أصبحت جرائم سرقة السيارات ظاهرة مفزعة بعد أن تتكررت بصورة شبه يومية في مختلف أنحاء الجمهورية نتيجة لاستغلال البلطجية والعصابات حالة الفوضى المنتشرة بالبلاد.
ووصل تعداد السيارات المسروقة إلى أكثر من 18 ألف سيارة في بعد أن نجحت مجموعة من التشكيلات العصابية المحترفة في ابتكار عدة طرق لسرقة السيارات منها المفتاح المصطنع وكسر الزجاج وتخريب جهاز تشغيل السيارة الكونتاكت .. لكن السؤال الأهم أين يذهب هؤلاء بمسروقاتهم ويختبئوا بعيدا عن أعين رجال المباحث ؟.. أين توجد مراكز تجميع السيارات المسروقة ؟.. وكيف يكون تفكير اللص أثناء الجريمة وما هو خط سيره ؟.
قال اللواء عبد السلام شحاتة مساعد الوزير السابق أن سبب انتشار جرائم سرقة السيارات تدني أداء جهاز الشرطة وضعف الإجراءات الأمنية .ولاسيما بالمناطق التي يخفي بها اللصوص السيارات المسروقة حيث أن ذكاء اللصوص يدفعهم إخفاء المسروقات بالقرب من قسم الشرطة لأنه لا يخطر على تفكير أي شخص أن يتجرأ اللص ويخفى أعماله الإجرامية بجوار المكان الذي يخشاه وبعد أن تهدأ الأمور يبدأ في التصرف في المسروقات وكأنها أملاك شخصية .
وأوضح اللواء عبد السلام أن هناك دافعين للسرقة السيارات أولهما الحصول على مقابل مادي أو استخدامها في ارتكاب جرائم أكثر خطورة مثل تجارة المخدرات أو الخطف ، موضحا أن أحد الضباط استطاع أن يخترع جهاز يكتشف سرقة السيارات خلال ثواني وأصبحت عملية اصطياد اللصوص سهلة نظرا لاستخدام نظما تكنولوجية حديثة عوضت النقص العددي في أفراد الشرطة.
أضاف أنه تم اكتشاف أماكن جديدة لتجميع السيارات المسروقة غير المعروف للجهات الأمنية ومنها كوم السمن والجعافرة وأبو الغيط وطناش ونوى بالإضافة إلى عزبة خيرلله و أطفيح وإسطبل عنتر وكعابيش والطريق الدائري بمحافظة القليوبية ، مبينا أن أمن القليوبية نجح في ضبط اللصوص الذين كانوا وراء سرقة سيارة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عن طريق المراقبات والأجهزة الحديثة وكذلك سارقي السيارة الخاصة بالمستشار المحمدي قنصوة.
بينما قال اللواء مصطفى أبو ليلة الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية السابق أن لص السيارات يضع في تفكيره أثناء ارتكاب جريمته الابتعاد عن الأكمنة الثابتة وبعد ارتكاب الجريمة يضع السيارات المسروقة في أماكن مغلقة وهادئة حتى يتم فكها والتصرف فيها ببيعها ، ومن الأماكن الشهيرة لتجميع السيارات المسروقة عزبة شلبي والحرفيين ووكالة البلح و العياط والبدرشين حيث يتم تشغيل السيارات المسروقة ب كسيارات أجرة .
أوضح أن المجرم يلجأ لعدة حيل لسرقة السيارة منها المفتاح المصطنع أو رفعها بونش وسحبها إلي منطقة نائية واستدعاء ميكانيكي أو سمكري لتقطيعها، فيما ابتكر آخرون أسلوبا جديدا لسرقة السيارات بعد الاستيلاء علي شفرة شركة السيارات العالمية كيا واستخدام جهاز الكمبيوتر في سرقة السيارات. فالجناة يوصلون أحد الكابلات بجهاز الكمبيوتر وموتور السيارة لتشغيلها عن طريق الشفرة المخصصة للتشغيل، بالإضافة إلي استغلال بعض المتهمين في إحراق وحدات المرور عقب قيام الثورة لتزوير أوراق ومستندات ملكية السيارات وإعادة ترخيصها بأسماء آخرين، كما حدث في مرور العجوزة والقليوبية وعدد من المحافظات .
وأكد مصدر امني رفض ذكر اسمه أن أكثر المحافظات التي شهدت سرقة سيارات كانت القاهرة وجاءت بعدها الجيزةوالقليوبية والإسكندرية ثم تلتهم محافظات الوجه البحري بينما جاء الصعيد فى المركز الأخير إذ سرق عدد قليل من السيارات بأسيوط والمنيا وأسوان .
وأضاف أن من أشهر الأماكن التي ذاع صيتها في الفترة الأخيرة بسرقة السيارات قرية نوى التابعة لمركز شبين القناطر حيث أنها تقع فى مثلث الرعب لتجار المخدرات فهى بؤرة لقطاع الطرق والبلطجية والمجرمين حيث أنهم يتخذون من الأراضي الزراعية مركزا لعمليات السطو مدججين بالأسلحة الآلية.