تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الثلاثاء عددا من القضايا المهمة. ففي عموده "خواطر" بصحيفة "الأخبار"، أكد الكاتب الصحفي جلال دويدار" أنه أصبح واجبا على جميع الأطراف في منظومة العمل الوطني أن يدركوا من واقع المسئولية ان مصر الوطن قد بلغت من المعاناة والتدهور منتهاه وأن كل أطياف الشعب بلا استثناء نالهم من هذه الغمة التي نعيشها نصيب في حياتهم ومعيشة افراد أسرهم ومستقبل أولادهم وأحفادهم، ولم يعد هناك مجال للعناد التخريبي الذي لا يمكن ان نجني من ورائه سوي الانحدار نحو الضياع. دولة كبيرة ونبه إلى ضرورة أن يعلموا ان مصر دولة كبيرة تتسع لفكر وجهود جميع أبنائها بعيدا عن الإقصاء والتهميش والأنانية. فلا مكان للاعتقاد الخاطئ بإمكانية فرض هذه السلوكيات الانحرافية علي شعب يملك التاريخ والحضارة علي مدي آلاف السنين.هذا الشعب قاد شبابه ثورة بيضاء من اجل الحرية والعيش والعدالة والاجتماعية..ولا يمكن لأي قوة مهما كان جبروتها محو هذه المبادئ من الوجدان بعد ان سقط في سبيلها مئات الشهداء. وأكد أن شعب مصر يتسم بالطيبة النابعة من اصالته ويتميز بالصبر الذي تشكلت منه شخصيته ولكن الويل كل الويل عندما يغضب ويثور ويتحول الي بركان هادر يدفع كل من يحاول ان يقف في طريقه الي التهلكة. ولفت إلى أنه لا منجاه من هذا الغضب ومن هذه الثورة سوي الخضوع لارادته والقبول بما يرضاه. وأوضح أن الطريق إلى تجنب هذه الحالة التي ولا شك تثير القلق يحتاج الى عقلانية الفكر وبُعد النظر القادر علي استطلاع خطورة ما هو قادم.. هذه الحقيقة لابد وان تقودنا بكل الشفافية الي كلمة سواء تجمع الشمل وتحقق الصالح الوطني الذي يجب أن يكون. قضية حياة وفي عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار"، قال محمد بركات أن في مقدمة قضايا الأمن القومي تأتي قضية مياه النيل، باعتبارها قضية حياة ومصير بالنسبة لمصر كلها، وأي مساس بها يعد في حقيقته ومضمونه مساسا بالأمن القومي للوطن، وتهديدا مباشرا لحياة ابنائه، لا يمكن القبول به على الإطلاق، ولا يغتفر التهاون تجاهه بأي صورة من الصور. وأكد أن هناك ضررا مؤكدا سيلحق بمصر نتيجة اقامة السد الاثيوبي، الذي بدأت الخطوات التنفيذية لإقامته بالفعل علي مجري النيل الازرق رغم الاعتراضات المصرية السابقة واللاحقة التي تعلمها اثيوبيا جيدا،والتي تصاعدت خلال العامين الاخيرين بشكل حاد. وأشار الكاتب إلى ضرورة أن يكون هناك وضوح كامل في الموقف المصري تجاه هذه القضية على كل المستويات الاقليمية والدولية، وأن يكون هذا الموقف معتمدا في أساسه على عدة قواعد رئيسية معلنة وواضحة لكل الدول، سواء الدول الشقيقة في حوض النيل، أو الدول الافريقية الأخري التي تشاركنا الوجود بالقارة الافريقية، وكذلك بقية دول العالم شرقه وغربه، وأيضا كل المؤسسات والمنظمات الدولية. وشدد على ضرورة أن يعلم الجميع أن مصر لا يمكن أن تقبل على الاطلاق، بالمساس بحصتها من المياه وانها لا يمكن أن تفرط في قطرة مياه واحدة من حصتها التاريخية الواردة إليها عبر نهر النيل. ويلي ذلك مباشرة التأكيد على أن مصر تضع في اعتبارها أهمية وضرورة التعامل مع هذه القضية في اطار الحق القانوني والتاريخي لمصر في حصتها من المياه، ومراعاة العلاقات الأخوية والمصالح المشتركة والمتبادلة مع دول حوض النيل بصفة عامة، ومع أثيوبيا بصفة خاصة. الأكثر شعبية من جانبه قال الكاتب مكرم محمد أحمد، في عموده "نقطة نور" بصحيفة الأهرام، أن رجب طيب أردوغان سوف يبقي الشخصية الاكثر شعبية في تركيا، رغم فداحة الضربة التي تلقاها وأعرب عن اعتقاده أن لا احد يستطيع ان ينكر حجم الانجازات الضخمة لرئيس الوزراء اردوغان خلال فترة حكمه التي جعلت من تركيا دولة مدنية قوية حديثة، يحقق اقتصادها الوطني قفزات ضخمة زادت من حجم ناتجها الاجمالي، وضاعفت من دخول افرادها، ووسعت من دورها الاقليمي، ورفعت مكانتها بين الدول الاسلامية بسبب دفاعها عن القضية الفلسطينية، لكن مشكلة اردوغان التي تكشفت فجأة هي استخفافه بقضية الديمقراطية، وعدم احترامه لحرية الرأي والتعبير، وملاحقاته القاسية للصحفيين، واعتقاله العشرات منهم دون مسوغ، واتساع الفجوة بين سياسته وبين الاجيال التركية الجديدة. وأكد أن اردوغان الذي فشل في احتواء غضب الشباب التركي المعتصم في ميدان تقسيم، وافرط في استخدام القوة علي امل ان ينجح في وأد انتفاضتهم، وغادر البلاد تاركا لمعاونيه وبينهم الرئيس جول مهمة الاعتذار وتهدئة الاحوال، لن يكون هو اردوغان القديم بعد الشرخ الذي اصابه. وتوقع الكاتب ان الشرخ الذي حدث للرجل سيفتح عليه أبواب المعارضة حتى من داخل حزبه، لان اردوغان اخطأ التقدير عندما تصور ان علي الاتراك ان يدفعوا حرياتهم ثمنا لانجازاته، وربما تكون المشكلة الاهم انه لم يعد الزعيم الاوحد في تركيا دون منازع، ولم يعد يصلح لان يكون القدوة والمثل.