قال الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن الحرية ثمرة الثورات العربية، مشيرًا إلى أنها جعلت الشعوب تدفع كل غالٍ ونفيس من أجل الحصول عليها، ومؤكدًا أن الحرية هي التعبير الواقعي عن الشخصية بكاملها، كما أن الحرية ليست هي الإيذاء والتعدِّي على حقوق الآخرين، والسب والشتم والتلفظ ببذيء القول؛ بل هذا نوع من أنواع عبادة الذات والشهوات، ومحاولة للتسلًّط وفرض الرأي على الآخرين، لأن الحرية هي الاعتراف بالآخر، وأنه موجود له قيمته الإنسانية وحقوقه المدنية، وتنتهي حريتي عند حدود وحريات الآخرين؛ حتى الجماد والنبات والحيوان لهم حقوق. وأضاف "بديع" في رسالته الأسبوعية اليوم الخميس، تحت عنوان "الحُريَّة من المُبَشِّرات لِغدٍ مُشْرِق"، نحن اليوم في عهد الحرية، فكن حرًّا مهما كان انتماؤك الحزبي أو ديانتك، مضيفاً: "معنى حريتي، أن البلد غالية على جدًّا، ونحن في مصر اليوم وهى تتعرض إلى حريق، واجب الأحرار أولاً إطفاء الحريق، ثم نرى معًا الطريق، وإنني لمطمئن تمامًا لوعد الله تعالى ثم عظمة هذا الشعب ووعيه، ورغبته الأكيدة في البناء والعمل الجاد، والحفاظ على مؤسسات الدولة العريقة من شعبها العريق".
وأكد أن مؤسسة الرئاسة المنتخبة ملك الشعب، والجيش مؤسسة ملك الشعب، والشرطة مؤسسة ملك الشعب، والبرلمان مؤسسة ملك الشعب، والأزهر مؤسسة ملك الشعب، والكنيسة مؤسسة ملك الشعب، ومؤسسات المجتمع المدني مؤسسات ملك الشعب المصري العريق.
وشدد مرشد جماعة الإخوان المسلمين: "يجب أن نُحصِّن أنفسنا بالثقة في الله عز وجل وفى أنفسنا وقدراتنا، والثقة في غيرنا، وعدم التخوين للآخرين، والتوجه نحو البناء لا الهدم، والتعمير لا التخريب، والاستمرار في العمل لا التوقف أو وقف الإنتاج، أو المواصلات وقطع الطرق، فقد أُمِرْنا أن نميط الأذى عن الطريق فلا نضع الأذى أو العوائق فى الطريق، لأن هذا ذنب وجريمة، ولنتدرَّع بالصبر".
وأوضح، أن الشعب المصري ورث بلدًا عملت فيه معاول الهدم لعقودٍ طويلة، وورث المصريون نظامًا بثَّ الفساد في البلاد والعباد، وركام هدمه وأنقاضه بعد أن حطَّمناه يحتاج التخلص منه إلى وقتٍ طويل، فالعلاج لا يتم إلا بتشخيص للمرض، ووصفٍ للدواء، وزمن للعلاج يتناسب مع نوع المرض وطبيعته، ومدى تغلغله في خلايا الجسم"، مضيفاً: "لكننا على ثقةٍ تامةٍ من تعافى الأمة والنهوض بها، فشعبها عظيم، ومُقدَّراتها هائلة، وكنوزها لا حصر لها، والجميع يتنبَّأ بأنه لن يمضى هذا العقد بإذن الله تعالى إلا وقد صارت أمتنا فى مقدمة ركب الأمم، هيا نعمل جميعًا، وندعو جميعًا".