وصف محللون صينيون أهتمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أول رئيس من جذور إفريقية للقوة العظمى الوحيدة في العالم، صوب القارة السوداء بأنه " استمرارا للعقلية الأمريكية البالية وتصور مغرض منتشر في الغرب تجاه دور الصين بإفريقيا. وكان مراقبون غربيون قد عنونوا هذا الاهتمام بأنه "يبرهن على ما يعرف بالتنافس بين أكبر اقتصادين في العالم على الفرص التجارية والنفوذ السياسي في القارة الإفريقية. وقال المحللون الصينيون، فى تعليقات بالصحف الصينية الصادرة اليوم السبت إن مثل هذه العقلية لا ترى الصورة الأكبر التي يمكن لبكين وواشنطن فيها العمل كشريكين في النهوض بتنمية القارة السمراء عوضا عن أن يكونا متنافسين يقوض كل منهما جهود الآخر في هذا الصدد. وأشاروا إلى أن الجولة الحالية التي يقوم بها أوباما، والتي تشمل 3 دول هي (السنغال وجنوب إفريقيا وتنزانيا)، تعد الأولى من نوعها للرئيس الأمريكي منذ توليه منصبه عام 2009، وتوفر لقائد "بلاد العام سام" فرصة للتعرف بشكل واقعي على تطلع إفريقيا للتنمية والتحديات الجسيمة التي تواجهها. ولفت المحللون الصينيون إلى أن مقصدين من مقاصد أوباما الثلاثة، وهما جنوب إفريقيا وتنزانيا، استضافا أيضا الرئيس الصيني شي جين بينغ في شهرمارس الماضي ضمن جولة الزعيم الصيني الخارجية الأولى منذ توليه الرئاسة، فى وقت شهد العقد الماضي زيادة ملحوظة في وجود الصين بإفريقيا. ولفتت الصحف الصينية إلى الزيادة الملحوظة فى تبادل قادة الصين وإفريقيا الزيارات، وإنشغال الشركات الصينية الكبرى بالاستثمار في مشروعات البنية التحتية والصناعة عبر أرجاء القارة، إضافة لتزايد اعداد السائحين والعمال ورجال الأعمال الصينيين في الدول الأفريقية. وذكر محللون صينيون أن الغرب وخاصة الولاياتالمتحدة، يميل إلى رؤية الصين كعملاق صناعي نهم يهتم فقط باستغلال الموارد الطبيعية الإفريقية لدعم نموه الاقتصادي ، ولم يركز الغرب مطلقا على التأثير الحقيقي للاستثمارات المكثفة وجهود المساعدة الصينية في إفريقيا. واستشهد المحللون بتقارير عديدة صدرت عن وكالات تنمية دولية ومؤسسات بحثية خاصة دافعت عن جهود الصين في إفريقيا، وأن هذه التقارير أشارت إلى أن هذه الجهود تعد على نطاق واسع قوة إيجابية فيما يتعلق بالارتقاء التنمية في إفريقيا، رغم بعض القصور، وأنه بالنسبة للقارة السمراء ، فمن الجيد إلى حد كبير أن قائدي كلا من الولاياتالمتحدة والصين توجها إلى القارة السمراء في غضون 3 أشهر. ووصف المحللون الصينيون مقولة أوباما خلال زيارته الأخيرة لافريقيا إن "مصالح الصين في إفريقيا تجعل القارة مجرد مصدر للمواد الخام"، بأنه كان ولايزال ضحية للخرافة الغربية الشائعة إزاء الدور الصيني في القارة، حيث لم يكن الزعيم الأمريكي حينئذ يقدر تماما التأثير الإيجابي للصين. وأختتم الصحف تعليقاتها بالقول إنه بإمكان واشنطن وبكين، في ظل الميزات الاقتصادية الفريدة والأولويات السياسية لكل منهما، العمل كشريكين في توطيد السلام والتنمية في القارة الأقل تنمية في العالم، وأنه يتعين على الولاياتالمتحدة والصين كلاعبين كبيرين فيما يتعلق بالسلام والتنمية على الصعيد الدولي التخلص من الخرافة بشأن دور كل منهما المزعوم في أفريقيا، والعمل سويا على بناء شراكة مع القارة السمراء، ليس من أجل النهوض بالتنمية في القارة فحسب، بل من أجل جلب الفرص التجارية والاستثمارية إلى أكبر اقتصادين في العالم أيضا.