أ.ش.أ : تجددت اليوم "الجمعة" في الأردن المسيرات السلمية المنددة بتباطؤ وتيرة الإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين وسط مطالبات برحيل الحكومة الحالية برئاسة الدكتور فايز الطراونة. وانطلقت المسيرات التي شهدتها العاصمة عمان ومحافظات (إربد، والزرقاء، ومأدبا، والكرك، والطفيلة، ومعان) بتنظيم من الحركة الإسلامية والأحزاب القومية واليسارية والحراكات الشبابية والشعبية تحت شعارات مختلفة.
وجاء ذلك وسط تنديد بقرارات الحكومة الأخيرة برفع أسعار المحروقات والذي جمد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني العمل به يوم "الأحد" الماضي بعد أن قررت الحكومة يوم "السبت" الماضي رفع أسعار البنزين (أوكتان 90) الأكثر استهلاك بالأردن بنسبة 10% والسولار بنسبة 8ر6% وهي المرة الثانية التي يتم فيها زيادة أسعار المحروقات في غضون شهرين.
وانطلق المئات بعد صلاة الجمعة "اليوم" في مسيرة من أمام المسجد الحسيني بوسط عمان باتجاه ساحة النخيل في منطقة رأس العين تحت شعار "لا للنهج الاقتصادي الخاضع لإملاءات صندوق النقد الدولي" شارك فيها ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية.
وطالب المشاركون فيها بالإلغاء الكامل لقرار رفع أسعار البنزين والسولار وعدم الاكتفاء بتجميد القرار أورفع الأسعار وإظهار جدية أكبر من قبل دوائر صنع القرار بالمضي قدما في المسيرة الإصلاحية والإسراع في وتيرتها، محذرين من الاستمرار في سياسة رفع الأسعار وسد عجز الميزانية والمديونية من جيوب الفقراء والطبقة العاملة التي لم تعد تحتمل أكثر من ذلك.
وهتف المشاركون في المسيرة بشعارات تطالب بالإصلاح وتوحيد الجهود في مواجهة الأوضاع الصعبة التي يعانيها الوطن والمواطن ووضع تصور واضح المعالم للخروج من الأزمات الاقتصادية وبرحيل حكومة الدكتور فايز الطراونة، مطالبين بإلغاء كافة الاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي التي لم يجن منها الأردنيون سوى الفقر.
وجددت تنسيقية الحراك الشعبي والشبابي في محافظة إربد(95 كم شمال عمان) مطالبها بإصلاحات جادة وحقيقية يلمس أثارها رجل الشارع في مختلف جوانب الحياة.
واعتبر العشرات ممن شاركوا في مسيرة "غضب 21" التي نظمتها التنسيقية عقب صلاة "الجمعة" اليوم من مسجد نوح القضاة وشاركت فبها قوى سياسية تمثل جبهة العمل الإسلامي والجبهة الأردنية للاصلاح إلى جانب الحراك الشعبي والشبابي أن الاستجابة لمطالب الشارع بالإصلاح محدودة ولا تلبي الطموح المنشود بالإصلاح الشامل.
وانتقد المشاركون تباطؤ الحكومات المتعاقبة بتفهم مطالب الحراك وتلبيتها والتعامل معها بفوقية ودون اكتراث وحذروا من استمرار النهج والسياسات الحكومية على هذا النحو الذي وصفوه بالتأزيمي والتصعيدي ويساهم في رفع درجة الاحتقان الموجودة في الشارع ولا يخدم مسيرة الإصلاح، ورافق المسيرة تعزيزات أمنية عملت على تأمين الحماية للمشاركين في المسيرة.
ونظمت جماعة الإخوان المسلمين بالأردن وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي اعتصاما بعد صلاة "الجمعة" أمام مسجد عمر بن الخطاب بمحافظة الزرقاء(23 كم شمال شرق عمان) شارك فيه العشرات من أعضاء الحزب والمواطنين وطالبوا خلاله بالقضاء على الفساد ومحاكمة الفاسدين والوقوف ضد الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الشعب السوري من أعمال قتل ودمار وتشريد.
