د. نوران فؤاد : الشللية أفسدت مؤسسات الثقافة د. نجلاء فتحي : تعرضنا للتهديد بسبب مواقفنا محمد عبدالرحمن : نخبة الثقافة .. مزيفة! بعد مقابلتهم لوزير الثقافة، حاملين مستندات مدعومة بحقائق هامة تكشف فسادا منتشرا بالوزارة، وتدعوه للاستمرار في عمله من أجل التغيير ، التقى "محيط" بمجموعة من الإداريين بالمجلس الأعلى للثقافة تتقدمهم الدكتورة نوران فؤاد المشرف على حقوق المؤلف بالمجلس، والتي ذكرت لنا كما هائلا من جوانب الفساد بدء من الانتدابات لغير المستحقين بأنشطة الوزارة ومناصبها، ومنح التفرغ التي يتكسب من ورائها مثقفون بارزون على نفقة الدولة، وجوائز الدولة التي تذهب لأسماء محددة سلفا، وعمليات الإقصاء المستمرة للمستحقين من النشر والمشاركة بالأنشطة طالما أنها تأتي من خارج "الشلة الثقافية" وقد أكدت الفنانة التشكيلية الدكتورة نجلاء فتحي أنهم تعرضوا للتهديد المستمر من قادة المجلس الأعلى للثقافة بسبب مواقفهم، وتعرضوا للإقصاء من الأنشطة الرسمية والنشر التابع للوزارة والمجلس عقابا لهم . وأضافت في حديثها لمحيط أنهم ليسوا موظفين بالمعنى التقليدي كما يتهمهم معارضو الوزير، فهم يمتلكون شهادات عليا من جامعات أجنبية ، مضيفة أنها تمت الاستعانة بها بمكاتب أربع وزارات مصرية كاستشارية ثقافية، كما أنها مارست العمل الثقافي في اليابان ودرست ببريطانيا، بينما الدكتورة نوران درست بكوريا وتتمتع بشهادات معتمدة دوليا ومع ذلك تعمد مسئولو المجلس الأعلى للثقافة تعطيل خطاب الجامعة الأجنبية التي أرسلت في طلبها . والتقط خيط الحديث الدكتور محمد عبدالرحمن مشيرا إلى أنهم يتمسكون بانتمائهم لرموز مصر الثقافية الحقيقية ومنهم طه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم، أما النخبة الثقافية الحالية التي احتكرت أنشطة الوزارة باسمها فهي لا تمثل برأيه جموع المثقفين والعديد من الأسماء البارزة التي أشار إليها مستواهم ضحل بالكتابة والفكر وجاءت شهرتهم من عدد من الأعمال الأدبية التي ذاع رواجها في فترة معينة وانقضى الأمر . وضرب "عبدالرحمن" المثل بالدكتور سعيد توفيق الذي تقدم باستقالته من أمانة المجلس لأعلى للثقافة بعد تولي الدكتور علاء عبدالعزيز، والذي برأيه لا يتمتع بمكانة تسمح له باعتلاء ذلك المنصب، وكان رأي عبدالرحمن أنه - أي الدكتور سعيد - لا يتمتع أيضا بمكانة تسمح له بأمانة مجلس المثقفين المصريين والمسألة تكمن في علاقاته الشخصية بالنخبة الثقافية، وهو حال معظم من يتولون المناصب الثقافية في مصر. أما خالد حافظ ، الإداري بالمجلس، فتحدث عن أهمية تجمع المؤيدين لوزير الثقافة الحالي، من ائتلافات ثقافية بدار الكتب والجهات الثقافية الأخرى بالإضافة للكتاب والأكاديميين حتى لا يبدو أنهم قلة في مواجهة المعارضين للوزير والذين برأيه لا تحركهم دوافع الوطنية. ثم عدنا للدكتورة نوران التي أوجزت ملفات الفساد التي عرضتها على الوزير في نقاط محددة، أبرزها ملف منح التفرغ التي