أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بلبنان النائب وليد جنبلاط إن شرعية الشارع المصري في ثورته الثانية تضاهي كل الشرعيات الأخرى وحتى شرعية الصندوق لأن الناس وحدها تملك القدرة على إعادة تكوين السلطة وهي المصدر الأول والأخير للشرعية. ولفت جنبلاط -في حديثه الأسبوعي الذي تنشره له غدا الثلاثاء صحيفة "الانباء" الناطقة بلسان حزبه على موقعها الالكتروني -إلى أن محاولة "أخونة" الدولة لن تنجح لأن المجتمع المصري أثبتت مجدداً أن مفهوم الشرعية لا يعني السلطة والتمسك بها بأي ثمن كما حاول الرئيس المعزول محمد مرسي أن يوهم الرأي العام ومؤيديه . وأشاد جنبلاط بعراقة الجيش المصري الذي سجل طوال تاريخه المعاصر بطولات ومحطات مشرقة على أكثر من صعيد والذي نهض في مرحلة ما بعد العدوان الثلاثي عام 1956 وحمى رمز السيادة المصرية في قناة السويس وإنتقم لهزيمة العام 1967 بعد أعوام بأن إقتحم خط بارليف ونجح في العبور على قناة السويس في معارك بطولية وكان حامياً للاستقرار في مصر وتدخل عندما لحظ جنوح حكم الإخوان نحو تغيير وجهة مصر وهويتها ودورها العربي والإقليمي الكبير . وأوضح ان الجيش المصري تحسس نبض الشارع وإصرار المصريين على عدم الانزلاق إلى نظام ديني لا يتوافق مع تطلعاتهم فطّر عقيدته بإتجاه حماية التجربة الديمقراطية وعدم السماح بعودة عقارب الساعة إلى الوراء حتى ولو كان تحت مسميات مختلفة ورموز جديدة . وشدد على ضرورة متابعة تنفيذ خارطة الطريق بحذافيرها بإشراف الرئيس عدلي منصور وتعاون القوات المسلحة وكل الفرقاء السياسيين والأحزاب والتيارات الشعبية وحركة "تمرد" ، فضلا عن الأزهر والكنيسة القبطية والأحزاب الاسلامية والهيئات المعنية لتجاوز هذه المرحلة الصعبة والعبور بمصر نحو الاستقرار . ودعا جنبلاط الى إستيعاب كل الأطراف والجماعات والتيارات في إطار الحياة السياسية على الرغم من كل الجراح التي ولدتها الأحداث الأخيرة شريطة إلتزامها بالقوانين والأنظمة وكما قال الفريق السيسي أن مصر "تتسع للجميع " في قاعدة إنطلاق هامة لاعادة ترميم الوضع الداخلي وإستعادة الهدوء . وأكد إن استقرار الأمن القومي المصري ينعكس على المنطقة العربية وأمنها واهتزازه يترك تداعيات سلبية على المنطقة العربية برمتها . ولفت إلى إن القادة من قامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذين يعترفون بخطأ ويسعون لتصحيحه ومعالجة ذيوله هم قلائل لأنه رغم إمتلاكه الشخصية الفذة والقوية وعناصر السلطة والمد الشعبي غير المسبوق وقف وسجل للتاريخ إعترافه بتحمل مسؤولية هزيمة العام 1967 فما كان من الشعب المصري والشعوب العربية قاطبة إلا أن بايعته مجدداً ومنحته ثقتها وتفويضها العارم وشتان ما بين هذا القائد الكبير وبين بعض من يعتبرون أنفسهم ينتمون إلى فئة القادة والمسؤولين اليوم لو يتمثلون بما قام به عبد الناصر بدل أن يتمسكوا بالسلطة فوق أشلاء شعوبهم وفوق ركام مدنهم وقراهم . وخلص جنبلاط قائلا "كم كان عبد الناصر متبصراً في موقفه من جماعة "الإخوان المسلمين" منذ ستينات القرن الماضي عندما علم مشاريعهم وأعمالهم ومخططاتهم وحذر منها ومن مفاعيلها في حين أصر الغرب ولا يزال حتى يومنا هذا على إحتضان الإخوان المسلمين ودعمهم في مواجهة القوى والتيارات القومية والليبرالية والديمقراطية لأن النظرة كانت دائماً إلى الإخوان أنهم يؤمنون مصالح الغرب بصورة أفضل مرتكزين على مبدأ أن تيار الإسلام السياسي يعارض النظرية القومية والوطنية ويتنافى مع التعددية ويضعفها ويواجهها فتحقق عندئذ بعض المصالح الغربية من خلال هذه السياسة التي تعكس تلاقي الأضداد .