يطالب الشعب الأردني بالإصلاحات السريعة من خلال المظاهرات التي ينادي فيها بمزيد من الإصلاحات السياسية والدستورية ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين، حيث شهدت البلاد اليوم الجمعة العديد من المسيرات السلمية للمطالبة بذلك . وانطلقت المسيرات في عدد من المحافظات في شمال وجنوب الأردن كان أكثرها عددا تلك التي شهدتها محافظة إربد (95 كم شمال عمان) إلى جانب مسيرات مماثلة في العاصمة عمان ومحافظات جرش والكرك والطفيلة بتنظيم من الحراك الشبابي والشعبي والحركة الإسلامية وحراكات عشائرية في جمعة أطلق عليها "إسقاط معاهدة وادي عربة ونهج التبعية".
جاءت تلك المسيرات بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لتوقيع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية المعروفة بمعاهدة "وادي عربة" حيث شهد محيط مسجد الكالوتي القريب من مقر السفارة الإسرائيلية اعتصاما للمطالبة بإغلاق سفارة تل أبيب في عمان وإلغاء المعاهدة.
وتأتي تلك المسيرات بعد ثلاثة أيام من إعلان الهيئة المستقلة للانتخابات في الأردن يوم 23 يناير 2013 موعدا لإجراء الانتخابات النيابية المقبلة وسط استمرار مقاطعة قوى سياسية أردنية من بينها الحركة الإسلامية والجبهة الوطنية للإصلاح والقوى والحراكات الشعبية والشبابية وحزب الوحدة الشعبية والتي أعلنت مقاطعة الانتخابات احتجاجا على قانون "الصوت الواحد" والمطالبة بإقرار قانون انتخاب مختلط 50% قائمة وطنية و50% دوائر فردية يمنح الناخب حق انتخاب عدد مساو لعدد مقاعد دائرته.
اسقاط نهج التبعية
انطلقت عقب صلاة الجمعة "اليوم" مسيرة حاشدة بمشاركة الآلاف بمحافظة إربد من أمام مسجد نوح القضاة "الجامعة"، دعت إليها الحركة الإسلامية وبمشاركة 27 حراكا شعبيا وعشائريا للمطالبة بمزيد من الإصلاحات السياسية والدستورية وإطلاق سراح موقوفي الحراك.
وطالب المشاركون في المسيرة، التي حملت شعار "رفض 5"، بتعديلات على المواد "34"، "35"،و"36" من الدستور الأردني والذي يضمن تحصين مجلس النواب من الحل وتشكيل حكومات برلمانية من الكتلة الفائزة وإلغاء الدور التشريعي لمجلس الأعيان وأن يكون منتخبا وإعادة صياغة قانون الانتخاب وإلغاء الصوت الواحد الذي أفسدالحياة السياسية في الأردن وفك اللحمة الاجتماعية والعشائرية" على حد وصف المشاركين بالمسيرة.
كما تضمنت المطالب رفض أي تعدي على أموال المواطن لسد عجز الموازنة وتغطية النفقات الإدارية على حساب المواطن وضرورة محاسبة الفاسدين وإعادة الأموال إلى خزينة الدولة والإفراج الفوري عن معتقلي الرأي الأحرار، ورفض قانون المطبوعات وسياسية تكميم الأفواه والاعتداء على الحريات العامة.
الإفراج عن المعتقلين
ودعا المشاركون في المسيرة الحاشدة بمحافظة إربد الأردنية والتي شهدت هتافات مرتفعة المطالب إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين ووقف سياسة الاعتقال لمجرد إبداء الرأي ووقف تغول الأجهزة الأمنية على الحياة السياسية.
وهاجموا رئيس الوزراء الأردني الجديد الدكتور عبدالله النسور متهمين إياه بالتراجع عن مواقفه السابقة الرافضة لقانون "الصوت الواحد" عندما كان عضوا بمجلس النواب.
وفي إربد، اعتصم العشرات من الائتلاف الشبابي والشعبي للتغيير أمام المسجد الهاشمي بعد صلاة "الجمعة" تحت شعار "إسقاط معاهدة وادي عربة ونهج التبعية".
وطالب العشرات من أعضاء الحراك الشبابي والشعبي في محافظة الكرك (140 كم جنوب عمان) بتسريع وتيرة الإصلاح السياسي والإقتصادي خلال الوقفة التي نفذوها في ساحة المسجد العمري الكبير بعد صلاة "الجمعة" اليوم.
ودعوا إلى إطلاق سراح المعتقلين وحماية الإقتصاد الوطني من الفساد والمفسدين وعدم رفع الأسعار حماية لقطاع عريض من المجتمع الأردني، كما طالبوا الحكومة بإعادة النظر بقانون المطبوعات والنشر تفعيلا لحرية الإعلام.
ونظم الحراك الشبابي والشعبي لتجمع أبناء "لواء فقوع" بمحافظة الكرك اليوم الجمعة وقفة احتجاجية أمام مسجد فقوع للمطالبة بمحاربة الفساد وتحقيق إصلاح شامل بمختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وإطلاق سراح موقوفي الحراك.
وأكد المشاركون أن حراكهم سلمي ومطلبي ولا يتجاوز حدود القانون، مطالبين بضرورة إطلاق سراح موقوفي الحراك مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك.
كما طالبوا بعدم تقييد حرية التعبير عن الرأي من خلال التظاهر السلمي والمطلبي وعدم تقييد حرية الإعلام بمختلف أشكاله وضرورة وقف العمل بقانون المطبوعات والنشر الحالي وعدم رفع الأسعار إضافة إلى توزيع مكتسبات التنمية والوظائف على جميع مناطق الأردن.
