متحدث «الوزراء»: البروتوكول بين مصر والأردن لتعزيز التعاون في الإعلام    جامعة دمياط تختتم الملتقى الأول لخريجي كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي    «عمود الخيمة».. آلاف الشاحنات الطبية والغذائية ومخيم للنازحين تتحرك من مصر إلى غزة    السيسي وجوتيريش يحذران هاتفيا من العواقب الإنسانية الهائلة للعمليات العسكرية في رفح الفلسطينية    البيت الأبيض: بايدن أعرب لنتنياهو عن معارضته عملية رفح الفلسطينية مرارا وتكرارا    عبدالمنعم سعيد: حماس نسفت اتفاقية أوسلو بعدما كنا قاب قوسين أو أدنى من دولة فلسطينية    لحرب غزة خصوصياتها.. هل تحمل نهاياتها مفارقات جديدة؟    غينيا تكمل عقد المتأهلين لأولمبياد باريس 2024 بالفوز على إندونيسيا    مباشر الآن.. مباراة النصر والأخدود فى الدور السعودى لحظة بلحظة    هل تشهد البلاد سقوط أمطار مع ارتفاع الحرارة الأيام المقبلة؟.. تحذير من ظاهرة جوية    «السبب مشادة كلامية».. تأجيل محاكمة المتهم بقتل شاب في المعصرة ل 2 يوليو    من هي ياسمين شقيقة الفنان كريم عبد العزيز؟.. شاركت في عمل فني واحد    مسلسل البيت بيتي 2 الحلقة 6.. الجن روح تطارد بينو وكراكيري وتخطف زيزو (تفاصيل)    الأزهر للفتوى يوضح فضل شهر ذي القعدة    قرار لا رجعة.. سلوفينيا تعتزم المصادقة على قرار الاعتراف بدولة فلسطين    بنك التعمير والإسكان يحصد 5 جوائز عالمية في مجال قروض الشركات والتمويلات المشتركة    زيارة مهمة من وفد جامعة الدفاع الوطني الباكستانية ل مشيخة الأزهر    روبي تتصدر ترند X قبل 24 ساعة من إصدار «الليلة حلوة»    البيت الأبيض: حماس تعانى الآن خسائر بشرية ومادية أكثر من أى وقت مضى    أوقاف شمال سيناء تعقد برنامج البناء الثقافي للأئمة والواعظات    خالد الجندي ب"لعلهم يفقهون": أركان الإسلام ليست خمس فقط    أمين الفتوى: «مطالب الزوجة الزيادة تجعل الزوج ضعيف الإيمان مرتشيًا» (فيديو)    30 مايو الحكم على حسين الشحات في التعدي علي لاعب نادي بيراميدز    "فاصل من اللحظات اللذيذة" يتجاوز حاجز ال 49 مليون جنيه إيرادات    مصطفى غريب يتسبب في إغلاق ميدان الإسماعيلية بسبب فيلم المستريحة    لمواليد برج العقرب والسرطان والحوت.. توقعات الأسبوع الثاني من مايو لأصحاب الأبراج المائية    "الخارجية" تستضيف جلسة مباحثات موسعة مع وزير الهجرة واللجوء اليوناني    تفاصيل مشروع تطوير عواصم المحافظات برأس البر.. وحدات سكنية كاملة التشطيب    «الهجرة» تكشف عن «صندوق طوارئ» لخدمة المصريين بالخارج في المواقف الصعبة    رئيس الوزراء يتابع جهود إنشاء مركز جوستاف روسي لعلاج الأورام فى مصر    متحور كورونا الجديد «FLiRT» يرفع شعار «الجميع في خطر».. وهذه الفئات الأكثر عرضة للإصابة    وزير الصحة يشهد فعاليات المؤتمر العلمي السنوي لهيئة المستشفيات التعليمية    محافظ الشرقية: الحرف اليدوية لها أهمية كبيرة في التراث المصري    فصائل عراقية: قصفنا هدفا حيويا في إيلات بواسطة طائرتين مسيرتين    مساعد وزير الصحة: تسليم 20 مستشفى نهائيا خلال العام الحالي    قوات الدفاع الشعبى تنظم ندوات ولقاءات توعية وزيارات ميدانية للمشروعات لطلبة المدارس والجامعات    بعد قرار سحبه من أسواقها| بيان مهم للحكومة المغربية بشأن لقاح أسترازينيكا    على معلول يحسم مصير بلعيد وعطية الله في الأهلي (خاص)    قائمة مواعيد قطارات مرسى مطروح.. بمناسبة فصل الصيف 2024    نشرة «المصرى اليوم» من الإسكندرية: تأجيل محاكمة المتهمين بأحداث سيدي براني وسموحة يصطدم ب«زد»    بعد ظهورها مع إسعاد يونس.. ياسمين عبد العزيز تعلق على تصدرها للتريند في 6 دول عربية    "الخشت" يستعرض زيادة التعاون بين جامعتي القاهرة والشارقة في المجالات البحثية والتعليمية    وزير الصحة: دور القطاع الخاص مهم للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية    حكم هدي التمتع إذا خرج الحاج من مكة بعد انتهاء مناسك العمرة    محافظ الغربية يوجه بتسريع وتيرة العمل في المشروعات الجارية ومراعاة معايير الجودة    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية فساد التموين ل 8 يوليو    وزيرة التضامن تشهد انطلاق الدورة الثانية في الجوانب القانونية لأعمال الضبطية القضائية    "العمل": تحرير عقود توظيف لذوي الهمم بأحد أكبر مستشفيات الإسكندرية - صور    السيسي يستقبل رئيس وزراء الأردن    مستشفى العباسية.. قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة جانيت مدينة نصر    القبض على المتهمين بغسيل أموال ب 20 مليون جنيه    21 مليون جنيه.. حصيلة قضايا الإتجار بالعملة خلال 24 ساعة    ما حكم قطع صلة الرحم بسبب الأذى؟.. «الإفتاء» تُجيب    أحمد عيد: سأعمل على تواجد غزل المحلة بالمربع الذهبي في الدوري الممتاز    دفاع حسين الشحات يطالب بوقف دعوى اتهامه بالتعدي على الشيبي    جهاد جريشة يطمئن الزمالك بشأن حكام نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية يسجل 31.8% في أبريل الماضي    اليوم.. وزير الشباب والرياضة يحل ضيفًا على «بوابة أخبار اليوم»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«أزمة السلاح» .. تحاصر «أوباما»
نشر في محيط يوم 21 - 04 - 2013

