يصيب المؤمن نوع من البلاء قد لا يستطيع التكيف معه، ومن ثم يزيد التفكير به ويشغل عقله لدرجة أن يصاب يوما ما بأعراض الهم والحزن الدائم التي ترتسم على ملامحه فلا يفرق مخاطبه بين أوقات فرحه أو حزنه، أو قد تمتد أكثر لتصير "إكتئابا" يودى براحة صاحبه النفسية والجسدية ، ويغلق عليه جميع منافذ الدنيا، ويزداد معه وسواس لعين يجعل المرء في أغلب الاحيان يفكر في الانتحار. وبالتفكير العميق ، نلاحظ أن كل شيء فيما عدا ما يتعلق بالآخرة، فهو غير ذي بال ولا يستحق العذاب والشقاء على النفس ، لذلك علمنا الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ بالله من الهم والحزن والغم ، ونتخذ سبل الحياة كفاح لنغير من وسوسة الشياطين ونتنعم بالايمان الذي يزيدنا صلابة وقوة أمام كل ضغط نفسي .
علاج الهم والحزن والاكتئاب:
التقرب من الله عز وجل:
من خلال المحافظة على الصلوات الخمسة والنوافل، والأعمال الصالحة ، واخراج الذكاة ، وحب الناس وصلة الرحم وتبادل الكلمات الطيبة، واليقين بأن الله تعالى لن يكتب عليك شر أو سوء ، مما يجعل حسن الظن بالله طريقك الأول للعلاج من الهم وغيره.
الدعاء :
** اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك، عدل في قضائك، أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدآ من خلقك أو إستاثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي. ** اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ** لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ** اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت ** لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ** اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، ودنياي التي فيها معاشي، وآخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر.
العلاج من القرآن:
الاكثار من قراءة القرآن الكريم، ترديد الآية "ربِّ إنِي قَدْ مَسَنِي الضُر وأَنتَ أَرْحَمَ الرَاحِمِينْ" في أي وقت تشعر فيه بالحزن والهم ، وقراءة المعوذتين وآية الكرسي وآخر سورة البقرة كل صباح.
وبالتالي فإن تناول قهوة الشعير والقمح المبرعم (التلبينة)، لهما من الخصائص والعناصر ما من شأنه أن يعيد توازن النواقل العصبية داخل الجسم، وإعادتها إلى نسبها الطبيعية، الأمر الذي يؤدي الى التأثير على نفسية الإنسان بشكل كبير، ويزيل ما يعتري هذه النفسية من غم وحزن وهم واكتئاب .
ترويض النفس:
أخرج من قلبك الحسد والغل والبغضاء والعدواة، وأشغل نفسك بعمل مفيد وقراءة الكتب، إنس الماضي وأحزانه والمستقبل وأوهامه وإهتم بالحاضر فقط، إنظر إلى من هو دونك واحمد الله على كل شيء، إزرع في عقلك فكرة أن الحياة الدنيا قصيرة فلا تعكره بالهم والحزن، إذ كان لديك شيء أو عمل عالق فأنهيه بأسرع وقت وأحسم الأمر حتى يصبح إهتمامك للأمور المستقبلية الأخرى أكثر تركيزآ، إجلس مع نفسك قليلآ وإبحث عن الأسباب المباشرة لهذا القلق والتوتر والهم والحزن وحاول حلها لوحدك وإذا لم تستطيع إستشير أصدقاؤك الاكبر منك أو أخوانك ذو الخبرة الأكبر في الحياة.