حدد أحمد رشاد مديرالدار المصرية اللبنانية للنشر عوامل تعقد عملية تسويق الكتاب المصري ورقيا وإلكترونيا ، وأبرزها أن الناشر متشتت يقوم بمهمة الوكيل الأدبي والمسوق والموزع، في غياب شركات تتولى تلك المسائل كما يجري بأوروبا. وهذا التشتت كما جاء بدراسة حديثة للناشر ألقى بظلاله بالطبع على عملية تسويق الكتاب، فلا نجد كتابا احترافيا مناسبا لغياب الشركات التي تتولى عملية التسويق والتوزيع، وكنتيجة لتراجع القراءة عند العرب، الارتفاع المستمر في الضرائب والتكاليف والرسوم الجمركية على مستلزمات الطباعة مما يؤدي الى ارتفاع أسعار الكتب وعزوف القاريء عن الشراء . ومن بين المشكلات التي يتعرض لها الكتاب عدم وجود قانون لحماية الملكية الفكرية في مجال التسويق الإلكتروني ، فكيف أقوم بالترويج لكتاب على مواقع الإنترنت لبيعه، وهو في نفس الوقت موجود على المواقع والمنتديات بدون قيمة ؟! ، التزايد المستمر في تزوير الكتب المطبوعة ورقيا، وأخيرا قلة منافذ البيع التجارية والمكتبات العامة
نظرة تاريخية بدأت صناعة النشر في العالم العربي بعد العالم الغربي بما يزيد عن أربعة قرون، والدليل على ذلك أن اول كتاب طبع في الغرب بعد اختراع الطباعة الحديثة على يد يوحنا جوتنبرج عام 1455 م بينما أنشئت أول مطبعة في عالمنا العربي في حلب عام 1706 م . وفي مصر مع دخول الحملة الفرنسية عام 1798 م أنشئت المطبعة الأهلية ثم مطبعة بولاق في عهد محمد علي عام 1822 مع العلم أن أول كتاب عربي طبع في الغرب عام 1514 م .
بارقة أمل يرى الباحث أن هناك بعض التغيرات التي طرأت على سوقنا المصري، والتي أدت لتحسن بسيط في تسويق الكتاب مثل تأسيس المكتبات العامة وبعض المشاريع الثقافية، بعض سلاسل المكتبات التجارية الغير تقليدية والتي أصبحت تجمعات للشباب والمثقفين. ومن بين مؤشرات الأمل انتشار منافذ بيع غير تقليدية في الأسواق التجارية الكبرى مثل الهيبرات، استخدام الشباب المكثف للإنترنت، إنشاء مواقع إلكترونية عديدة في السنوات الخمس الأخيرة للبيع من خلال الإنترنت وزيادة المواقع الإلكترونية التي تسهم بترويج الكتاب، وتواجد شركات للدعاية عبر الإنترنت .
ويلفت الباحث في هذا الصدد كذلك لظهور العديد من الجوائز المحلية والعربية التي تسهم بحركة توزيع الكتاب إذا فاز ، وأخيرا حفلات التوقيع والندوات الثقافية للكتاب .
الكتاب الإلكتروني
بدأ النشر الإلكتروني عبر موقع أمازون بنهاية 1994 م ، كانت المكتبات الأمريكية في عام 1998 قد بدأت تشكو من تكدس الكتب بها، وضرورة الاتجاه إلى عمل مكتبة إلكترونية .
ظهر الجهاز اللوحي كاندل عام 2007 وأي باد وجلاكسي تاب وغيرها من قبل شركات مختلفة، أما في مصر فقد بدأت حركة بيع الكتاب الإلكتروني في الازدهار منذ 2008 ، وهناك 3 دول عربية تدرس النشر الإلكتروني عبر الأجهزة اللوحية، للاستغناء عن الكتب الدراسية ووضع المناهج إلكترونيا، ومنها السعودية والكويت ومصر، وإن شاب ذلك صعوبات تقنية حتى الآن .
ويرى الباحث أهمية أن تدرج أفكار التسويق الإلكتروني بعقود الكتاب والناشرين ، مع ضرورة الاحتفاظ بالاسطوانة الخاصة بجميع الكتب لدى الناشر وترويجها .