اعيد اليوم نشر مقال كنت قد نشرته بتاريخ 14 /8/2012 مطالبا فيه باخد التدابير اللازمة لاحباط المؤامرات التى تحاك لاراقة الدماء وتمزيق الوطن والاجهاز على الثورة. لم تدع يد النظام البائد فى هذا الوطن صورة جميلة إلا شوهتها ولا معنى ساميا الا حطت من قدره ولا مبدأ عاليا إلا أسقطته ودنسته حتى الوطن صار بالنسبة لهم ماهو إلا عرض من عروض التجارة التى يتربحون من ورائها او غنيمة يقتسمونها بينهم على غيرعدل ولا قانون أو هو حلبة يتراقصون فيها حتى لو كان رقصهم على أشلاء هذا الوطن وماتبقى فيه من روح وحياة وبالطبع لم يكن سدنة النظام البائد وحدهم يفعلون ذلك فقد تقاسم معهم الدور شركاء ممن سموا أنفسهم بمسميات وهمية كانوا يقومون فيها بدور المعارضة للنظام البائد فى مسرحية هزلية لتجميل صورته وبالطبع فان هذا لاينطبق على كل معارضى النظام البائد فالغالبية العظمى منهم من الشرفاء الأحرار وحينما فوجئ هؤلاء المرتزقة باندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير المباركة على غير توقع منهم ولا استعداد لها سارع الكثيرون منهم الى تغيير جلدهم وتبديل لونهم وبادروا إلى ارتداء عباءة الثورة واعتلاء منصاتها والتحدث بلسانها وليس ذلك عن قناعة منهم بالثورة ولا بمبادئها وانما جريا وراء مصالحهم وأطماععهم الشخصية لعلهم يستطيعون القفز على كرسي السلطة فيصلون إلى مالم يستطيعوه من قبل ومالم يكونوا يحلمون به وظنوا أن ظهور الثوار ستكون مطية لهم وأن دماءهم الزكية ستكون سلما يتسلقون عليه ليصلوا إلى مآربهم الدنيئة .
وفي ظل تسارع الأحداث واختلاط الأوراق استطاع بعض هؤلاء المرتزقة ان يتصدروا المشهد وان يجتذبوا بعضا من الأشياع والأتباع الذين انبهروا ببريق شعاراتهم ومعسول وعودهم وكلامهم حتى صار بعضهم قاب قوسين او ادنى من كرسى الحكم فى مصر ولكن الله سلم وحينما فشل هؤلاء فى الوصول الى الكرسى بالدخول من باب الإنتخابات حاولوا القفز عليه من نافذة المجلس الرئاسي وحينما تيقنوا من الفشل انقلبوا على أعقابهم وسقطت الأقنعة المزيفة ورأيناهم ينحازون إلى من قتل الثوار وخرب البلاد وأذل العباد رأيناهم ينحازون إلى إعادة انتاج النظام البائد فى أقبح صوره واشكاله لأنهم يعلمون أنهم سيجدون لهم معه مكانا يمارسون فيه دورهم ذلك الدور المسرحي الذى اعتادوا عليه .
ولأنهم يوقنون أنهم لامكان لهم في ظل دولة الثورة دولة القانون دولة الكفاءات لا دولة المحسوبيات واليوم نرى هذا التحالف البغيض بين كل هذه القوى التي تريد الإنقضاض على الثورة ومكتسباتها واغراق البلاد فى دوامة الفوضى مرة أخرى بعد ان حطت سفينة الثورة شراعها على شاطئ الاستقرار وقد استمعت بالأمس إلى حديث مواطن مصري مع برنامج مصر الجديدة على قناة الناس وهو يؤكد ان تحت يده مستندات تؤكد على ماتنتوي هذه القوى المضادة القيام به فى الايام المقبلة لنشر الفوضى واغتيال الثورة المصرية .
وإننى إزاء خطورة ماسمعته من كلام هذا المواطن المصرى فاننى أتوجه ببلاغ إلى كافة الجهات المسئولة فى الدولة بدءا من رئيس الجمهورية ومرورا بالنائب العام ووزارة الداخلية والمخابرات المصرية أن تسارع فى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع وقوع هذه الكارثة والتى أرى انها تتمثل فى الأتى : أولا- تأمين عودة هذا المواطن المصرى وما بحوزته من مستندات وادلة على وجه السرعة إلى أرض الوطن
ثانيا-بدأ التحقيق الفورى والعاجل فى كل ماورد فى حديثه ومواجهته بمن طالهم الاتهام ومواجهتهم بالأدلة التى بحوزته إن وجدت وتطبيق القانون بكل قوة وحسم وحزم على كل من يثبت فى حقه الاتهام وباقصى سرعة ممكنة وتطبيق القانون علي هذا المواطن ان تبين كذبه فى ادعائه ونشر الحقيقة للناس
ثالثا-اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية مؤسسات الدولة والملكيات العامة والخاصة من ان تطالها يد التخريب والتدمير ومواجهة اي محاولة للإعتداء على أي منها بكل قوة وحزم فى إطار القانون
رابعا-تغطية كافة الأماكن التى من المتوقع ان تكون مسرحا لأي احداث بالكاميرات الثابتة والمتحركة مع مصورين محترفين حتى تسجل مايجرى وليتم نشر الحقائق كاملة للرأى العام وعدم اخفاء أي شئ منها حتى تتبين الأمور ويقطع دابر الشائعات والأقاويل ولا تضيع الحقائق ولغلق الأبواب على إعلام الفتنة الذى لاهم له إلا نشر الأكاذيب والشائعات
خامسا –اطالب كل القوى الوطنية والثورية من كافة الإتجاهات والإنتماءات أن تسمو فوق كل المصالح الحزبية والفئوية والطائفية وان نلتف جميعا حول مصلحة الوطن وان تسارع القوى الوطنية الصادقة بعقد مؤتمر موحد تعلن فيه عن رفضها لأي مؤامرات على مصر وتدعو أتباعها إلى الإلتفاف حول الثورة ومطالبها وحول النظام المنتخب فى مصر وعدم الإستجابة لأي دعوات للتخريب والتدمير بل والتصدي لها ومنعها وأن نتعاهد على ان نكون مع الحق اينما كان وان نتصدى للظلم سواء صدر من الحاكم أو من المحكوم وليكن شعارنا لا ورب الكعبة لن نتركهم يرقصون على أشلاء الوطن
وفى الختام أقول ان السكوت عن هذا الكلام وعدم اخذه بجدية واتخاذ الإجراءات السابقه وغيرها مما يمنع الكارثة قبل وقوعها سيكون جريمة فى حق الوطن أعظم من جريمة هؤلاء المخربين فليتحرك المسؤلون وليتحمل كل مصري مسئوليته تجاه وطنه وإلا فإن الفتنة ستطال الجميع (واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منك خاصة ) المصر وتمزيق الوطن والاجهاز على الثورة.
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه