قالت مجلة "ذا اتلانتك" الأمريكية إنه على مدار العامين الماضيين منذ بداية تحول مصر إلى الديمقراطية، عانت كل وعود أوباما بشأن مساندة الديمقراطية والأيديولوجية الليبرالي من انتكاسة كبيرة. وأضافت "ذا اتلانتك" أن تركيز الولاياتالمتحدة على العلاقة الإستراتيجية والاقتصاد في مصر ترك الليبراليين يواجهون المشاكل بمفردهم ويعتمدون على أنفسهم. وترى المجلة أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري لمصر هي فرصة لإدارة أوباما للتحرك بعيدا عن النهج الذي يرتكز على الاقتصاد والمساعدات المالية والانخراط بدلا من ذلك في إستراتيجية سياسية جديدة تدعم عملية الانتقال إلى الديمقراطية ومساندة الليبرالية لكي يتحقق وعد الرئيس الامريكي. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن مسئولين أمريكيين وأوربيين طالما اشتكوا بانتظام من عدم وجود شريك في المفاوضات في الأيام الأولى من المرحلة الانتقالية حتى جاء مرسي وجماعة الإخوان المسلمين لملئ هذا الفراغ. ومع بدء الانتخابات الرئاسية المصرية، كان الإخوان قد بدأوا بالفعل حملتهم لإقناع البيت الأبيض والكونجرس الأميركي بأنهم يؤيدون معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ويدعمون اقتصاد السوق الحر. وتابعت أن ثقة إدارة أوباما من أن مرسي سيلتزم بمعاهدة السلام ويحافظ على العلاقات العسكرية القوية بين الولاياتالمتحدة ومصر جعلتها تغض الطرف عن توجيه إدانة قوية للممارسات المناهضة للديمقراطية، مثل الإعلان الدستوري الذي منح الرئيس محمد مرسي لنفسه من خلاله صلاحيات غير مسبوقة. ومع ذلك، أوضحت المجلة أنه على الرغم منعدم وجود الدعم الدولي، إلا أن العديد من زعماء المعارضة والمنظمات غير الحكومية يواصلون الضغط من أجل القيم الليبرالية، وحققوا بالفعل بعض النجاح في دفع جدول أعمالهم. فبدعم الاحتجاجات الشعبية الجماهيرية في الشوارع، نجح الليبراليون في إجبار مرسى على إعلان التزامه بتعديل الدستور. واعتبرت "ذا اتلانتك" أنه في ظل تضاؤل شرعية الدولة في نظر الجمهور المصري، فإن البحث عن بديل قابل للتطبيق يوفر فرصة للساسة الليبراليين في مصر، لكن هذه الفرصة لن تكون متوفرة لفترة طويلة، حيث الانقسامات الداخلية تترجم إلى رسائل مربكة إلى جانب دعوات العودة للحكم العسكري. ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن رفض بعض قادة المعارضة الليبرالية والأحزاب السياسية لقاء كيري هو نابع من عدم الثقة نتيجة موقف الولاياتالمتحدة التي اعتمدت على حكومة مرسى باعتبارها القناة الوحيدة للعلاقات الثنائية بين البلدين، لذلك يجب على وزير الخارجية الأمريكي أن يستغل الفرصة لمراجعة وإعادة بناء العلاقات الأمريكية مع أولئك الذين يشاركوها نفس قيمها الديمقراطية. وأكدت المجلة أن كيري ينبغي عليه خلال زيارته الضغط على مرسي من اجل إعطاء الفرصة لمنظمات المجتمع المدني للعمل في إطار قانون يسمح لهم بالعمل بحرية. كما حثت المجلة كيري على التواصل الدبلوماسي مع الأحزاب الليبرالية ووضعها كأولوية عالية الرتبة، مؤكدة أن المشاغل الإستراتيجية والاقتصادية وحدها دون الشرعية الديمقراطية والتقاليد الليبرالية القوية اللازمة لتعزيزها غير كافية لضمان الأمن والرخاء. Comment *