في مجتمع عرف بعشقه لإقتناء الأشكال المختلفة من السلاح، تثير قضية انتشار الأسلحة في "الولايات المتحدة" جدلاً واسعاً مع تكرار معاناة أسر الضحايا الذين لاقوا حتفهم في مجازر متعددة، كان أخرها مجزرة وقعت في مدرسة ابتدائية بمدينة "نيوتاون" بولاية "كونيتكت" منتصف ديسمبر الماضي، وراح ضحيتها (26) قتيلاً بينهم (20) طفلاً.

وازداد الجدل في "أمريكا" خلال هذه الأيام حول حيازة السلاح؛ بسبب رفض الكونجرس الأمريكي لمشروع القانون المقدم من البيت الأبيض، الذي يتناول إصلاح قوانين حيازة الأسلحة النارية في البلاد، الأمر الذي مثل ضربة قوية لخطط الداعمين لتشديد شروط اقتناء الأسلحة، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" وحزبه الديمقراطي.

وفي هذه الأثناء زاد تخوف المواطن الأمريكي من ارتفاع أعمال العنف، التي تأتي من الداخل والخارج، بالإشارة إلى تفجيرات "بوسطن" الأخيرة، وتفجيرات في مصنع للأسمدة بولاية "تكساس"، مما تسبب في حالة من الذعر الشامل في "الولايات المتحدة".

هزيمة "أوباما"
وقد أشعل رفض مجلس الشيوخ غضب البيت الأبيض - وعلى رأسه "باراك أوباما" - الذي شن هجوماً عنيفاً على نواب الكونجرس لإحباطهم إقرار هذا المشروع، واصفاً ما حدث ب"اليوم المخجل في تاريخ "واشنطن""، ومتهماً لوبي الأسلحة ب"الكونجرس" بتعطيل هذا المشروع لتحقيق مصالح خاصة.

وفي تلك الأثناء، وصف بعض المحللين هذا الرفض بالهزيمة الثانية للرئيس "باراك أوباما" في إطار جهوده في هذا المجال لمكافحة العنف المسلح، مع التأكيد على وجود تصيد للأخطاء بين الحزب الديمقراطي الحاكم وغريمه الجمهوري، الأمر الذي انعكس على تكريس الهاجس الأمني لكل الأمريكيين.

وقال "أوباما" في تصريح من مقر البيت الأبيض: إن التعديل المقترح "كان يمثل الاعتدال والمنطق"، وتعهد بأن غضبه الكبير من فشل إقرار المشروع لن يمنعه من مواصلة المعركة لإقرار الإصلاحات المطلوبة، مضيفاً: "بالنسبة لي هذه ليست سوى جولة أولى".

عادة أمريكية
ولأن الدستور يحمي حق المواطنين في امتلاك الأسلحة منذ الحرب الأهلية الأمريكية التي عمقت ذلك الفكر في الثقافة الأمريكية، أصبحت حيازة السلاح تشكل جزءاً هاماً في حياة الأمريكيين، وتباع للأفراد بشكل اعتيادي وبسهولة ربما لا نظير لها حتى في بعض الدول التي تشهد صراعات طائفية مسلحة من دول العالم النامي.