وطالب عضو الحزب محمد الزيود، خلال الاعتصام الذي رفع خلاله العلم الأردني وراية الجبهة بمكافحة الفساد وتقديم الفاسدين إلى القضاء، مؤكدا وقوف الحركة الإسلامية ضد أي تعديلات على قانون المطبوعات والنشر المتعلقة بالمواقع الإلكترونية والعمل على إفراز حكومات منتخبة لا حكومات معينة.
واستنكر الزيود الهتافات التي تجاوزت الخطوط الحمراء خلال مسيرات وتظاهرات الأسبوع الماضي ،مشيرا إلى أنها جاءت من مندسين أرادوا الإساءة للحركة وللباحثين عن الإصلاح.
وخرجت مسيرة في محافظة مأدبا (30 كم جنوب عمان ) من مسجد مأدبا القديم بعد صلاة "الجمعة" نظمتها الحركة السلامية والفعاليات الشعبية حيث حذر المتحدثون فيها من تجاهل المطالب الشعبية حتى لا يتعرض الأمن السلمي للبلاد إلى الخطر.
وطالبوا بقانون انتخابات توافي يمكن من إخراج مجلس نواب قوي يخرج الوطن من محنته ومحاربة الفساد ومحاكمة المفسدين.
وشهدت محافظة الكرك (130 كم جنوب عمان ) ثلاثة اعتصامات بعد صلاة جمعة اليوم انتقد المشاركون فيها بشدة أداء الحكومة الأردنية وعدم جديتها في تحقيق الإصلاح أو الاستجابة للمطالبات الإصلاحية، واتهموها بالعمل على إجهاض الحراكات المطالبة بالإصلاح والتضييق على رموزها من خلال الإمعان في تشديد القبضة الأمنية"على حد قولهم" إلى جانب التستر على المفسدين.
وأكدوا المضي في حراكهم حتى يتم تنفيذ كافة المطالب الإصلاحية التي تجعل من الشعب مصدرا حقيقيا للسلطات، كما جددوا رفضهم للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة التي قالوا "إنها في ظل قانون الانتخاب ستستنسخ نسخة مماثلة لذات المجالس النيابية التي وصفوها بالعاجزة والمسلوبة الإرادة".
وشهدت بلدة "فقوع " بمحافظة الكرك اعتصاما نظمه "أبناء لواء فقوع" قبالة مسجد البلدة الكبير حيث نددوا في بيان أصدروه بسياسات الحكومة ووصفها بأنها "حكومة تجويع وتركيع الشعب" من خلال قرارات غير مسئولة ترفع الأسعار وتضيق على الحريات العامة وحرية الإعلام وتتجاهل الفاسدين والمفسدين وتحول دونهم ودون القضاء.
وجدد البيان مطالب الحراك الإصلاحية بمحاربة الفساد وإقالة ما وصفوها بحكومة تأزيم الوضع في البلاد إضافة إلى مطالبتهم برحيل البرلمان وإيجاد قانون انتخاب عصري يتوافق عليه الأردنيون وبإطلاق سرح نشطاء الحراك الموقوفين والابتعاد عن سياسة تكميم الأفواه.
بدورها، نظمت اللجان الشعبية للانقاذ في بلدة المزار الجنوبي اعتصاما في باحة مسجد جعفر بن أبي طالب طالب المشاركون فيه بمقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة باعتبارها لن تختلف في نتائجها عن الانتخابات السابقة التي أفرزت مجالس نيابية مباعة سلفا.
ودعوا إلى مقاطعة الانتخابات المقبلة في كافة مراحلها وطالبوا أيضا بدستور جديد يؤكد سلطة الشعب كمصدر وحيد للسلطات، وبمحاسبة المفسدين ومحاكمتهم أمام قضاء عادل يعاقبهم بما اقترفوه ويعيد للوطن خيراته المنهوبة ، فيما انتقدوا أداء الحكومة التي قالوا إنها ممعنة في غيها بالتنكر لكل مطالب الإصلاح وبالعمل على كتم أفواه المنادين به.
