شهدت الأردن اليوم "الجمعة" مسيرات حاشدة تنديدا بتعامل الأجهزة الأمنية مع المتظاهرين في مسيرة محافظة إربد الأسبوع الماضي والمطالبة بحجب الثقة عن الحكومة الأردنية برئاسة الدكتور عبد الله النسور. وطالبت المسيرات التي نظمتها الحركة الإسلامية والحراكات الشعبية والشبابية والعشائرية في الأردن في العاصمة عمان ومحافظات إربد والزرقاء والكرك والطفيلة ومعان والعقبة بتسريع وتيرة الإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاكمة المفدسين.
وشهدت المسيرة الحاشدة التي نظمتها الحركة الإسلامية في وسط العاصمة الأردنية اليوم وبشكل لافت طابعا عسكريا حيث تقدم المسيرة التي حملت شعار "كفى عبثاً" مجموعات من شباب جماعة الإخوان المسلمين الذين ارتدوا "الشماغ الأحمر" على رؤسهم وساروا في صفوف منتظمة بمشية عسكرية وذلك ردا على الاعتداء الذي تعرضت له مسيرة محافظة إربد(95 كم شمال عمان) يوم "الجمعة" الماضي في رسالة إلى النظام والأجهزة الأمنية مفادها أن الأخوان قادرون على الرد على الاعتداءات.
وكانت الأجهزة الأمنية قد فضت يوم "الجمعة" الماضي بالقوة مسيرة نظمتها جماعة الإخوان المسلمين وتنسيقية الحراك في إربد تحمل عنوان "رفض 21" مما أدى إلى إصابة 11 شخصا من بينهم 6 من عناصر الأمن الأردني.
وشهدت المسيرات الحاشدة اليوم "الجمعة" هتافات عالية السقوف تجاوزت الخطوط الحمراء ومطالبات بحجب الثقة عن الحكومة الأردنية برئاسة الدكتور عبد الله النسور والتي باتت الصعوبة عنوانا لحصولها على ثقة مجلس النواب الأردني وذلك بعد ارتفاع وتيرة الضغط النيابي على الحكومة خلال مناقشات خطاب الثقة داخل المجلس خلال الأسبوع الجاري.
وخرج المئات في مسيرة انطلقت بعد صلاة "الجمعة" اليوم من أمام مسجد الحسيني وسط العاصمة عمان باتجاه ساحة النخيل في منطقة رأس العين للتنديد بما قالوا إنه "استمرار البلطجة الأمنية ضد الحراك المطالب بالإصلاح" واستهجان الاعتداء على مسيرة إربد يوم الجمعة الماضي وحرق مقر إدارة المدارس الإسلامية في المحافظة.
وتقدم المسيرة التي حملت شعار "كفى عبثاً" مجموعات من شباب الحركة الإسلامية الذين ارتدوا "الشماغ الأحمر" وساروا في صفوف منتظمة في عرض عسكري.
وشهدت المسيرة هتافات مرتفعة السقوف تحذر من الاستمرار في سياسة القبضة الأمنية وسط تواجد أمني كثيف لقوات الأمن التي طوقت المسيرة وقوات الدرك الأردنية التي رابطت عند ساحة النخيل.
ووجه المحتجون رسالة تحذير مفادها أن سياسة الإرهاب ضد الحراك لن توقفه وأن الاحتجاجات الشعبية ستزداد وتيرتها حتى تتم الاستجابة لمطالب الحراك، منددين في الوقت ذاته ب"المماطلة والعبث بإرادة الأردنيين" على حد قولهم.
وقال أمين سر مجلس الحركة الإسلامية للإصلاح والمراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين سالم الفلاحات إن المشاركين في مسيرة اليوم قرروا إطلاق مسمى "كفى عبثاً" على المسيرة لإيصال رسالة للجهات الرسمية بالكف عن العبث في حريات الناس وكرامتهم.
وأضاف الفلاحات إن المسيرة التي تنظمها الحركة الإسلامية بمشاركة مجموعة من الحراكات الشعبية والشبابية ستدعو الحكومة الى الاعتبار مما جرى في دول أخرى والعمل على إخراج البلاد مما هي فيه.
وحذر من العبث بقوت الناس واستمرار سياسات رفع الأسعار وخاصة الكهرباء والوقوع في منزلق التسلط على جيوب المواطنين التي لم يبق فيها شيء، داعيا الحكومة الأردنية إلى ضبط نفقاتها ووقف الهدر والعمل على تقديم الفاسدين للمحاكمات واسترداد الأموال والممتلكات المنهوبة قبل اللجوء إلى الحلول التي تلحق الضرر بالمواطنين.
وأضاف "إن هذه الحكومة البائسة التي اعتدت على الشعب ورفعت الأسعار تستحق حجب الثقة..وإلا سحب الشعب ثقته الباقية بمن وصفهم ب"الأخيار" في مجلس النواب الأردني".
