في تصريح خطير نشرته جريدة الوفد يوم الخميس 8 من إبريل 2011 للعقيد / سامي عبد الله الضابط بمديرية أمن القليوبية قال فيه للأهالي الذين تظاهروا أمام ديوان عام المحافظة ” لن ننزل الشارع قبل أن يبوس الشعب أيدينا ” . وما قاله العقيد المذكور يستوجب عرضه على أحد أساتذة الطب النفسي، أو فصله من الشرطة ، فهو وأمثاله الذين أفسدوا جاز الشرطة . فهل قرأ العقيد المذكور نص المادة 3 من القانون رقم 109 لسنة 1971 بشأن هيئة الشرطة التي تنص على أن ” تختص هيئة الشرطة بالمحافظة على النظام والأمن العام والآداب ، وبحماية الأرواح والأعراض والأموال وعلى الأخص منع الجرائم وضبطها ، كما تختص بكفالة الطمأنينة والأمن للمواطنين في كافة المجالات ، وبتنفيذ ما تفرضه القوانين واللوائح من واجبات ” . وتنص المادة 7 من ذات القانون على أن يقسم ضابط الشرطة قبل مباشرة أعمال وظيفته على أن يحافظ على النظام الجمهوري ، وأن يحترم الدستور والقانون ، وأن يرعى سلامة الوطن ، وأن يؤدى واجبه بالذمة الصدق . هذه هي واجبات وظيفتك أيها العقيد ذو الأيادي الكريمة التي تريد من الشعب المصري أن يقبلها ، فهل قرأتها أو سمعت عنها . وهل أديت واجبات وظيفتك المنصوص عليها في قانون هيئة الشرطة الذي لم تقرأه ولم تسمع عنه هل حافظت على النظام العام والآداب ، أم حافظت على أمن أسيادك الذين أرادوا أن يتوارثونا ، وكأننا عبيد لهم ، وهل حميت الأرواح والأعراض والأموال ، أم حميت أرواحهم ، وتركتهم ينهبون الأموال ويهتكون الأعراض ويعيثون في مصر فسادا ، وهل أديت واجبك بالصدق والأمانة ، أم كذبت على نفسك وعلى الشعب ، وخنت الأمانة ، وحنثت بقسمك ، و خلفت وعدك . وكيف للشعب المصري، وقد جرحتم كرامته ، ومزقتم أشلاؤه ، أن يبتلع لكم رصاصات الغدر والخيانة التي مزقته . لقد اقتلعت وأمثالك جذور الثقة بين الشرطة وبين الشعب المصري ، فما عاد لكم عنده غير ذكريات الحزن والألم والأسى ، ذكريات سجونكم التي ملأتم بها الأبرياء ومن خالفك الرأي و الرؤى ، ذكريات القتل والاغتصاب وهتك العرض ،والسحل والتعذيب ، والضرب و الإهانة ، ذكريات ضرب المتظاهرين من شباب الثورة في ميدان التحرير بالرصاص الحي والرصاص المطاطي ، ودهسهم بالسيارات والمصفحات ، وإغراقهم بالمياه الملوثة ، وهجوم بلطجيتكم عليهم بالبغال والجمال ، ذكريات الصعق بالكهرباء ونزع الأظافر . لقد مضى إلى غير رجعة ذلك العهد البائد ، الذي كان القانون فيه نسيا منسيا ، وتسلط على مقاليد أموره قوة تمكنت من أن تعيث في مصر فسادا فأهدرت حرمات الإنسان فيه وحرياته ، وحطت من كرامته وآدميته ، واستولت على أراضيه ، ونهبت أمواله ، ففي 25 من يناير 2011 اختار الشعب المصري طريق الحرية والعزة والكرامة بعد أن آلمه وهاله ما لاقاه ، وما قاساه على أيديك وأمثالك من آلام التعذيب والإذلال والتنكيل ، ولن ينحني بعد ذلك أبدا ، فإما أن تقبل أيها العقيد بخياره مرغما ، وتؤدى واجبك المنصوص عليه في القانون ، وإما أن ترحل كما رحل أسيادك مجبرا . نائب رئيس محكمة النقض