ونظم حراك الكرك الشعبي للإصلاح المنبثق عن الحركة الإسلامية في محافظة الكرك اعتصاما ببلدة المزار الجنوبي وصف المشاركون فيه الحكومة الأردنية بأنها مرتبكة وهمها فقط امتصاص دماء المواطنين واضطهادهم.
ونظم الحراك الشعبي والشبابي بمشاركة فعاليات حزبية في محافظة الطفيلة (180 كم جنوب عمان) مسيرة سلمية طالبت بتطبيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ضمن البرنامج الاحتجاجي المتواصل للحراك منذ بداية العام الماضي.
وشدد المشاركون في المسيرة التي انطلقت من أمام مسجد مدينة الطفيلة الكبير عقب صلاة "الجمعة" اليوم على ضرورة مكافحة الفساد بجميع أشكاله وعدم إتباع سياسة المماطلة والتسويف وإطلاق الوعود الحكومية لإجراء الإصلاحات المنشودة التي يطالب بها الشارع الأردني.
ورفضوا أي قرارات حكومية من شأنها تحميل الطبقات المعدمة والمتوسطة عبء عجز الموازنة بزيادة الضرائب ورفع الأسعار للمواد الغذائية الأساسية والمحروقات وغيرها.
من جهته، نفذ ائتلاف الإصلاح والتغيير في مدينة معان (250 كم جنوب عمان) وقفة احتجاجية أمام مسجد معان الكبير بعد صلاة "الجمعة" للمطالبة بالإصلاح.
وطالب المشاركون في الوقفة بتسريع وتيرة الإصلاح وإجراء إصلاحات حقيقية في مختلف المجالات ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين واستعادة أموال الوطن المنهوبة".
كما طالبوا برحيل الحكومة الحالية برئاسة الدكتور فايز الطراونة وحل مجلس النواب والإفراج عن أبناء معان المعتقلين في بعض السجون العربية.
وكان العشرات من الهيئة الشبابية وحملة "لا للأمن الناعم" قد طالبوا في اعتصام نفذوه مساء أمس"الخميس" على "دوار الداخلية" بالعاصمة عمان المسئولين الأمنيين بوقف سياسة "الأمن الناعم" في التعامل مع من يتطاولون على رموز الدولة أثناء الاعتصامات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية.
وأعلنت الحركة الإسلامية بالأردن ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي منذ أيام عن تشكيل "المجلس الأعلى للاصلاح"، معربة عن رغبتها في التعاون الإيجابي مع مختلف القوى السياسية والمجتمعية لتحقيق ما يصبو إليه الأردنيون من إصلاحات تضمن أن يكون الشعب مصدر السلطات وينتخب سلطتيه التشريعية والتنفيذية ويكفل ولاية الحكومة العامة على مختلف المؤسسات التنفيذية في الأردن وتمكن من قطع دابر الفساد والتفرغ للتنمية الشاملة في البلاد.
ودعت الحركة جميع الأحزاب والتجمعات والقوى الوطنية والشخصيات الغيورة على الوطن إلى العمل الوطني الموحد الذي يحقق تطلعات الشعب الأردني ويخرجه من أزمته، كما دعت أصحاب القرار إلى الإصغاء لصوت الشعب الوطني الصادق وحل مشكلات الوطن العالقة وإجراء الإصلاحات الشاملة قبل فوات الأوان.
يذكر أن الأردن يشهد مسيرات واعتصامات وتظاهرات ووقفات احتجاجية منذ شهر يناير 2011 للمطالبة بالإصلاح الشامل ومكافحة الفاسد ومحاكمة المفسدين. مواد متعلقة: 1. العاهل الاردني يأمر بتجميد قرار رفع اسعار بعض انواع الوقود 2. وفاة الكابتن محمود الجوهري في العاصمة الاردنية عمان 3. الاردن: اعداد اللاجئين السوريين تتجاوز قدراتنا