ونظم حراك العاصمة عمان وقفة احتجاجية بعد صلاة "الجمعة" اليوم أمام مسجد الشهيد بجبل التاج بالعاصمة الأردنية ضمن سلسلة فعاليات "الصمت يقتل يقظتنا".
وندد المحتجون بعدم الاستجابة الرسمية لمطالب الإصلاح وبما وصفوه ب"غياب سيادة القانون والرقابة والمساءلة"، مشيرين إلى أن هذا يعني الفوضى وتغييب الإرادة الشعبية.
وانطلقت عقب صلاة الجمعة مسيرة من أمام مسجد الهاشمي بمحافظة إربد متجهة لميدان وصفي التل تحمل شعار" رفض 22"، شارك فيها عدد كبير من نشطاء الحركة الاسلامية والحراكات الشبابية والشعبية، مستذكرين ورافضين الاعتداء على مسيرتهم السلمية يوم الجمعة الماضي من قبل رجال الأمن الأردني.
وشهدت المسيرة هتافات مرتفعة السقوف تجاوزت الخطوط الحمراء، مؤكدين عودتهم الى ذات المكان الذي انطلقت مسيرتهم منه يوم "الجمعة " الماضي وتم فضها بالقوة من قبل رجال الأمن.
وعبروا عن غضبهم من الطريقة التي تعامل فيها رجال الأمن العام والدرك معهم، ومشددين على أن طريق الاصلاح سائر مهما ألم بهم من ظروف.
وطالب المشاروكون في المسيرة باسقاط الحكومة الأردنية الحالية ،داعين نواب محافظة إربد بمجلس النواب الى حجب الثقة عنها، مؤكدين استمرارية حراكهم السلمي لحين تحقيق الاصلاحات المطلوبة.
وجدد المتظاهرون المطالبة بتعديلات دستورية حقيقية تعيد السلطة الى الشعب واجراء انتخابات وفقاً لقانون عادل يفضي الى برلمان ممثل لارادة الأردنيين يفرز حكومة منتخبة قادرة على محاربة الفساد واسترجاع الاموال المنهوبة والمطالبة بالإصلاح وتعديلات دستورية ومكافحة الفساد والفاسدين.
وشهدت محيط المسيرة استنفارا أمنيا مشددا فيما ردد العشرات من تجمع الموالاة هتافات بحب الوطن وقائده، لكنهم لم يقتربوا من الدوار الذي كان يقف عليه المشاركون بالمسيرة الأخرى.
وكانت قوات الأمن والدرك الأردنية فضت بالهروات والغاز المسيل للدموع مسيرة للحركة الإسلامية والحراكات الشبابية والشعبية انطلقت من مسجد الهاشمي في محافظة أربد باتجاه ميدان وصفي التل يوم "الجمعة" الماضية بعد احتكاكات مع مسيرة أخرى مناوئة حيث أصيب 11 شخصا أثناء عملية فض المسيرة من بينهم 6 من قوات الأمن بالإضافة لوقوع عدد من حالات الاختناق بعد أن قامت قوات الدرك باستخدام الهروات والغاز المسيل للدموع لفض المسيرة.
ونظم العشرات من الحراك الشبابي في محافظة الزرقاء(23 كم شمال شرق عمان) بعد صلاة "الجمعة" اليوم وقفة احتجاجية أمام مسجد عمر بن الخطاب وسط مدينة الزرقاء.
وطالب المشاركون في الوقفة بتسريع عملية الاصلاح ومكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين وتحقيق مطالب المواطنين في مختلف المدن والقرى الأردنية بعدالة ، كما طالبوا بعدم رفع الأسعار وتحسين أوضاع المواطنين وعدم التعرض للمسيرات والحراكات.
وشهدت محافظة الكرك (140 كم جنوب عمان ) العديد من المسيرات والوقفات الاحتجاجية بعد صلاة "الجمعة" اليوم حيث نظمت الحركة الإسلامية وفعاليات شعبية وقفتان احتجاجيتان في مدينة الكرك طالبتا بأغلاق محال بيع الخمور في مختلف مناطق الكرك والإسراع في وتيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومحاسبة الفاسدين وايجاد قانون انتخاب عصري تتوافق عليه جميع القوى الحزبية والفعاليات الشعبية.
وأكد عدد من المتحدثين في الوقفتين بضرورة اغلاق محال بيع الخمور التي انتشرت في محافظة الكرك بشكل كبير، مشيرين إلى أن انتشار هذه المحال في كل مناطق المحافظة يشجع على فساد الشباب وزيادة عدد المشاجرات التي أصبحت ظاهرة في محافظة الكرك .