تمنح للشخصيات الثقافية الإبداعية ولكنها في مصر تمنح للأصدقاء المقربين، وضربت المثل بشاعر العامية المرموق عبدالرحمن الأبنودي الذي يتقاضى بحسبها 4000 جنيه شهريا على نفقة الدولة كمنحة تفرغ . وأكدت أنها ظلت متهمة بأنها تسعى للشهرة، بينما مصالحها كانت تقتضي أن تصمت عن كل الاختلالات التي تشاهدها حتى تحافظ على مصالحها، وهو ما لا تقبله كما تؤكد ، مشيرة إلى أنها عضوة بأتيليه كريم الدولة واتحادات كتاب بالداخل والخارج وتأتي للتحكيم بالمهرجانات الثقافية الكبرى، وبالتالي يحق أن يكون صوتها مسموعا ، ولا يجب أن نظل كما تقول نستمع لحفنة قليلة من الأسماء المكرسة في وسائل الإعلام وحدهم . أما الملف الثاني الذي تحدثت عنه فكان ملف الانتدابات للمناصب الرسمية ، ويشهد المجلس الأعلى للثقافة انتداب المقربين من الوزراء دوما لأمانته وإدارة لجانه وعضويتها ، حتى وصلنا لحالة جمود في لجانه وأصبح المجلس لا يعبر إلا عن أصحابه وليس مثقفي مصر، وأصبح الأمر مجرد "سبوبة" و"دكة استراحة" للمقربين والموالين . أما الملف الثالث الذي حدثتنا عنه فكان جوائز الدولة ؛ النيل والتقديرية والتشجيعية، وكلها أيضا تعتمل فيها التربيطات المريبة وليس معيار الكفاءة . وحين سألناها عن إدارة العمل الثقافي في مصر، أكدت الدكتورة نوران على أمرين؛ الأول هو أهمية أن يدير كل مؤسسة أبناؤها ، وأن يتولى إدارة مؤسسات الثقافة التي تتبنى المواهب الجديدة ، شباب وليس كهول ليطلعوا بمهمتهم على أكمل وجه ومن أمثلة ذلك بيوت الثقافة لمنتشرة بأرجاء الجمهورية. وبلهجة حزينة قالت الدكتورة نوران أنها حرمت سنوات طويلة من حقها في إصدار كتبها عن الدولة، رغم أنها متخصصة بعلم الاجتماع السياسي، ولها أبحاث هامة، بل والغريب أن يتم دعوة غير المتخصصين للأنشطة الثقافية بهيئة الكتاب ويتم استبعادها عن عمد رغم طلبها المشاركة، ومن أمثلة ذلك لقاء مع مستشرق غربي حول الصوفية شاركت فيه الكاتبة سلوى بكر واستبعدت هي ، وذلك لأن المسئول عن ملف النشاط الرسمي الثقافي في مصر، وهو ناقد بارز، لا يريد إلا مشاركة من تنتمي للشلة الثقافية ، فاختار سلوى بكر ، الكاتبة المصرية رغم أنها ليست لها أبحاث في هذا المجال واختار الدكتور عمار علي حسن لمواقفه المعروفة المقربة من النخبة الثقافية حاليا بمعارضة النظام. وأضافت : هل من المنطقي أن يقوم ناقد واحد وهو شعبان يوسف بإدارة ورشة إبداعية والنشاط الثقافي لمعرض الكتاب كل عام والمعرض الرمضاني وهيئة الكتاب وما يستجد ؟ وهل ذلك لا يلقي بتبعاته في استبعاد أسماء والمحاباة لغيرهم؟! أما حسام حلمي فتحدث لمحيط عن أن وكل شيء اصبح مباحا في المجلس حتى تعاطي الحشيش والاعمال المنافية للاداب أخيرا قالت الدكتورة نوران أن الجماعة الثقافية المشهورة حاليا ستنتهي بانتهاء المسئولين الذين تربطهم صداقات بهم ، وسيقى المجدون الحقيقيون من بينهم ومن خارجهم والذين صنعوا أسماءهم بجهدهم وأصبحت لهم قاعدة جماهير حقيقية .