حشود ضخمة شاركت في المسيرة الجماهيرية الحاشدة بالمنامة تظاهر آلاف البحرينيين غربي العاصمة المنامة الأربعاء استعداداً لإحياء الذكرى الثانية لانطلاق الثورة في الرابع عشر من فبراير، فيما أكدت قوى المعارضة الوطنية في البحرين أن الحل يبدأ من تشكيل حكومة انتقالية تمثل المكونات الوطنية المختلفة. وردد المتظاهرون شعارات تؤكد استمرارهم بالثورة والمشاركة في الإضراب العام الذي دعا إليه الثوار في الرابع عشر من الشهر الجاري.
وفي السياق ذاته، انطلقت مسيرة حاشدة أخرى عصر الأربعاء في بلدة الدراز تأكيداً على الاستحقاق التاريخي، ذكرى إحياء الثورة.
وفي البيان الختامي لهذه التظاهرة الجماهيرية التي تأتي ضمن فعاليات التصعيد الشعبي لليوم السادس على التوالي، أكدت قوى المعارضة الوطنية في البحرين أن الحل وبداية الخروج من الأزمة يبدأ من تشكيل حكومة انتقالية تمثل المكونات الوطنية المختلفة مع ضرورة وقف الحملات الأمنية المستمرة والحملات الإعلامية ضد المعارضين وأصحاب الرأي الآخر.
وأوضحت أن الحكومة الانتقالية الوطنية يمكنها أن تساهم في بناء مرحلة انتقالية للخروج من الأزمة القائمة كون الحكومة الحالية في عهدتها حدثت كل تفاصيل الأزمة السياسية والإنتهاكات والتجاوزات.
وأشار موقع "العالم" الإخباري أن قوى المعارضة البحرينية حذرت من مغبة الاستمرار في الحل الأمني وتغليبه على الحل السياسي ولغة المنطق والاستجابة لمطالب الغالبية السياسية من شعب البحرين، الذين خرجوا طوال عامين وأكثر للمطالبة بحقوقهم الإنسانية والطبيعية في الحرية والديمقراطية.
وقالت قوى المعارضة الوطنية "جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، جمعية العمل الوطني الديمقراطي"وعد"، جمعية التجمع القومي الديمقراطي، جمعية التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي، جمعية الإخاء الوطني" أن غياب الجدية والتعاطي الإيجابي مع المطالب الشعبية وتأخيرها والتسويف والالتفاف عليها سيزيد من تعقيد المشهد وسيؤدي إلى العديد من المضاعفات التي لن تجلب الخير للوطن.
وشددت على أن تعقيد الحل عبر تضييع الوقت في المشاريع السياسية الغامضة من قبيل حوار مبهم وليس بين طرفيه الأساسيين "الحكم والشعب" مع استمرار الممارسات الأمنية والقمعية واستمرار الانتهاكات لحقوق الإنسان، سيبقي الأمور محكومة إلى حالة التأزيم والسخط الذي يتحمل النظام مسؤوليته الكاملة، مشددة على أن الحل السياسي الحقيقي الذي يعطي للإرادة الشعبية حقها كما هو حال كل بلاد العالم المستقرة والمتطورة هو الذي يؤدي إلى إنقاذ البلد من كلّ الأزمات الأمنيّة والسياسيّة.
وأكدت المعارضة على أن التحوّل الديمقراطي في البحرين يمثل اليوم الطريق الأوحد للخروج من عنق الزجاجة، ولا يتحمل الوطن مزيداً من التسويف لقتل الوقت عبر الحوارات الشكلية التي تفتقد للجدية والهادفية.
وأضافت أن شعب البحرين قدم أثماناً كبيرة لعملية التحول نحو الديمقراطية ومن غير الممكن أن يعود عن المطالبة بغير توفر حقوقه المشروعة والطبيعية كما باقي شعوب العالم، في كونه مصدراً للسلطات جميعاً، وتمكينه من اختيار حكومته بطريقة ديمقراطية وفي ظل برلمان كامل الصلاحيات ومنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً في ظل دوائر انتخابية عادلة تساوي بين المواطنين في الحق السياسي، وقضاء نزيه ومستقل يطمئن لقراراته وأحكامه بعيداً عن التأثير السياسي من قبل السلطة التنفيذية، وأمن للجميع يصلح أحوال الأجهزة الأمنية وتكون عقيدة هذه الأجهزة هي حماية الوطن والمواطنين وليس استعدائهم ومصادرة حقوقهم.