نتنياهو تباين شديد ظهر في وجهات النظر بين المراقبين حول مستقبل العلاقات مع اسرائيل بعد الاعلان الرسمي عن فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب الرئاسة في مصر. المتشائمون تصدروا المشهد بعد ان خرجت علينا الصحف الاسرائيلية بعناوين علي شاكلة "ظلام في مصر" و"القلق أصبح واقعاً والاخوان المسلمون يستولون علي مصر". أما تصريحات الساسة فتدرجت من التهويل، حيث قال ميخائيل بن آري عضو الكنيست عن حزب الاتحاد القومي ان فوز مرسي المسمار الاخير في نعش السلام مع مصر ، والتحذير ، حيث حذر يسرائيل حسون ان علي اسرائيل تغيير خريطة تحالفاتها في المنطقة ، ووصلت حتي الانذار بأن تستعد اسرائيل للحرب ، كما قال وزير الدفاع الاسرائيلي السابق بن اليعازر . دكتور لياد بورات أستاذ في تاريخ الشرق الأوسط في جامعة حيفا في صحيفة جلوبال بوست يقول ان معرفة اسرائيل بمرسي تعود لكونه عضوا مؤسساً لعدد من اللجان المناهضة لاسرائيل داخل جماعة الاخوان الي جانب نشاطه المعادي لاسرائيل كبرلماني علي مدار 5 سنوات. وهو تاريخ لا يبشر بخير ، كما يقول ، لذلك يري بورات ان العلاقات مع مصر في عهد مرسي ستنخفض لأدني مستوياتها لتحافظ علي الحد الأدني الذي يضمن تدفق المنحة الامريكية . أما المحلل السياسي في جريدة أيديعوت احرونوت اليكس فيشمان فيقول: ان علي اسرائيل ان تستعد لكل الاحتمالات ، بداية من تعيين رئيس اسلامي لجهاز المخابرات ، ومروراً بانهيار الاتفاقيات الاقتصادية وغياب التعاون الأمني بين البلدين ، وانتهاء باعادة النظر في اتفاقية السلام . علي الجانب الآخر هناك المتفاءلون ومنهم خبيرة شئون الشرق الأوسط جوان كول ، التي تري ان مرسي رئيس، لن يغير شيئاً في العلاقات المصرية الاسرائيلية ، خاصة مع وجود المجلس العسكري في الصورة ، حيث سيستمران في لعبة الطيب والشرير .. لحفظ التوزان في العلاقات. كما تري كول كما نقلت عنها صحيفة الجارديان ان خيار الحرب ترف لا تستطيع مصر المنهكة سياسيا واقتصاديا دفع فاتورته الآن . أما ايلي بوديه أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في الجامعة العبرية بالقدس فيري ان مرسي المعارض أو المرشح يختلف عن مرسي رئيساً . فهو كرئيس لديه مهام داخلية جسيمة ، خاصة ان فوزه بنسبة لا تتجاوز ال51٪ يضيف الي كاهله عبء محاولة كسب وارضاء ما يقرب من نصف الشعب ، بخلاف ما عليه تقديمه من تطمينات لامريكا والغرب، ووقوعه في صدام مع اسرائيل سيفسد الصورة التي يرغب في توصيلها . يتفق مع ايلي في هذا الرأي هيل فريسك أستاذ في جامعة بار ايلان والخبير في الشئون العسكرية والأمنية في العالم العربي ، الذي يراهن علي ان تتفوق الواقعية علي الايديولوجية في مصر الجديدة بقيادتها الاسلامية. وما بين التفاؤل والتشاؤم يقف الواقعيون أصحاب الطريق الثالث الذين يرون ان العلاقات بين مصر واسرائيل قد لاتصل الي الحرب ولكنها لا يمكن ان تعود لسابق عهدها . فحتي مع الابقاء علي معاهدة السلام والاقتصار علي مراجعة بعض بنودها ، فانه من غير المحتمل ان يخلف مرسي مبارك كحليف لاسرائيل . فمن غير المحتمل ان تعود مصر لسلبيتها إزاء اي تحرك اسرائيلي تجاه غزة أو تقف مكتوفة الأيدي أمام حصارها . كما ان الحديث المتواتر عن استعادة العلاقات الطبيعية مع ايران ، وتكوين حلف مصري ايراني تركي يفتح المجال امام حملة دبلوماسية تقودها مصر تحت قيادة مرسي لعزل واقصاء اسرائيل عن جيرانها العرب ، كما تقول صحيفة "دايلي بيست" . وهكذا يظل السلام الذي ساد العلاقات المصرية الاسرائيلية ، ولكنه يتحول من سلام بارد الي سلام متجمد.