لا يتضمن الدستور المصري أية نصوص تتيح إمكانية إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ومع ذلك بدأت المعارضة في ترديد هذه المقولة لا سيما بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدن القناة بعد تحدي أبناء هذه المدن لقرارات الرئيس الخاصة بحظر التجوال وفرض الطوارئ. وأحسب أن أنصار هذه المطالبات قد استندوا الي عدة أمور من بينها :
- أن الرئيس الذي أقسم على أن يحترم الدستور والقانون كان هو أول من تجرأ على انتهاكه من خلال اعلانات دستورية متكررة.
- عدم احترام الرئيس للأحكام القضائية خاصة حين قرر إعادة مجلس الشعب بالرغم من صدور أحكام قضائية بحله.
- قيام الرئيس باصدار قرارات والرجوع عنها أكثر من مرة مما يعد دليل على عدم قدرته على ادارة البلاد.
- وأخيرا التحدي الشعبي لقرارات الرئيس والذي تجلى في رفض شعب القناة الانصياع لقانون الطوارئ وتطبيق حظر التجول بل واصرارهم على النزول الي الشارع في ساعات الحظر الأمر الذي يعده البعض دليلا آخر على عدم قدرة الرئيس على القيام بمهامه.
لكن هذه الحجج والمبررات كلها لا تضمن لمصر الاستقرار لو فرض جدلا أن الرئيس أصدر قرار باجراء انتخابات رئاسية مبكرة وذلك لعدة أسباب منها
- عدم وجود شخصية تتمتع بالاجماع والقبول الشعبي يمكنها ان تقود البلاد في المرحلة المقبلة.
- تراهن المعارضة على تآكل شعبية الاخوان خصوصا والتيار الاسلامي عموما في الشارع ويتوقعون ان يكون التصويت في غير صالح الاسلاميين وهو أمر غير مؤكد لأن كل العمليات الانتخابية السابقة تشير الي ان التيار الاسلامي لازال صاحب الغلبة في الصناديق بطريقة أو بأخرى.
- ماذا لو جائت الانتخابات بشخصية اخوانية اخرى مثل خيرت الشاطر او عصام العريان او ربما بالرئيس مرسي نفسه اذا ما قرر أن يخوض الانتخابات؟
- الدستور ينص في المادة 150 على حق الرئيس في استفتاء الشعب في الأمور الهامة (لم يحدد مدى الأهمية) وبالتالي يمكن للرئيس اذا ما تعرض لضغوط شديدة أو أراد احراج المعارضة ان يستفتي الشعب على هذا الأمر ولو جائت النتيجة مؤيدة لبقاء الرئيس فماذا سيفعل المعارضون؟
- في النهاية تبقى كل هذه الأمور في اطار الأحلام المشروعة التي تداعب بها المعارضة مشاعر المصريين والعجيب في الأمر أن الرئيس هو الشخص الوحيد الذي له سلطة الدعوة لانتخابات مبكرة وبالتالي فان كل هذه الدعوات يجب ان تصاغ في صيغة مطالب .
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه