعضهم المصابين. وكانت هناك جثتان على الأرض وتحطمت النوافذ والشرفات في بعض المباني السكنية. بعد ذلك خرج مسلحون غاضبون إلى شوارع طرابلس وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء، وبالقرب من موقعي التفجيرين قذف رجال غاضبون الحجارة على جنود لبنانيين كانوا يتفقدونهما. وشهدت الضاحية الجنوبية ببيروت التي يهيمن عليها حزب الله تفجيري سيارتين ملغومتين خلال شهر تقريبا، وألقى زعيم حزب الله حسن نصر الله بالمسؤولية على إسلاميين متشددين سنة، والشيخ سالم الرافعي إمام مسجد التقوى من أقوى مؤيدي مقاتلي المعارضة السورية الذين يغلب عليهم السنة وكذلك المسلحين اللبنانيين من الطائفة ذاتها الذين انضموا للقتال ضد الأسد في سوريا.