إستغاثت أسرة الطبيب " محمود الشربيني داوود " الذي لقي مصرعه في يناير الماضي إختناقا بالغاز داخل إحدي حضانات الأطفال استغاثوا بوزير الصحة والأجهزة المعنية للمطالبة بحق نجلهم مؤكدين ان " داوود " لن يكون أخر ضحايا مسلسل الإهمال. وتعود وقائع الحادثة عندما تلقى اللواء مصطفى باز، مدير أمن الدقهلية السابق، إخطارا من مأمور مركز شرطة شربين، بمصرع الدكتور محمود داود، 27 سنة، بحضانة الحياة الخاصة للأطفال بعد اختناقه بغاز أول أكسيد الكربون المتصاعد من أبخرة المولدات الكهربائية والتي شاع استخدامها بعد تكرار انقطاع الكهرباء بالدقهلية
وقال مصطفي شقيق «الدكتور المختنق» ان شقيقه طلب من فني الكهرباء في هذا اليوم، الذهاب لمنزله يوم الحادث، نظرا لبرودة الجو، واستمرار تساقط الأمطار، وتأخر الوقت للثانية بعد منتصف الليل، وأخبره أنه سيقوم بتشغيل المولد إذا انقطعت الكهرباء وبالفعل بعد إنصراف الفني انقطعت الكهرباء، وقام محمود بتشغيل المولد إلا أنه نسي فتح باب السلم لخروج الدخان، وترك باب العيادة مغلق، ولم يشغل الشفاط لشفط البخار المتصاعد من المولد، وتصاعد غاز أول أكسيد الكربون بصورة كبيرة .
وقامت إحدى الممرضات بالاستيقاظ بعد ان شعرت برائحة الغاز، وحاولت إفاقة زميلتها، وهي لا تعلم ماذا يحدث وتحاملا على نفسيهما، وصرخا بأعلى صوت، وهرول الجيران إليهما، ونقلهما إلى الخارج.
ووجدوا الطبيب الراحل يصارع الموت، وتم نقلهم لمستشفى شربين لإسعافهم، إلا أن الطبيب لقي وجه ربه، وتحسنت حالة الممرضتين وخرجتا من المستشفى، ولم يصب الأطفال داخل الحضانات بسوء، لأنها كانت معزولة بجدار زجاجي.
وعقب ذلك أصدر الدكتور محمد مصطفي حامد وزير الصحة والسكان قراراً بغلق مركز الحياة التخصصي للحضانات بالمدينة واتخاذ الإجراءات الآمنة لنقل الأطفال المتواجدين بالمستشفى إلى أقرب مركز تتوفر فيه حضانات، وأضاف أن المركز مغلقاً لحين إنتهاء تحقيقات النيابة.
إلا ان المفاجأة الكبري كما ترويها والدة الفقيد كانت عودة الحضانة إلي العمل مرة أخري منذ فترة ومضاعفة اجر العاملين به من 40 جنيها إلي 90 جنيها، مشيرة ان حق نجلها لم يأتي بعد، مضيفة ان الدكتور " لؤي مصطفي " صاحب العيادة الخاصة قال لهم انه قام بإغلاق الحضانة وفتحها بقرار ولا دخل لأحد بذلك.
وتابعت أنها أرسلت بالعديد من الفاكسات إلي وزارة الصحة والجهات المعنية لإتخاذ أي رد فعل إلي انه لم يتم أي شيء حتي الان ولم يرد أحدا عليها كما قامت برفع قضية تحمل رقم " 136 " شمال المنصورة ولم يتم البت بها حتي الان.
و «عن الطبيب الشاب» فكان يعمل بالوحدة الصحية بقرية كفر سعد صباحا وبإحدى مستشفيات الولادة الخاصة مساء بمدينة شربين، لتحسين دخله المادي، الذي لا يكفي سد احتياجات أسرته .
ومنذ شهور قليلة حقق حلمه وتوج قصة حبه بالزواج من زميلته «خديجة»، والتي ارتبط بها منذ أن كانا طالبا بمدرسة الشيخ عطية بالمرحلة الثانوية، وعاش أسعد أيام حياته بعد علمه بأن زوجته حامل في شهرها الثاني في ذلك الوقت، ولكن القدر لم يمهله ليرى مولودة الصغير واختطفه الموت وهو في ريعان شبابه.