وطالب ممثلو الحراك الشعبي والشبابي في لواء المزار الجنوبي بمحافظة الكرك خلال الوقفة الاحتجاجية التي نفذوها بعد صلاة "الجمعة" اليوم في ساحة مسجد جعفر بن أبي طالب في مدينة المزار الجنوبي الإسراع في وتيرة الإصلاحات السياسية والإقتصادية والإفراج عن معتقلي الحراك الشبابي وعدم رفع أسعار المواد التموينية والمحروقات.
ودعا المشاركون في الوقفة الاحتجاجية بالمزار الجنوبي بمحافظة الكرك الأردنية إلى إعادة النظر في خصخصة الشركات الاقتصادية واسترجاع أموال الشعب ومحاسبة الفاسدين والمفسدين والحفاظ على اقتصاد الوطن وموارده المالية من النهب والسلب وإجراء مزيد من التعديلات على بنود الدستور الأردني.
وطالبوا الحكومة الحالية بإعادة النظر في تعديل بنود قانون المطبوعات والنشر لإطلاق الحريات الإعلامية والحريات العامة وإبراز دور وسائل الإعلام الفاعل في المراقبة والكشف عن الأخطاء والتجاوزات التي تعيق مسيرة الأردن الإصلاحية.
تعديلات دستورية
وانطلقت مسيرة سلمية في محافظة الطفيلة (180 كم جنوب عمان) نظمها الحراك الشعبي في المحافظة وفعاليات حزبية بعد صلاة "الجمعة" اليوم تحت شعار "جمعة أما آن لهؤلاء الأباة أن يتحرروا " طالب فيها المشاركون بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وتعديل قانون الانتخاب وإطلاق سراح الموقوفين من نشطاء الحراك.
ودعا المشاركون في المسيرة التي انطلقت من أمام مسجد "الطفيلة" الكبير وانتهت قبالة مبنى المحافظة بتطبيق إصلاحات حقيقية على ارض الواقع ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين، مطالبين بإطلاق سراح الموقوفين على حرية الرأي والتعبير من نشطاء حراك "الطفيلة".
وأكدوا في هتافاتهم ضرورة إجراء تعديلات دستورية تضمن نظام انتخابي يفرز مجلس نواب قوي يمثل كافة شرائح المجتمع الأردني وعدم رفع أسعار السلع الأساسية واسترجاع الشركات التي تم خصخصتها.
وأكد ممثلون عن الحراك حرصهم على سلمية الحراك الإصلاحي ومصلحة الوطن وأمنه مع محافظة الجميع على مقدرات الوطن والممتلكات العامة والخاصة.
ونظم ائتلاف جرش للإصلاح مسيرة شارك فيها العشرات انطلقت بعد صلاة "الجمعة" اليوم من أمام مسجد الحميدي بمحافظة جرش (48 كم شمال عمان).
وطالب المشاركون في المسيرة التي جاءت تحت شعار "نحن مقاطعون" بإجراء المزيد من التعديلات الدستورية والإفراج عن المعتقلين الذين اعتبروا اعتقالهم مخالفا لكل المواثيق والقوانين الدولية.
ونفذ "الائتلاف الشبابي والشعبي للتغيير" بالتعاون مع حراكات شعبية وشبابية وحزبية، اعتصاما بعد صلاة "الجمعة" أمام مسجد الكالوتي بمنطقة الرابية بالعاصمة عمان بالقرب من مقر السفارة الإسرائيلية تحت شعار "جمعة إسقاط وادي عربة ونهج التبعية"، وذلك في الذكرى الثامنة عشرة لتوقيع معاهدة السلام الأردنية-الإسرائيلية.
تنديد
وندد المعتصمون بإرسال سفير أردني إلى إسرائيل، مطالبين بقطع كافة العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الدولة العبرية وطرد السفير الإسرائيلي من عمان.
وكان السفير الأردني الجديد لدى إسرائيل وليد عبيدات قد باشر مهام عمله أول أمس الأربعاء بعد تقديمه أوراق اعتماده إلى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز.
ورفع المشاركون في الاعتصام الذي أقيم وسط تواجد أمني ملحوظ لافتات تطالب بإلغاء المعاهدة وطرد السفير الإسرائيلي، كما جددوا رفضهم للممارسات الإسرائيلية في التضييق على الشعب الفلسطيني الأعزل، كما أحرق المشاركون في الاعتصام العلمين الإسرائيلي والأمريكي.
وكان الائتلاف أعلن أمس عن تغيير موقع فعاليته، التي كانت مقررة اليوم أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة"عمان" لتصبح أمام مسجد الكالوتي، وذلك نظرا لقيام الأجهزة المختصة بإغلاق منطقة وسط البلد تحضيرا لماراثون عمان الدولي.
يشار إلى أن ذكرى توقيع معاهدة "وادي عربة يوافق يوم الجمعة القادمة، لكن ناشطين قرروا تقديم فعاليتهم إلى اليوم لكون 26 من الشهر الجاري يصادف عيد الأضحى.
ويشهد الأردن مسيرات واعتصامات ووقفات احتجاجية وتظاهرات منذ شهر يناير 2011 للمطالبة بالإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين.
مواد متعلقة: 1. هجوم بالحجارة على اعتصام للسلفيين بالاردن 2. مسيرات بالاردن تطالب بإصلاحات دستورية وسياسية