تشتد حدة الاحتجاجات التركية مع دخولها اليوم السادس حيث واصل المتظاهرون تجمعهم في كل من مدينتي أسطنبول وأنقرة في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء. ووفقا لما جاء على هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» فقد استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات المتظاهرين. وحاول المتظاهرون التوجه إلى مكاتب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في المدينتين غير أن قوات الأمن تصدت لهم. كما شهدت مدينة هاتاي الواقعة جنوب شرقي البلاد قرب الحدود مع سوريا احتجاجات مماثلة. وكان متظاهر شاب قد قتل في المدينة متأثرا باصابته باطلاق نار خلال مشاركته في الاحتجاجات. وقد استمرت المظاهرات المناوئة للحكومة التركية رغم الاعتذار الذي قدمته الحكومة عن القمع العنيف للاحتجاجات من قبل قوات الشرطة والذي أسفر عن مقتل إثنين، واصابة المئات. من جهة ثانية حثت الولاياتالمتحدة، على لسان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، الحكومة التركية على احترام حقوق المعارضين السياسيين. وقال بايدن، في كلمته إلى المجلس الأمريكي التركي، إن تركيا تقترب من تحقيق هدفها بأن تصبح إحدى أكبر عشر اقتصادات في العالم بحلول عام 2013، لكنها لا ينبغي أن تبتعد عن الديمقراطية. وكان وزير الخاريجة الأمريكي جون كيري قد أعرب عن قلقه، الإثنين، إزاء التقارير التي افادت بالاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الشرطة تجاه المتظاهرين. اعتذار وقدم نائب رئيس الوزراء التركي، بولند أرنيج اعتذارا، الثلاثاء، إلى المتظاهرين الذين احتجوا الأسبوع الماضي على خطط حكومية لتنظيم متنزه في أسطنبول. وقال إن هذه الاحتجاجات "عادلة ومشروعة". وأوضح أن الحكومة تحترم "مختلف أنماط حياة" كل مواطني البلاد. واعتذر أرنيج لمن أصيبوا في الاشتباكات بسبب حرصهم على البيئة. وتشهد تركيا منذ ستة أيام موجة احتجاج سياسية لا سابق لها منذ وصول الحكومة الإسلامية المحافظة إلى السلطة في 2002. ومنذ يوم الجمعة تحولت حركة احتجاج لناشطين ضد مشروع حكومي لازالة حديقة عامة في أسطنبول إلى حركة احتجاج واسعة ضد سياسات الحكومة عمت عشرات المدن التركية. ويتهم المتظاهرون أردوغان باعتماد أسلوب "سلطوي" في الحكم، وبالسعي إلى أسلمة المجتمع في تركيا العلمانية. وأفاد مسؤولون أن الاحتجاجات وأعمال العنف في البلاد، أدت إلى اعتقال حوالي 1700 شخص من حوالي 67 قرية أو مدينة، أفرج عن العديد منهم. وقد انضم اتحاد نقابات القطاع العام، وهو من أكبر اتحادات العمال في تركيا، إلى الاحتجاجات بالاعلان عن إضراب لمدة يومين الثلاثاء والأربعاء. ويشمل الإضراب المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية كافة.