قالت مجلة فورين بولسي الأمريكية في تقرير مثير للدهشة أن تقاربا ما يتم حاليا بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر ومحمد البرادعي، المرشح الشعبي للرئاسة والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما اعتبرته المجلة أمرا مثيرا للشكوك حول مدى التزام الأخير بإجراء سلسلة إصلاحات ليبرالية في المجتمع المصري. وبحسب المجلة، فإن البرادعي لجأ إلى مغازلة الإخوان حينما وجد نفسه في مواجهة العديد من الصعوبات، ففضلا عن أن الدستور يشترط لمن يرغب في الترشح لانتخابات الرئاسة أن يكون عضوا في هيئة قيادية لأحد الأحزاب الرسمية لمدة عام على الأقل قبل الترشح عن ذلك الحزب، وأن يكون قد مضى على تأسيس هذا الحزب خمس سنوات - وهو ما لا يتوفر في حالة البرادعي- فقد اتهمه البعض بأنه "انتهازي"، بسبب غيابه عن الساحة السياسة المصرية منذ عام 1970 ثم عودته المفاجئة، وأضافت المجلة أنه حتى لو تخطى البرادعي مرحلة الحشد الانتخابي فربما يجد نفسه "رمزا" أكثر منه رجل دولة. وذكرت المجلة أسباب طرحها المزعوم حيث قالت إن البرادعي كان قد عقد اجتماعا في نهاية فبراير الماضي مع رؤساء العديد من المجموعات السياسية لتكوين "الجمعية الوطنية للتغيير" والتي تعد بمثابة مظلة لأحزاب المعارضة، ضمت بينها ممثلين لجماعة الإخوان المسلمين خلال الاجتماع. وتابعت المجلة أن قادة الجماعة يؤيدون جهود البرادعي منذ ذلك الحين، مدللة على ذلك بتأكيد محمد سعد الكتاتني، رئيس كتلة الإخوان البرلمانية، أن دعوات البرادعي والإخوان للتغيير الاجتماعي والسياسي في مصر متقاربة، وقالت المجلة إن مثل هذا التقارب ربما يمثل بالنسبة للبرادعي سياسة تجزئة جيدة، حيث إن الجماعة تسيطر على خمس مقاعد البرلمان، بجانب تمتعها بنفوذ سياسي ملموس. وأضافت فورين بوليسي أن الإخوان ربما ينضمون إلى القوى السياسية الأخرى مع البرادعي لمصالحهم الخاصة، كما لفتت إلى هرولة الجماعة للإبقاء على حياتها السياسية، بعد أن شن نظام الرئيس مبارك في الأسابيع الأخيرة حملة قمع ضد الإخوان على مستوى قيادات الجماعة هدفت لتحقيق الاضطراب في صفوفها قبيل الانتخابات البرلمانية القادمة. ورأت المجلة أن تحالف البرادعي السياسي يمنح الإخوان طريقا جذابا ليكونوا متصلين بالسياسة دون الخضوع كثيرا لنظام مبارك، ثم استدركت قائلة إنه ربما ينتهي الحال بالبرادعي إلى أداء دور غير متوقع، وهو أن يكون المُلخص للمعارضة الإسلامية في مصر.