شهد الأردن اليوم "الجمعة" مسيرات سلمية محدودة في عدد من محافظات الجنوب للمطالبة بالإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين ورفض الانتخابات النيابية المقبلة في ظل القانون الحالي الذي صادق عليه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في الثالث والعشرين من شهر يوليو الماضي. وتأتي تلك المسيرات التي شهدتها محافظتي الكرك والطفيلة وغابت عن العاصمة الأردنية عمان وسط تواصل عمليات تسجيل الناخبين وإصدار البطاقات الانتخابية في مكاتب الأحوال المدنية المنتشرة في المحافظات الأردنية في يومها الثالث والتي تستمر شهرا وسط تفاوت في الإقبال بين محافظة وأخرى في الوقت الذي ظلت فيه أرقام الإقبال ضعيفة ومتواضعة وذلك مع إعلان العديد من القوى السياسية الأردنية ومن بينها الجبهة الوطنية للاصلاح والحراكات الشعبية والشبابية والحركة الإسلامية وحزب الوحدة الشعبية مقاطعتها لتلك الانتخابات بسبب التمسك بقانون الصوت الواحد الذي تمت إعادة إنتاجه وفرضه على المجتمع والقوى السياسية والحراك الشعبي.
القانون المختلط وتطالب تلك القوى السياسية الأردنية بإلغاء نظام الصوت الواحد وإقرار قانون انتخاب مختلط 50 % قائمة وطنية و50 % دوائر فردية يمنح الناخب حق انتخاب عدد مساو لعدد مقاعد دائرته. وكان مشروع القانون المعدل للانتخابات قد رفع عدد المقاعد المخصصة للقائمة الوطنية من 17 إلى 27 مقعدا، إضافة إلى 108 مقاعد للدوائر الانتخابية المحلية إلى جانب تخصيص 15 مقعدا للكوتا النسائية ليرتفع بذلك عدد أعضاء مجلس النواب الأردني إلى 150 عضوا مقابل 120 حاليا.
وطالب ممثلو الحراك الشعبي والشبابي في لواء المزار الجنوبي بمحافظة الكرك (140 كيلو مترا جنوب عمان) خلال الوقفة الاحتجاجية التي نفذوها بعد صلاة "الجمعة" اليوم في ساحة مسجد جعفر بن أبي طالب في مدينة المزار الجنوبي الحكومة الأردنية بإعادة النظر في قانون الصوت الواحد ووقف ارتفاع أسعار السلع التي طالت الحاجيات الأساسية للمواطنين في ظل تآكل دخول الفئات الاجتماعية والطبقات الفقيرة من أبناء المجتمع. كما طالبوا بالإسراع في وتيرة الإصلاحات السياسية والاقتصادية وإجراء الانتخابات البرلمانية ضمن قانون انتخابات عصري يمثل كافة شرائح المجتمع والأطياف السياسية والحزبية للخروج بمجلس نواب قوي وقادر على التعامل مع متطلبات الشعب الأردني بكافة أطيافه الحزبية والنقابية والمجتمعية. خصخصة الشركات ودعوا الحكومة الأردنية إلى إعادة النظر في خصخصة الشركات الاقتصادية واسترجاع أموال الشعب ومحاسبة الفاسدين والمفسدين الذين نهبوا اقتصاد الوطن وموارده المالية. ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية الأعلام الأردنية واليافطات التي تعبر عن رفضهم للقرارات الحكومية الأخيرة، المتمثلة بإقرار قانون الانتخابات ورفع أسعار المواد الغذائية والمحروقات. ونظم العشرات من تجمع أبناء لواء "فقوع" بمحافظة الكرك عقب صلاة الجمعة اليوم وقفة احتجاجية أمام مسجد "فقوع" الكبير تطالب بالإصلاح الحقيقي والشامل.
جمعة "باقون" وطالب المشاركون بالوقفة التي حملت عنوان "جمعة باقون وعلى الإصلاح مصرون" بضرورة تحقيق الإصلاح الشامل ومحاكمة علنية للفاسدين أمام قضاء عادل نزيه، مشيرين إلى أن قانون الانتخاب الحالي لا يلبي طموح المواطنين ولا يخدم المرحلة.
ونظم الحراك الشبابي والشعبي بمشاركة فعاليات حزبية في محافظة الطفيلة (180 كيلومترا جنوب عمان) مسيرة شعبية سلمية صامتة تحت عنوان "جمعة الصمت" وذلك ضمن الاحتجاجات المتواصلة للمطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومحاربة الفساد والفاسدين. واتسمت المسيرة التي انطلقت من أمام مسجد الطفيلة الكبير عقب صلاة "الجمعة" اليوم وانتهت أمام دار المحافظة بسلام ، بصمتها وخلوها من أي هتافات وذلك تعبيرا عن المطالبة باجتثاث الفساد وأن السلطة والثروة هي ملك للشعب وفق عدد من منظمي المسيرة في وقت أكدوا فيه مواصلة الحراك الشعبي الضاغط والمطالب بتحقيق إصلاح سياسي شامل عبر مسيرات سلمية سيتم تنظيمها كل جمعة. وخلت المسيرة من أية مظاهر أمنية سواء فيما توافق المشاركون في المسيرة على عدم تجاوز الأنظمة والقوانين أو التعدي على الممتلكات العامة والخاصة. بعد التراويح من ناحية أخرى، ينظم الحراك الشبابي والشعبي الأردني بمحافظة الكرك اعتصاما مساء اليوم "الجمعة" في أعقاب صلاة التراويح للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين. ويأتي الاعتصام حسب بيان للحراك ضمن المسيرات والاعتصامات الموحدة للحراك الشبابي والشعبي تحت عنوان جمعة " الوحدة الوطنية " للتأكيد على أهمية الوحدة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب الأردني في مواجهة حالة التردي التي يشهدها الوطن. يذكر أن الأردن يشهد منذ ما يزيد عن عام ونصف اعتصامات ومسيرات ووقفات احتجاجية وتظاهرات سلمية للمطالبة بتحقيق الإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين.