سكينة وصنع الله وطاهر والشرقاوي بين المعتصمين أدباء لمحيط : 30 يونيو ستكون البداية .. سباب واتهامات أخلاقية من منصة المحتجين للوزير والنظام مؤيدو الوزير يؤكدون : النخبة تخاف من التطهير سياسيون ينضمون لساحة المحتجين في نسخة استباقية لمشهد 30 يونيو الذي دعت له حركة تمرد .. تحتشد الجماعة الثقافية عن بكرة أبيها منذ ظهر أمس وحتى اللحظة أمام ساحة وزارة الثقافة وفي داخلها، وقد اختلطت الهتافات واللافتات والسباب الشعبية بالأغاني لإسقاط الوزير والنظام برمته، كما توعدوا، وقد أكدوا جميعا ل"محيط" أنهم لا يشعرون بالتغيير بعد سقوط مبارك وأن النظام الحالي يعد أسوأ منه . جاء ذلك بينما عدد من الأسماء الثقافية والفنية البارزة تعتصم بمقر الوزارة أمام مكتب الوزير في انتظار رحيله عن كرسيه، وفي ظل غياب الدكتور علاء عبدالعزيز الذي فضل الاستمرار في اجتماعاته الخارجية. بين أبرز المعتصمين بمقر وزارة الثقافة اليوم الكاتبة سكينة فؤاد والأدباء بهاء طاهر وسيد حجاب وصنع الله ابراهيم وفتحية العسال وسعد القرش ، والناشر محمد هاشم، والفنانون خالد يوسف ونبيل الحلفاوي وجلال الشرقاوي ومحمد العدل ومحمود قابيل وسهير المرشدي وحنان مطاوع وسامح الصريطي وأحمد ماهر وناصر عبدالمنعم، والفنانان التشكيليان أحمد نوار و محمد عبلة . وقد تضامن معهم عدد من السياسيين بينهم نواب البرلمان السابقين الدكتور علاء عبدالمنعم و مصطفى الجندي والقيادي بجبهة الانقاذ جورج اسحق والناشط القبطي مايكل منير . كما تضامن عدد كبير من المثقفين بينهم يوسف القعيد، إيناس عبدالدايم، أحمد مجاهد ، عز الدين نجيب، شعبان يوسف، هويدا صالح، صبحي صالح، الدكتور سامح مهران ، سلوى بكري. وأكد المعتصمون أن مصر تتعرض لما وصفوه بالهجمة الفاشية الدينية التي تسعى لطمس هويتها الثقافية، وأنهم سيظلون معتصمين حتى تحقيق مطلبهم في تنصيب وزير يليق بالثقافة المصرية وروادها. على النقيض، وبجوار سور الوزارة اجتمع عدد محدود من الباحثين بوزارة الثقافة لإعلان دعمهم لوزير الثقافة في التطهير الكامل ، بحسب لافتاتهم، وأعلنوا أن النخبة الثقافية منتفعة من الفساد السابق لتكريس وجودها وإرغام الشعب عليه ، فيما عابوا على المحتجين على الوزير الجديد صمتهم المطبق أمام وزراء ثقافة سابقين معلوم تورطهم أوصمتهم على الفساد ، وقالوا "يا وزير الثقافة طهر دعاة السخافة" . فأكد الباحث إبراهيم الجوهري ل"محيط" أنهم تعرضوا للمجازاة والنقل بعد أن حاربوا فساد دار الكتب، مؤكدا أن الدكتور صابر عرب الوزير السابق ضيع العديد من تراث مصر ، أما الباحث بكري سلطان فأكد أن الدكتور عبدالناصر حسن لم يقدم جديدا بالدار، وأنهم كانوا يرون كل من يرأس الدار يعمل لبطانته الخاصة وليس للوطن. وقد شابت لافتات وهتافات المحتجين كما شاهدنا عبارات مسيئة للوزير وسبابا شعبية لاذعة لجماعة الإخوان المسلمين ومرشدها العام وقياداتها، وهتفت الجموع أن الرئيس وحكومته تابعين لمكتب الإرشاد ووصفتهم بالخيانة والكذب والعار على مصر، وحملت بعض الهتافات دعوى لإسقاط المرشد ، مرددين عبارات منها "زود حرسك على جدارك .. لو نفعوك كانوا نفعوا مبارك" و"يا علاء قول لمرسي بكرة هانشيلكم م الكرسي" و"اصحى يا مرسي وصحي النوم .. 30 يونيو كمان كام يوم" . من جهة اخرى ترددت المعزوفات الأوبرالية الوطنية والأناشيد المستقاة من مشهد ميدان التحرير، ورفع المعتصمون بالداخل أيديهم بعلامة النصر من فوق درجات القصر الذي يحتضن الوزارة العريقة . وعلى منصة المحتجين، هتف مصطفى الجندي النائب البرلماني السابق في جموع المحتجين : الإخوان يريدون طمس هويتنا وهي عليهم ثقيلة وشاقة، والبلد كبيرة على قياداتهم، وسيعودون لجحورهم التي خرجوا منها، وسنزيل هذا "العفن" من واقعنا 30 يونيو المقبل . من جانبه أكد الناشط السياسي المخضرم جورج اسحق لمحيط أن نظام الإخوان لن يستجيب لمطالب المثقفين ووصفهم بالنظام العميل. ومن جهة أخرى أكد أنهم شرعوا في حل الأزمات التي ورط مرسي البلاد فيها بخصوص مياه النيل، فدشنوا مشروعا للدبلوماسية الشعبية وجمعية لخبراء وقادة رأي لتقديم أطروحات بديلة وسيجري حوار مع القوى الشعبية ، مختتما بأن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان يدرك عظم قيمة الدائرة الإفريقية لمصر ويحرص عليها. أما الدكتور أحمد مجاهد، الرئيس السابق للهيئة العامة للكتاب، والذي أنهى الوزير انتدابه، فأكد ل"محيط" أن تصرفات الوزير ضد الثقافة والهوية المصرية بشكل عام، واعتقد أن النظام لابد أن يستجيب لمطلب المثقفين . من جهة أخرى أكد مجاهد أنه لا يعرف الوزير شخصيا ولا يعنيه استبعاده من منصبه ولكنه معني بضياع هوية البلد على يد الإخوان . أخيرا اعتبر مجاهد أن مرسي ونظامه أسوأ كثيرا من نظام مبارك رغم أن الأول كان يسعى للهيمنة السياسية على الثقافة فزادت للأسوأ ، مؤكدا أن 30 يونيو ستكون بداية لانضمام جموع الشعب للثوريين رفضا لنظام الإخوان . وقالت إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا التي أنهى الوزير انتدابها لمنصبها، أن المثقفين تضامنوا معها لأنهم يعلمون ما قدمته للدار كما تضامن معها الأوبرات حول العالم . وقالت الدكتورة هويدا صالح، الروائية والناقدة المصرية، أن النظام الذي يضيع ماء النيل لن يحرص على الثقافة . واتهمت الوزير بأنه ضالع بالفعل في جريمة الفعل الفاضح الموجودة بالاسطوانة ، والتي أشيع أنه كان يبتز طالبة بالأكاديمية جنسيا. ومن جهة أخرى أكدت "صالح" أن الوزير ليس معروفا للوسط ولا مشاركا بالأحداث الهامة وليس له كتاب هام، كما أكدت أن الدكتور خالد فهمي الرئيس الجديد لدار الكتب والوثائق المصرية هو قيادي إخواني بمحافظة المنوفية وبالتالي هناك شك فيما يمكن أن يجري للوثائق المصرية مع قيادات الجماعة. وقال سعيد الكفراوي، القاص المصري البارز ، ردا على تساؤل محيط : النظام عودنا على العناد ويراهن على تعب الناس وإرغامه لن يأتي إلا بالاستمرار في الاحتجاج ، لأن الوزير سعى لتدمير ثقافة مصر وتحويلها للشكل الإخواني عبر أخونة الإدارات وأشكال الإبداع . من جانبه ، أكد الشاعر صبحي موسى، مدير النشر بقصور الثقافة لمحيط أن النظام لن يستجيب لمطالب المثقفين لأنه اعتاد أن يكون مضطرا كعادة أي مستبد، وهو ما ستؤول له الأوضاع حتما بعد تعطل العمل بوزارة الثقافة . وسألناه لماذا يصرون على عدم إعطاء الوزير أي فرصة، فأجاب بأن الوزير الذي يختار جمال التلاوي لهيئة الكتاب وخالد فهمي لدار الكتب والوثائق، تكون توجهاته معروفة، فالأول كان من فئة المعارضين لقرار الجمعية العامة لاتحاد الكتاب برفض الاعلان الدستوري، والثاني ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين . وأضاف موسى أنه ما من شك أن قيادات كثيرة كان يجب استبعادها في العمل الثقافي بمصر لكن ليس بهذا الشكل . ومن جانب آخر فإن الوزير كما يؤكد الكاتب حوله اتهامات أخلاقية ، وبغض النظر عن صحتها ، فما كان يجب على النظام أن يتبنى اختيار وزير تحوم حوله الشبهات ، ومن جهة أخرى فإن الوزير حاز الدكتوراة على مشارف الخمسين من عمره وحازها من أكاديمية الفنون، وهو مؤهل علمي لا يؤهله لشغل منصب رفيع يقود فيه الجماعة الثقافية المصرية برمتها . من جهته نفى الشاعر والناقد البارز شعبان يوسف أن يكون النظام الحالي مستوعبا للحظة الراهنة ، مؤكدا أن فخر المثقفين يقفون اليوم ويعتصمون للإطاحة بالحكومة بأكملها والوزير ، مؤكدا أنه حتى في هذه الحالة فلن يرتضي المثقفون لأن أزمتهم مع النظام بأكمله أعمق بكثير وتشتمل على قراراته السياسية والاقتصادية وغيرها ، وهم في معظمهم من المؤيد لمساعي حركة تمرد الرامية لاسقاط النظام. وعلقت الكاتبة سلوى بكر بأن النظام مطالب بالرحيل وليس الاستجابة ، فوزارة الثقافة كمثال تدار بمنطق الطابونة واليوم تدار بمنطق الأخونة ، وليس هناك توصيفا وظيفيا لكل قيادات الوزارة ، مؤكدة أنهم يريدون وزيرا بحجم مصر وثقلها الثقافي في المنطق والتنوع الذي حباها الله به . وردا على تساؤل آخر ، اعترفت بكر أن النخبة الثقافية صمتت أمام فساد الوزراء السابقين للثقافة، لكن ذلك لا يبرر الصمت الأمام أمام أخونة الدولة بأكملها وتضييع ثقافة مصر. جاء ذلك بينما غنى المطرب رامي عصام عدد من الأغنيات وبين كلماتها "عيش حرية عدالة اجتماعية .. عيش بالمصري يعني حياة عاشها المصري حضارة سنين .. لما تقول كلمة حرية لازم ترفع ايدك فوق .. الحرية لقمة هنية هناخدها لو مش بالذوق " وغنى "الكائن الإخواني ملوش مكان في ميداني " و"يا حكومة بكرة هاتعرفي بايدين الشعب تنضفي " و"يا نظام غبي افهم بقا مطلبي .. سقط الطاغوت "