وعلى ذلك فإن محاولات الحد من الحصول على تلك الأسلحة، كثيراً ما تواجه العديد من التحديات، نتيجة اعتراض بعض أصحاب المصالح من الشركات المنتجة للسلاح، فضلاً عن لوبي السلاح في مجلس الشيوخ، الذي يعتبر تلك المقترحات أحد الأمور المهددة له بالحصول على أصوات الناخبين، الذين ارتبطوا بثقافة اقتناء الأسلحة النارية في ظل توفر الغطاء القانوني لها.

ضغوط المصالح
وبجانب تلك العوامل التي تعتبر أحد الدوافع وراء تعطيل هذا المشروع، لا شك أن جماعات المصالح (أو ما يعرف بجماعات الضغط) لعبت دوراً كبيراً هي الأخرى في إفشال مساعي هذا الإصلاح، ويقود هذا التيار قيادات في الحزب الجمهوري، ولوبي شركات تصنيع الأسلحة بزعامة الجمعية الوطنية للأسلحة(NRA) ، التي تقف ضد أي قيود على حيازة السلاح، بل تطالب بنشر المزيد من الأسلحة للدفاع عن النفس، ولهذه الجمعية نفوذ قوي على المشرعين الأمريكيين في الكونجرس.

وفي هذا الاتجاه، قال رئيس الجمعية "واين لابيار" على خلفية هذا المشروع: "إن الشيء الوحيد الذي يمنع شخصاً سيئاً يحمل السلاح، هو وضع آخر صالح يحمل سلاحاً"، ودعا لوضع شرطي مسلح في كل مدرسة، من أجل ضمان عودة الأمن إلى المدارس.

وفي سياق متصل، أكد الخبير القانوني والدستوري "سول كورنل"، أن الجمعية الوطنية للأسلحة (NRA) تنفق أموالاً أكثر من أي جماعة أخرى على أعضاء في الكونجرس، وتؤثر عليهم بشأن الدفاع عن حمل السلاح، وعرقلة أي تشريعات لحظر بيعه، الأمر الذي يمثل تأثيراً على مسار السياسة الأمريكية الداخلية، مضيفاً أنه "رغم أن هذه الجمعية ليس لها تأثير كبير في شمال شرق أمريكا، فإنها تستطيع تغيير موازين القوى في بعض المناطق، خصوصاً تلك التي تهتم جداً باقتناء السلاح مثل ولاية "تكساس".

ومن جانبه، قال "بول باريت" مؤلف كتاب "صعود السلاح في أمريكا": إن جماعات الضغط تلعب دوراً فعالاً في كبح أي تشريع بالكونجرس بشأن الأسلحة، وتمتلك نفوذاً على أعضائه، و"بذلك فإنها تشجع الفوضى"، على حد تعبيره.

وفي تحقيق أجرته صحيفة "الجارديان" الأمريكية حول رفض إقرار الإصلاح على قانون حيازة السلاح في "الولايات المتحدة"، كشفت الصحيفة أن غالبية نواب الكونجرس الذين رفضوا الإصلاحات، تلقوا تبرعات من شركات وجماعات مصالح مؤيدة لبيع وحيازة الأسلحة النارية في "الولايات المتحدة".

مردود سياسي
وذهب العديد من المحللين والمهتمين إلى أن هناك أثراً مباشراً ومردوداً سياسياً لتلك المحاولات التي يتعرض لها الرئيس "باراك أوباما" في ولايته الثانية، لما يرتبط بها من تأثير على الأمن القومي الأمريكي، خاصة وأنه في الفترة الأخيرة تعرضت البلاد لمشكلات أمنية خطيرة في الداخل والخارج، بدايةً من مقتل سفيرها في "ليبيا"، رغم مشاركة القوات الأمريكية في إنهاء حكم زعيمها "معمر القذافي"، واستمرار الهاجس الأمني في الداخل بخصوص حيازة الأسلحة، وأخيراً ما تعرضت له البلاد من اعتداءات تفجيرية في "بوسطن" وصفتها التقديرات الأولى بالإرهابية.

لذا؛ من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة من الأجندة السياسية لولاية الرئيس "باراك أوباما"، سواء في الداخل أو الخارج، حرباً شرسة يستعيد معها ماء الوجه؛ ليثبت حرصه على الأمن القومي، فهو الذي قتل "أسامة بن لادن" زعيم تنظيم القاعدة، وشاركت القوات الأمريكية في عهده لإنهاء حكم "العقيد معمر القذافي"، والآن يخوض حرباً تشريعية شرسة لفرض قيود على امتلاك السلاح في "الولايات المتحدة"، وفي إطار كل ذلك هل يعيد "أوباما" إلى الأذهان ذكرى "جورج بوش" ومفهوم الحرب على الإرهاب في الداخل والخارج؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.