أفردت مجلة «فورين بولسي» الأمريكية على صدر صفحاتها مساحة تحليلية، عن الدستور المصري الجديد، والتي قالت أنه ضد مصالح من هم الآن في السلطة، مشيرة إلى أن المعارضة قد تكتشف ذلك بعد أمد ليس بطويل. ونقلت المجلة عن زيد العلي، مستشار بالمعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية, و ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطنالأمريكية,قولهما: أنه إذا تم إنتاج الدستور الحالي في عملية مأساوية فمن الممكن أن تأخذ الدراما الجارية سلسلة من التحولات غير المتوقعة مع بدء الدستور في العمل بطرق تدهش القوى السياسية التي سيطرت على صياغته. أوضح الكاتبان في مقالتهما المنشورة بمجلة " فورين بولسي " الأمريكية أن النتيجة على المدى القصير مربكة وتعقد من عملية تحول معقدة بالفعل، أما النتيجة على المدى الطويل من الممكن أن تجذب عناصر المعارضة للعودة للمشاركة مع إدراكهم أن النظام يقدم فرصًا لتطويق خصومهم الذين يجلسون الآن في السلطة.
كما أشارا أن الدستور المصري يعمل ببعض الطرق غير المتوقعة بسبب التسرع في عملية صياغته، موضحان أن هذا الدستور متجه نحو حزمة من المفاجآت في السنوات المقبلة، مضيفان أن الدستور عاني من الانقسام السياسي الغائر الذي شجع القوى الفاعلة على الدفع بتفسيراتهم إلى أقصى حد، إلى جانب المعانة من فشل عملية الصياغة في إقناع أي مجموعة أساسية من التفاهمات خارج مجموعة القوى السياسية الرائدة. وقال الكاتبان أنه ليس كل المفاجآت غير سارة لجماعة الإخوان المسلمين، وعرضا مثالا على ذلك بقدرة قادة الجماعة على الاستخدام المفاجئ لحكم بتحويلها إلى منظمة غير حكومية وذلك قبل أن يتم إعلان عدم قانونيتها.
وأضافا أن الجانب الأهم إشراقًا هو أن الدستور يأتي بنتائج عكسية لمن قام بصياغته بطريقة ربما تقدم للقادة السياسيين المصريين فرصة أخرى، مشيران إلى أن أحداث الأسبوع الماضي كانت أكثر مواجهة وعنفًا، ولكن تظهر بوضوح أن الدستور بإمكانه أن يعمل ضد مصالح الإخوان.
في النهاية أكدا أن الدستور ربما يكون مغريًا لهؤلاء الذين تملكهم شعور بأنهم مستبعدين للعودة للعملية السياسية، مضيفان أن هذا ليس حتميًا أو مرجحًا ولكن ربما يكون الأمل الأفضل لمصر للعودة إلى المسار الصحيح.