درات عجلة الزمان وأتى رمضان ويستقبله المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بكل حفاوة ولهفة وفي مثل هذه الأيام من كل عام يهل علينا هلال رمضان بالأمن والسلامة والإسلام وقد شرع الله الصوم و هدفه الأساسي التقوى التي تزكي النفس وتطهر القلب وتنمي الإرادة وتقوي نوازع الخير وبواعثه في أفراد الأمة الإسلامية . والصوم ليس مجرد الموقف السلبي الذي يتخذه المسلم في الإمساك عن الطعام والشراب الحلال بل هو في حقيقته موقف يعلي الأمانة في الضمير والإرادة في النفس والحب في القلب وهو إرادة قوية لتغيير الواقع حتى يغير الله المستقبل {... اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَابِأَنْفُسِهِمْ ... }الرعد11. وشهر رمضان يعلمنا مقومات الأخلاق الفاضلة وقيم الإسلام الخالدة من وفاء وجد وطاعة وقوة إرادة وجهاد للنفس ومقاومة للذاذة الحياة إنه يعلمنا الرحمة والتواد ولأهمية الصوم وسمو مكانته نسبه الله إلى ذاته فقال : " ... اما الصوم فانه لي وأنا أجزي به ". ورمضان شهر الأمجاد التي سطرها المسلمون في كل زمان على صفحات الأيام من أجل ذلك كرم الله هذه الأمة بهذا الشهر وجدير بنا ونحن نستقبل هذا الشهر المبارك أن نصحح أخطاءنا ونربي نفوسنا على الجد ونطرح عنا الكسل والضعف والسلبية والفرديةفي حياتنا ونجعل من شهر الصوم بداية لعهد جديد وتحول في نفوسنا إلى الأحسن ونشعر بآلام إخواننا المسلمين في كل مكان نهتم بأمر المسلمين فمن لم يهتم بأمر إخوته المسلمين فليس منهم ولنوحد صفوفنا كلمة وشعورا عملا وهدفا ولنقبل على الله بقلوبنا وأرواحنا ونعاهده سبحانه على التقوى والاستقامة وحسن العمل وبذلك نحقق مجتمع التقوى التي هي هدف وثمرة الصوم وغايته والله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا والله نسأل أن يوفقنا ويسدد خطانا لما فيه الخير والصواب وكل عام وانتم جميعا بخير.