تسببت سياسة "اللا مسئولية" للحكومات السابقة في تدمير أحد أهم المحصولات الزراعية في مصر وهو "الذهب الأبيض"، والذي كان بمثابة العمود الفقري للاقتصاد المصري في وقت من الأوقات. وترتب على ذلك إغلاق معظم مصانع الغزل والنسيج، وتشريد ألاف العمال، إلى جانب تحول مصر من مصدر رئيسي لأجود أنواع القطن إلى مستورد - في معظم الحالات لقطن لا يقارن بما كان ينتجه الفلاح المصري. وفي هذا الصدد، أضاف وزير الزراعة الأسبق المهندس "أحمد الليثي" ،والذي كان يبرر تأجيل الدراسة لمحاصيل القطن بعد حصادها، بحجة غزارة المحصول، "أن الدراسة الآن تؤجل من أجل الإضرابات وليس من أجل غزارة القطن المصري، ويؤكد أن ما حدث من أزمة غلق مصانع الغزل والنسيج خلال المرحلة السابقة، أنها نتيجة طبيعية لسياسة التدمير التي كان يتبعها النظام السابق في الزراعة، ولاسيما زراعة القطن، والتي هبطت بشكل مخيف". وطالب الليثى بوضع سياسة إستراتيجية لزراعة القطن والذي يعد بمثابة الذهب الأبيض بالفعل، وأن يتم الاتفاق عليها من جميع الخبراء. وصرح نقيب الزراعيين الدكتور "عبد السلام جمعة" أن الأزمة تتمثل في عزوف الفلاح عن زراعة القطن، لعدم تدعيمه، مما أدى إلى زراعة محاصيل أقل تكلفة، وأصبحت الكمية المزروعة تبلغ حوالي 400 ألف فدان وهذه الكمية لا تكفى احتياج المصانع المحلية.