قال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع، " من الناس من يختار أنواعًا من العبودية غير العبودية للبشر الصريحة، ولما فطن الخصوم إلى الكيفية التي يستعبدون بها البشر أوقعوهم في أنواع من العبوديات المبتكرة، وذلك بطرقٍ جديدة في فتح أبواب العبودية، بأن يكون الناس عبيدًا لأفكارهم بما يهيمنون عليهم من مصالح وأهواء". أضاف المرشد: "هكذا انتشرت حريات هي في الحقيقة عبوديات، فصار بعض الناس عبيدًا للشهوات، فالشهوة هي التي تُحرِّكُه وتقيمه وتقعده، وكل ذلك فروع على الأصل الشيطاني الإبليسي الذي يدخل للنفس البشرية من باب الشهوات وباب الشكوك والشبهات".
وأكد "بديع" فى رسالته الأسبوعية اليوم الخميس، التى حملت عنوان "الحُريَّة من المُبَشِّرات لِغدٍ مُشْرِق"، "أن مؤسسة الرئاسة المنتخبة ملك الشعب، والجيش مؤسسة ملك الشعب، والشرطة مؤسسة ملك الشعب، والبرلمان مؤسسة ملك الشعب، والأزهر مؤسسة ملك الشعب، والكنيسة مؤسسة ملك الشعب، ومؤسسات المجتمع المدنى مؤسسات ملك الشعب المصرى العريق.
وأضاف بديع: "يجب أن نُحصِّن أنفسنا بالثقة فى الله عز وجل وفى أنفسنا وقدراتنا، والثقة فى غيرنا، وعدم التخوين للآخرين، والتوجه نحو البناء لا الهدم، والتعمير لا التخريب، والاستمرار فى العمل لا التوقف أو وقف الإنتاج، أو المواصلات وقطع الطرق، فقد أُمِرْنا أن نميط الأذى عن الطريق فلا نضع الأذى أو العوائق فى الطريق، لأن هذا ذنب وجريمة، ولنتدرَّع بالصبر".
وأكد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن الشعب المصرى ورث بلدًا عملت فيه معاول الهدم لعقودٍ طويلة، وورث المصريون نظامًا بثَّ الفساد فى البلاد والعباد، وركام هدمه وأنقاضه بعد أن حطَّمناه يحتاج التخلص منه إلى وقتٍ طويل، فالعلاج لا يتم إلا بتشخيص للمرض، ووصفٍ للدواء، وزمن للعلاج يتناسب مع نوع المرض وطبيعته، ومدى تغلغله فى خلايا الجسم"، مضيفاً: "لكننا على ثقةٍ تامةٍ من تعافى الأمة والنهوض بها، فشعبها عظيم، ومُقدَّراتها هائلة، وكنوزها لا حصر لها، والجميع يتنبَّأ بأنه لن يمضى هذا العقد بإذن الله تعالى إلا وقد صارت أمتنا فى مقدمة ركب الأمم، هيا نعمل جميعًا، وندعو جميعًا".