رفض محللان سياسيان وصف الناشطة السياسية اليمنية توكل كرمان للرئيس المعزول محمد مرسي برئيس جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا، الذي يُعد واحد من أكثر الشخصيات المؤثرة والملهمة في القرن العشرين والذي يرتبط اسمه بالشجاعة والكفاح والحكمة. وقال المحلل هاني صبرا والكاتب باسم صبري أن مانديلا يظل سلطة أخلاقية عالمية بينما لا يستحق مرسي مثل هذا المدح، وإذا كانت السمة المميزة للفترة الرئاسية لمانديلا هي توحيد شعبه، فإن السمة التي يتصف بها مرسي هي الاستقطاب الخطير للشعب المصري. وأوضحا في مقال نشره موقع "المونيتور" أن المساواة بين مرسي ومانديلا هو أمر قصير النظر وساخر وينم عن سوء فهم عميق للفترة الرئاسية الوجيزة لمرسي ونضال مانديلا الطويل من أجل الحرية "مانديلا كل شيء .. مرسي ليس كذلك". كما أضاف صبرا وصبري أنه عقب ثورة مانديلا من أجل مناهضة الفصل العنصري والسجن لمدة ثلاثة عقود تقريبًا قبل انتخابه انتقل لرأب الصدع العميق الذي يعاني منه مجتمع جنوب أفريقيا وقاد حكومة وطنية موحدة، ولكن مرسي في المقابل عضو في جماعة لديها في أفضل الأحوال التزام مشكوك فيه وفهم مشوه للديمقراطية وتحركت بشكل سريع وقوي نحو احتكار السلطة. ويرى المحللان أن مانديلا كان شخصًا حالمًا بينما مرسي كان شخصًا مخططًا قصير الأجل رفض رؤية منافع بناء وتعزيز التحالفات، ومثال على ذلك نهجه في إصلاح القطاع الأمني، بالإضافة إلى ذلك كان مانديلا ومازال قائدًا وطنيًا شعبيًا له احترامه وينال الإعجاب حتى من بين نقاده. وقالا أن كارمان تقدم الآن صورة ديمقراطية وإيجابية لمنصب مرسي تتناقض مع مواقفها السابقة، فهي تقول أنه أثناء ولايته كان يتم احترام حرية الكلمة وهو أمر غير حقيقي فتم تقديم العديد من قضايا "إهانة الرئاسة" أثناء العام الذي حكم فيه مرسي ومنها ما خرج من قبل مكتب الرئيس ذاته قبل سحبها تحت ضغط محلي ودولي. وأشارا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين هيمنت على الهيئة التشريعية وتجاهلت مطالبات من قبل القوات الثورية لإلغاء هذه القوانين، وبدلا من تحرير الوسائل الإعلامية القومية من التأثير السياسي عمل مرسي وجماعته على زيادة تأثيرهم عليها. في النهاية أضاف المحللان أنه لا ينبغي أن يكون الشخص مؤيدًا لمرسي لينتقد الكثير مما يجري في مصر، ومن حق الشخص أن يناقش ما إذا كان مرسي رئيسًا خطيرًا يأخذ البلاد إلى طريق مظلم أو كان رئيسًا منتخبًا تم عزله بطريقة ظالمة من قبل القوات المسلحة التي تسعى نحو السلطة السياسية أو اتخاذ منصب بين ذلك، ولكن هناك شيء أكيد "إن محمد مرسي ليس نيلسون مانديلا العالم العربي".