قالت صحيفة "جيرزاليم بوست" الإسرائيلية أن الدول الخليجية تقاوم التغيير وتخشى من الحركات الثورية التي من الممكن أن تشكل تهديدًا على حكمها. قال بول ريفلين باحث بارز في مركز موشيه ديان للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية في جامعة تل أبيب أن مصر عبارة عن حطام، مشيرًا إلى أن المثقفين في البلاد هم أقلية شبابية هامة لا تدعم التصرفات غير الديمقراطية للرئيس محمد مرسي وهذه المجموعة تملك القوة وراء عدد أفرادها.
وأوضح الباحث أن جميع كوارث النظام القديم مستمرة لعدم حدوث أي تغيير، مشيرًا إلى أن " النقطة الأساسية " تتمثل فى أن النظام عاجز عن تغيير واقع الأشخاص على الأرض، إلى جانب تفاقم الازمة الاقتصادية ،وابدى الباحث شكوكه بقدرة نظام الإخوان المسلمين على إجراء إصلاحات جادة.
يشير ريفلين إلى أن فكرة قدرتهم على التغيير غير واقعية على المدى القصير " فقد توقف الاقتصاد عن النمو وعدد السكان ينمو حوالي مليون سنويًا وهناك مليون شخص يبحث عن عمل، فكل شهر 100 ألف شخص أكثر يبحثون عن عمل " وفي الوقت ذاته هناك ازمات متتالية .
أما لياد بورات المتخصص في الشئون المصرية والإخوان المسلمين ومحاضر في جامعة هيفا يقول أنه عند اندلاع الثورة من عامين اعتقد الشعب أن الأمور سوف تكون عظيمة وسيكون هناك ديمقراطية في مصر ولكنهم الآن يرون أنها خُطفت من قبل الإخوان.
ويتحدث بورات عن الإخوان مشيرًا إلى أنهم شكلوا المعارضة للعديدة من السنوات ولديهم اتصالات عديدة في كل قرية تقريبًا، موضحًا أنهم أذكياء ولا يعلنون عن خطواتهم المقبلة.
وعن الرئيس مرسي يعتقد بورات أنه سوف يستمر في السلطة لوجود مكاتب لحزبه في كل مدينة بالإضافة إلى اتباعه "أقوياء "، مؤكدًا أن أمر درامي للغاية يجب أن يحدث لإجبار الرئيس على التنحي.
ويضيف ان قادة الإخوان يخبرون الأمة أن الوضع سوف يكون صعبًا، وأن هذا هو الثمن الواجب دفعه، ويجب على كل مواطن أن يظهر وطنيته من أجل مصر حتى يتطور الأمر، ويرى بورات أن هذه اللغة تعكس أوقاتهم في السجن والتعذيب تحت حكم الرئيس السابق حسني مبارك " والأمة تعلم ماضيهم وتحترمهم من أجله" .
وكرر ريفلين تصريحات بورات، مضيفًا أن الإخوان " سوف يعقدون الصفقات، فمهمتهم البقاء في السلطة وسوف يبقون فيها، والجيش يخشى الفوضى ولديه مصالح اقتصادية واسعة ويريد الحفاظ على السلام مع إسرائيل والاقتصاد من الانهيار ".
وهذا يعني لإسرائيل كما يرى بورات أن النظام ركز أولًا على القضايا الداخلية كما أنه " غير مستعد لاتخاذ إجراءات خارجية. "
وكتب بورات في ورقة حديثه لمركز بيسا للدراسات الاستراتيجية أن الرئيس مرسي يريد إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل، ولكن يعلم أن الواقع الحالي لا يسمح بالدخول في حرب مع إسرائيل. ويؤكد على أن الإخوان ليس لديهم خبرة في السياسة الخارجية والأمن، ومن ثم " فإن التهديد الأمني المنبثق من مصر في المستقبل القريب لا يمكن تجاهله ".
وفي النهاية تقول الصحيفة أن قدرة الرئيس مرسي تحويل الاقتصاد المصري غير مبشرة بالنجاح ولكن مع مساعدة دولة قطر والغرب فإن مصر بإمكانها سد الفجوات الكافية للبقاء طافية وإبقاء النظام مسيطرًا على الوضع، وهذا يعني مساعدة الغرب إبقاء المنظمة المعادية للغرب ولإسرائيل وللسامية في السلطة- على حد وصفها .