يري كثير من المراقبين إن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإفريقيا تعد مؤشرا واضحا للأطماع الأمريكية في القارة السمراء والتي اتخذت أشكالا مختلفة خلال العقود الماضية. حيث تسعي إدارة أوباما لتوسيع نفوذ الولاياتالمتحدة في القرن الإفريقي حتي لا تستأثر بها الصين. وأوضحت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية أن هدف أوباما الحقيقي هو التسابق مع الصين علي مناطق النفوذ في القارة التي تنتج نحو98% من الألماس الصناعي و93% من ألماس الزينة علاوة علي80% من الذهب من الإنتاج العالمي. ووفقا للصحيفة أكد مساعد مستشار أوباما لشئون الأمن القومي بن رودس أن توسيع النمو الاقتصادي وتعزيز المؤسسات الديمقراطية والاستثمار في القارة الإفريقية يعد مسألة حيوية للولايات المتحدة خاصة في ظل تعزيز الصين وتركيا والبرازيل تواجدهم بها خلال السنوات الأخيرة. وأشار التقرير إلي أن الملاكمة الدبلوماسية بين بكينوواشنطن داخل القارة السمراء ستنتهي لصالح الصين حيث بدأ الرئيس الصيني السابق جين تاو التوغل في القارة بزيارتها أربع مرات متلاحقة حيث زار18 دولة إفريقية وبالتالي فإن أوباما لا يزال أمامه الكثير من الجهد والمحاولات لتعزيز التواجد الأمريكي من الناحية الاقتصادية حيث اقتصرت سياسة أوباما تجاه القارة علي ترويج الشعارات الأمريكية الوهمية المتمثلة في الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية بالإضافة إلي سياسة واشنطن تجاه حركات التمرد الإفريقية والتي تسعي من ورائها إلي زعزعة الأمن والاستقرار في القارة حيث كانت مشاركة واشنطن في النزاعات داخل القارة بدءا من السودان وحاليا في مالي بالتعاون مع فرنسا دليلا آخر علي الاستمرار في السياسة الأمريكية الواضحة للسيطرة علي إفريقيا عبر إشاعة خطر حرب العصابات في القارة السمراء والتي تتخذها الولاياتالمتحدة ذريعة لمتابعة تدخلها في إفريقيا. ووفقا لصحيفة واشنطن تايمز الأمريكية فإن رحلة أوباما التي تبدأ غدا وتنتهي3 يوليو المقبل والتي سيزور فيها كلا من السنغال وجنوب افريقيا وتنزانيا يجب أن تؤكد التزام الولاياتالمتحدة بمبادئ السلام والعدالة والاستقرار بدلا من ممارساتها الحالية التي تؤدي إلي تقويض الجهود الرامية إلي تحقيق الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وأضافت الصحيفة إنه يجب أن يبتعد أوباما عن سياسة الكيل بمكيالين واتخاذ خطوات ملموسة لفتح شراكة حقيقية داخل القارة السمراء ونبذ سياسة التدخل العسكري بها واستغلال ثرواتها إذا أرادت منافسة الصين والتي أصبحت في العام2009 اكبر شريك اقتصادي للقارة الإفريقية بحسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حيث أكدت دراسة لمركز التنمية الدولية أن الصين استثمرت4,75 مليار دولار في إفريقيا بين عامي2000 و2011, أي ما يوازي20% من إجمالي الاستثمارات في القارة. رابط دائم :