وطالبوا مجلس النواب والحكومة الأردنية بإيجاد قانون يمنع فتح هذه المحال في الاسواق العامة كونها أصبحت اماكن لتشجيع شرب الخمر الذي يعتبر محرما في دولة دينها الاسلام.
وأكد المتحدثون في الوقفتين أهمية الاسراع في وتيرة الإصلاح الشامل وايجاد قانون انتخابي عصري ومحاكمة الفاسدين الذين نهبوا ثروات الوطن دون وجه حق وساهموا في ارتفاع الدين العام ما جلب على الوطن ازمات اقتصادية واجتماعية متتالية.
وطالبوا بتنظيم دخول اللاجئين السوريين إلى المدن الأردنية واقتصار فرص العمل على العامل الأردني وعدم السماح للعمالة الوافدة العمل دون تصاريح رسمية .
ونظم ممثلو الحراك الشعبي والشبابي في لواء المزار الجنوبي بالكرك بعد صلاة "الجمعة" اليوم وقفة احتجاجية في ساحة مسجد جعفر بن إبي طالب في مدينة المزار الجنوبي طالبت بالإسراع في وتيرة الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وطالبوا بعدم رفع أسعار المشتقات النفطية والكهرباء والمياه والمواد التموينية على المواطنين من اصحاب الدخول المتدنية وضرورة إعادة النظر في خصخصة الشركات الاقتصادية للحفاظ على استقرار وتنمية الاقتصاد الوطني وموارده المالية والكشف عن التجاوزات والاخطاء التي تعيق مسيرة الأردن الاصلاحية.
وأكد الحراك الشبابي والشعبي في لواء فقوع بمحافظة الكرك خلال وقفتين احتجاجيتين في بلدتي "فقوع" و"صرفا" على استمرار الحراك السلمي المطالب بالإصلاح.
وشدد المشاركون في الوقفتين على رفضهم للأعمال المثيرة للفتنة والمندسين في المسيرات لإصلاحية معتبرين ذلك مساس بالوحدة الوطنية وحق المواطنين بحرية التعبير، مطالبين بتحقيق الاصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين الذين تغولوا على مقدرات الوطن وضرورة فتح جميع ملفات الفساد وعدم رفع الأسعار واستقلال القضاء.
وجابت مسيرة سلمية نظمها الحراك الشبابي والشعبي بمشاركة فعاليات حزبية في محافظة الطفيلة (180 كم جنوب عمان) شوارع مدينة الطفيلة انطلقت من أمام مسجد الطفيلة الكبير عقب صلاة "الجمعة" اليوم وذلك ضمن الاحتجاجات المتواصلة للمطالبة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية ومحاربة الفساد والمفسدين.
وطالب المشاركون في المسيرة التي انتهت قبالة مبنى المحافظة في بيان لهم أن الحراك سوف يستمر في نشاطه الاحتجاجي إلى أن تتحقق كافة مطالب الشعب الأردني الإصلاحية، مشيرين إلى أهمية مكافحة الفساد والمفسدين وأن الشعب هو مصدر السلطات.
وهتف المشاركون في المسيرة بشعارات تطالب بضرورة تحقيق الإصلاحات على أرض الواقع، مؤكدين رفضهم لنهج الحكومة بزيادة أسعار السلع والمواد الأساسية.
ونددت وقفة احتجاجية نظمها ائتلاف شباب الإصلاح والتغيير والحركة الإسلامية في محافظة معان(250 كم جنوب عمان) بالاعتداء على إدارة المدارس الإسلامية بإربد واستخدام العنف مع الحراكات الإصلاحية.
وشهدت الوقفة التي أقيمت بعد صلاة "الجمعة" اليوم أمام مسجد معان الكبير تحت شعار "كلنا إربد" هتافات مرتفعة السقوف حيث ندد المشاركون فيها بضرب أحرار إربد، معتبرين أنه أعاد الروح للحراكات الشعبية المطالب بالإصلاح وزاد من زخمها حيث ازداد عدد المشاركين في الوقفات الاحتجاجية كماً ونوعاً.
ونظمت الحركة الاسلامية في مدينة العقبة (330 كم جنوب عمان) وقفة احتجاجية بعد صلاة "الجمعة" اليوم أمام المسجد الكبير وسط المدينة للمطالبة بالاصلاح السياسي ومحاربة الفساد.
وأجمع المشاركون في الوقفة على رفض سياسة البلطجة، منددين بالاعتداء على مسيرة إربد، ومطالبين برفع القبضة الأمنية عن الحياة العامة.
وأكد المشاركون في الوقفة على سلمية الحراك، متعهدين باستمرار الحراك إلى حين تحقيق المطالب الإصلاحية المتعلقة باعادة السلطة للشعب.
ويشهد الأردن منذ شهر يناير 2011 مسيرات واعتصامات ووقفات احتجاجية وتظاهرات للمطالبة بالإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين.