إعلام الاحتلال: مقتل 6 ضباط وجنود فى غزة وعلى الحدود مع الأردن خلال اليوم    جاهزية 75 قطعة أرض بمشروع «بيت وطن» لتوصيل الكهرباء في القاهرة الجديدة    قرض ومنحة ب60 مليون يورو.. قرار جمهوري بشأن مركز التحكم الإقليمي بالإسكندرية    جامعة الإسماعيلية الجديدة تستقبل طلابها بجاهزية كاملة للعام الدراسي    تجهيز 558 مدرسة لاستقبال 186 ألف طالب بالعام الدراسي الجديد في بورسعيد    وزير التعليم ومحافظ الجيزة يفتتحان 3 مدارس جديدة استعدادًا لانطلاق العام الدراسي الجديد    المشاط تلتقي وزيرة الدولة للتجارة الإسبانية خلال فعاليات منتدى الأعمال المصري الإسباني    البورصة تواصل الصعود بمنتصف تعاملات الخميس    أسعار المستلزمات المدرسية 2025 في محافظة الدقهلية اليوم 18+9-2025    الوزير " محمد صلاح ": الشركات والوحدات التابعة للوزارة تذخر بإمكانيات تصنيعية وتكنولوجية وفنية على أعلى مستوى    «الري»: خرائط لاستهلاك المحاصيل للمياه للوفاء بالتصرفات المائية المطلوبة    80 ألف سلة غذائية للأشقاء الفلسطينيين من الهلال الأحمر المصري عبر قافلة زاد العزة ال40    أشعر بكِ جدا.. ملك إسبانيا ينزل من المنصة ليصافح سيدة فلسطينية ويتحدث عن غزة    بعد افتتاح سفارتها في القدس.. فيجي الدولة الجزرية الصغيرة التي أثارت جدلًا دوليًا    محمد صلاح يرفع شعار الأرقام خلقت لتحطم    إنتر ميامي يتفق مع ميسي على تجديد تعاقده    ميدو: مواجهة الزمالك والإسماعيلي فقدت بريقها.. وأتمنى عودة الدراويش    الكلاسيكو 147.. التاريخ يميل نحو الزمالك قبل مواجهة الإسماعيلي الليلة    شبانة: وكيل إمام عاشور تخطى حدوده    بينهم رضيع.. إصابة 12 شخصا في حادث انقلاب سيارة أجرة بأسوان    المشدد 15 عاما وغرامة 200 ألف جنيه لمتهمين بالاتجار في المخدرات بالشرقية    هل اقترب موعد زفافها؟.. إيناس الدغيدي وعريسها المنتظر يشعلان مواقع التواصل    بعد اختفاء إسورة أثرية.. أول تحرك برلماني من المتحف المصري بالتحرير    فى حوار له مع باريس ريفيو فلاديمير سوروكين: نغمة الصفحة الأولى مفتتح سيمفونية    معا من أجل فلسطين.. حفل خيري بريطاني يهدم جدار الخوف من إعلان التضامن مع غزة    الصحة: المبادرة الرئاسية «صحتك سعادة» تقدم خدماتها المتكاملة في مكافحة الإدمان    نائب وزير الصحة تشهد إطلاق ورشة عمل للإعلاميين حول الصحة الإنجابية والتنمية السكانية    وزير الدفاع الصيني يجدد تهديداته بالاستيلاء على تايوان لدى افتتاحه منتدى أمنيا    "الرحلة انتهت".. إقالة جديدة في الدوري المصري    آثار تحت قصر ثقافة ومستوصف.. سر اللقية المستخبية فى الأقصر وقنا -فيديو وصور    فيديو متداول يكشف مشاجرة دامية بين جارين في الشرقية    فرنسا تستعد لاحتجاجات واسعة وسط إضرابات وطنية ضد خطط التقشف الحكومية    ديستيني كوسيسو خليفة ميسي ويامال يتألق فى أكاديمية لا ماسيا    "الطفولة والأمومة" يطلق حملة "واعي وغالي" لحماية الأطفال من العنف    مفتى كازاخستان يستقبل وزير الأوقاف على هامش قمة زعماء الأديان    اليوم.. افتتاح الدورة الأولى من مهرجان بورسعيد السينمائي    «نعتز برسالتنا في نشر مذهب أهل السنة والجماعة».. شيخ الأزهر يُكرِّم الأوائل في حفظ «الخريدة البهية»    النقل تناشد المواطنين الالتزام بعدم اقتحام المزلقانات أو السير عكس الاتجاه    النقل تناشد المواطنين الالتزام بقواعد عبور المزلقانات حفاظًا على الأرواح    التأمين الصحي الشامل: 495 جهة حاصلة على الاعتماد متعاقدة مع المنظومة حتى أغسطس 2025    الصحة تشارك في مؤتمر إيجي هيلث لدعم الخطط الاستراتيجية لتطوير القطاع الصحي    مورينيو يرحب بالعودة لتدريب بنفيكا بعد رحيل لاجي    جبران: تحرير 3676 محضرًا خاصًا بتراخيص عمل الأجانب خلال 5 أيام فقط    10 ورش تدريبية وماستر كلاس في الدورة العاشرة لمهرجان شرم الشيخ الدولي لمسرح الشباب    ضبط المتهم بإنهاء حياة زوجته بمساكن الأمل في بورسعيد    مصر وروسيا تبحثان سبل التعاون بمجالات التعليم الطبي والسياحة العلاجية    التحفظ على أكثر من 1400 كتاب دراسى خارجى مقلد داخل مكتبتين    رئيس اتحاد الصناعات: العمالة المصرية المعتمدة تجذب الشركات الأجنبية    الهلال الأحمر يدفع بأكثر من 80 ألف سلة غذائية للأشقاء الفلسطينيين عبر قافلة «زاد العزة» ال 40    ملك إسبانيا: المتحف الكبير أيقونة مصر السياحية والثقافية الجديدة    حكم تعديل صور المتوفين باستخدام الذكاء الاصطناعي.. دار الإفتاء توضح    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 18سبتمبر2025 في المنيا    شديد الحرارة.. حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025    هنيئًا لقلوب سجدت لربها فجرًا    "سندي وأمان أولادي".. أول تعليق من زوجة إمام عاشور بعد إصابته بفيروس A    "معندهمش دم".. هجوم حاد من هاني رمزي ضد لاعبي الأهلي    سعر الأرز والفول والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025    احتفظ بانجازاتك لنفسك.. حظ برج الدلو اليوم 18 سبتمبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة 25 يناير بعيون مصرية (12) فيديو
نشر في محيط يوم 27 - 01 - 2013

الثوار للجيش يوم 26 يناير إحنا مصريين والجيش يرد إحنا الثوار

* ثورات الشعوب قائمة لا تنتهي
* الثورات تهدأ و لكنها لا تموت
* الظلم والفساد بداء في عهد مبارك ومن هنا كانت إشارة البدء
* الشعب المصري حقق المعجزة بانتصاره علي الظلم في يناير
* الإخوان المسلمون شاركوا في جمعة الغضب
* صاح الثوار للجيش إحنا مصريين فأقسم الجيش لهم لن نؤذي أحد
*سلاح مبارك كان في الميدان الضرب في المليان والإشاعات والإعلام
*رأيت ضابط مرعوب من الثوار بعدما رأي زميله يسحل في الميدان

حوار عمرو عبد المنعم

عبد الشكور حسن عبد الشكور من احدي قري الجيزة ، هو أحد شهود العيان علي ثورة 25يناير المجيدة ، شارك فيها وراقبها عن قرب حمل جرحها و شهداءها ، وتصدي قبلها لقمع الأجهزة الأمنية خلال عصر مبارك .

رأي بعينه وشاهد بنفسه مشاهير القوم وهم ينضمون لثورة ، قارن بين ميدان التحرير وقريته الصغيرة "جزاية "في محافظة الجيزة ، تلك القرية الفقيرة المعدمة ، يري أن المجتمع المصري مازال في ثورة واستشهد علي ذلك بسقوط شهداء وجرحي كل يوم علي يد زبانية النظام البائد .

يروي اقتحام الثوار لمقرات أمن الدولة وخاصة "مبني 6أكتوبر " وقصة فتح السجون والمعتقلات والتي يراها حدثت بفعل فاعل لتخويف الناس البسطاء من الثورة وضربها في مهدها بيد المجتمع وليس بيد أجهزة القمع المتمرسة .

الحوار مع شاهد عيان رئيسي علي الثورة المصرية في ذكرها الثانية كان لابد منه وخاصة وانه عان الكثير وشارك البسطاء منهم أحلامهم و تعرض لقهر وقمع أجهزة امن الدولة السابقة وكانت مشاركته في الثورة ،بدافع التغيير الذي حلم به كثيرا ، إلتقيناه وأجرينا معه هذا الجوار الهام والشيق عن الثورة والثوار والذكريات :

متى بدأت الثورة المصرية فى نظرك؟

الكثير من الناس يعتقدون أن الثورة بدأت يوم 25 يناير وهذا فى رأيي ظلم لكل من قدم تضحيات لهذا الشعب فالثورة الحقيقية بدأت منذ سقوط الملكية عام 52 وتحولت مصر الى النظام الجمهوري ثم بعد ذلك أستولي جمال عبد الناصر مقاليد الحكم بالانقلاب على محمد نجيب وقام بقمع حركة الإخوان المسلمين فى 54 ومنذ ذلك الحين بدا الشعب المصري فى الدخول فى حالة ثورية جديدة فثورات الشعوب قائمة لا تنتهي أبدا ، ربما تهدأ الثورات لكنها لا تموت .

وبعد موت عبد الناصر انتقلنا الى حالة ثورية جديد شعارها استرداد الأرض والعرض، و بقيادة السادات وهدأ الشعب المصري ريثما يسترد أرضه وكرامته ثم بدأ الشعب يثور من جديد على اتفاقية كامب ديفد فكان رد فعل السادات عنيفا على المعارضة وكانت قرارات سبتمبر الى أدت فى النهاية الى اغتيال السادات .

وجاء عهد مبارك الذى بدأه بهدنه مع المعارضة الإسلامية وغيرها لم تلبث أن انهارت فى بداية التسعينات بعد اغتيال الأجهزة الأمنية لأحد كوادر الجماعة الإسلامية والمتحدث الرسمي باسمها د علاء محي الدين مما دفع الجماعة للرد باغتيال رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب السابق والذى لم يكن مقصودا وإنما كان المقصود بالقتل هو اللواء عبد الحليم موسى وزير الداخلية السابق .

ومنذ ذلك الحين والصدام مستمر بين الظلم والفساد من جانب والشعب من جانب آخر , حتى وصلنا الى ذروة الأحداث فى مصر بقيام ثورة 25 يناير .

ماذا حققت الثورة يناير لشعب المصري ؟

هذه الثورة منحت الشعب المصرى طوق النجاة من الذل والاستعباد لعقود أخرى ، وغيرت الكثير من المفاهيم لدى النخبة من التيارات الاسلامية والسياسية والليبرالية المعاصرة .

ما هو أول انطباع لديك عندما سمعت بثورة تونس وهروب الرئيس التونسى ؟

كنت أتوقع أن تقوم الثورة فى مصر أولا ولكن قدر الله لتونس أن تنال شرف إشعال الثورات العربية ، أما عن أنطباعى فقد سجدت لله شكرا وكنت متأكدا ان الشعب المصري سيحقق المعجزة ويثور على الظلم والطغيان.

هل تعتبر نفسك من ثوار 25 يناير؟

الشعب المصري كله شارك فى ثورة يناير ومن لم يشارك بجسدة لأى سبب

فأعتقد انه شارك بقلبه وروحه وعقله فى هذا المشهد التاريخي العظيم .

أما على المستوى الشخصي فقد نلت شرف المشاركة فى ثورة 25 يناير من أول يوم .

كيف كانت مشاركتك ؟

فى يوم جمعة الغضب كان لى وقفة مع الإخوان المسلمين أمام أحد المساجد بعد صلاة الجمعة مباشرة واستمرت هذه الوقفة حتى الليل وكنا نرفع الإعلام المصرية ونردد الشعارات الناهضة للظلم والطغيان والفساد وكانت مجموعة من الشرطة السرية تقف قريبا منا تراقبنا بحذر حتى انتهت الوقفة .

ماذا حدث بعد ذلك ؟

عدت الى البيت لاتابع الإحداث على شاشة التلفاز وفوجئت بسقوط قتلى وجرحى فى المواجهات مع الأمن فى القاهرة والجيزة والمحافظات الأخرى وإحراق الكثير من مقرات الشرطة وهروب وانسحاب الأمن والشرطة من الشوارع والأقسام ، وأدركت وقتها أن النظام القمعي يمكن إسقاطه بسهولة .

ما اللحظة التي أيقنت فيها أن الثورة ستنجح؟

عند نزول الجيش الى الشوارع ، وعندما رأيت الثوار يعتلون الدبابات ويصافحون ضباط الجيش والجنود، وفى هذه اللحظة قررت أن أعتلى ظهر الدبابة فى اليوم التالي يوم 29 يناير فى ميدان التحرير.

هل حققت هذه الأمنية بالفعل فى اليوم التالى ؟

نعم ، فى صباح اليوم التالي السبت الموافق 29 يناير ذهبت الى محطة القطار
وتوجهت الى القاهرة ووصلت بعد الظهر مباشرة الى ميدان رمسيس .

وهناك فى الميدان وجدت أعدادا غفيرة تخرج من الشوارع الجانبية متجهة فى طريقها الى ميدان التحرير لتكون مسيرة ضخمة تسير فى نصف الشارع وكان أغلبهم من الإخوان المسلمين كما علمت منهم فقد كنت أسأل الكثير منهم عن هويته وانتمائهم فكانوا يجيبون بأنهم من الإخوان المسلمين .

صف لنا أول مشهد رأيته بعد خروجك من محطة القطار برمسيس؟

كان أول مشهد هو انتشار الدبابات والمدرعات فى الميدان بأعداد كبيرة وفجأة سمعت صوت إطلاق نار فهرولت ناحية الصوت فوجدت مجموعة من الشباب يحملون شابا مذبوحا من العنق والدماء تنزف بغزارة منه .

ماذا حدث بعد ذلك؟

كان المحتجون يخرجون من الشوارع الجانبية متجهين إلى ميدان التحرير وكانت الأعداد تتزايد حتى بلغت الآلاف والكل يهتف بصوت واحد :الشعب يريد إسقاط النظام ..ونحن فى طريقنا الى ميدان التحرير شاهدت رتلا من الدبابات يتقدم بسرعة متجها الى ميدان التحرير وحاول أن يقطع الطريق على المتظاهرين ليمنعهم من الوصول الى ميدان التحرير .

فطرأت لى فكرة قطع الطريق على رتل الدبابات فانحرفت يمينا ووقفت أمام رتل الدبابات ورفعت يدى لأعلى والرتل قادم من بعيد وأشرت بعلامة النصر أو الشهادة وحاول بعض الناس أن يبعدنى من طريق الدبابات القادمة من بعيد بسرعة حوفا من أن تدهسني بعجلاتها ولكني كنت مصرا على وقف تقدم الدبابات حتى يستطيع المتظاهرون الوصول الى ميدان التحرير .

وبالفعل استطعت ايقاف الرتل بالإضافة أن السيارات القادمة من الأتجاه المعاكس أعاقت حركة الدبابات هى الأخرى بعض الوقت .

ووصلنا الى ميدان عبد المنعم رياض وكان العدد الموجود بالميدان قليلا ، ووجدت مجموعة من المحتجين تقف أسفل تمثال عبد المنعم رياض يرددون هتافات حماسية ضد النظام وبسرعة استطعت الصعود مع المتظاهرين أعلى التمثال ورددت معهم الهتافات الحماسية التى كانت ترج الميدان وتجمع الآلاف حول التمثال يرددون الشعارات والهتافات وما هى الا دقائق حتى فوجئت بأحد ضباط القوات المسلحة يصعد الى التمثال ويهتف مطالبا برحيل النظام وإسقاطه فتحمس كل من فى الميدان وحملوا الضابط على أعناقهم وطافوا به ميدان عبد المنعم رياض.

كيف كان تصرف الجيش معكم ؟

وحاول المتظاهرون الوصول الى ميدان التحرير الا أن دبابات الجيش كانت تفصل بين ميدان رياض والتحرير وحاول المحتجون تسلق السور الحديدي الجانبي الا أن الجيش منعهم أيضا .

وفجأة رأينا ضابطا فوق أحدى الدبابات يشد الأجزاء فصاح المتظاهرون بقوة فى وجهه قائلين :لأ لأ لأ أحنا مصريين زيك ..فتراجع الضابط وأقسم لهم أنه لا يقصد إيذائهم بشيء ، فهدأ المحتجون وحاولوا أكثر من مرة الوصول الى ميدان التحرير ولكنه فشلوا أيضا هذه المرة .

فطرأت لى فكرة أن أصعد على إحدى الدبابات لكى أزيل الرهبة والخوف من قلوب المتظاهرين من الجيش وتسللت من المدرعات وبسرعة البرق كنت فوق أحداها وناولنى أحد المتظاهرين علما وهتفت بقوة :عاشت مصر حرة ..والناس يرددون معى بقوة :عاشت مصر حرة ..وتجرأ بعض المتظاهرون وصعدوا بجانبى أعلى الدبابات .

وحاول أحد الضباط أنزالى من على الدبابة لكنني تمسكت بموقفي وبقيت فوقها أهتف مما شجع المتظاهرين فقاموا بأعتلاء الدبابات الأخرى وتراجع الجيش وأفسح الطريق للمتظاهرين فأنطلقوا كالسيل الجارف فى أتجاه ميدان التحرير حتى أمتلاء الميدان عن آخره بآلاف المتظاهرين .

كيف كان التحرير في هذا اليوم ؟

بقينا نجول ونصول فى الميدان فى مسيرات نهتف طول الفترة ما بين الظهر والعصر حتى حان موعد آذان العصر فحملنى أحد الأخوة على كتفه ورفعت الآذان وبعدها أقمت الصلاة وقدمني المتظاهرون للصلاة فأممت المحتجين فى الصلاة وفوجئت بالقنوات الفضائية تنقل الصلاة مباشر على الهواء فى هذا اليوم وكانت هذه الصلاة أول صلاة جماعة جامعة فى الميدان وبعد أنتهاء الصلاة عاد المتظاهرون للمسيرات والهتافات مرة أخرى .

وما هى الا دقائق حتى سمعنا أصوات طلقات نارية قادمة من شارع محمد محمود فأنطلق الجميع الى مصدر إطلاق النار بالآلاف فوجدنا المحتجين يحاولون الوصول الى مبنى وزارة الداخلية الا أن القناصة فوق سطح الوزارة قامت بإطلاق أعيرة نارية على المتظاهرين وأصابت الكثير منهم وقتل فى هذا اليوم أكثر من عشرة متظاهرين وكنا نحمل المصابين ونحاول أن نسعفهم الا أن سيارات الإسعاف لم تكن متواجدة فى الميدان هذا اليوم ولم تحضر الا متأخرة وأتذكر أنه فى هذا اليوم يوم 29 يناير قتل طفل فى الرابعة عشرة من عمره تقريبا .

ما هي الأشياء الغريبة التي كانت تحدث في ميدان التحرير ؟

ومن الأشياء الغريبة التى كانت تحدث فى الميدان بعض الإشاعات التى كنا نسمعها بين الحين والآخر فى هذا اليوم ، فمرة سمعنا أن مبارك قد أعلن التنحي عن السلطة فهلل المتظاهرون فى الميدان ولكن بعد قليل تبين أنها إشاعة الغرض منها أن يترك المحتجون الميدان، ومرة أخرى سمعنا أن البلطجة يهاجمون البنوك لسرقتها فى الشوارع المحيطة بالميدان ، وكان الإعلام يروج لذلك .

هل رأيت أحد من الشخصيات العامة فى ميدان التحرير فى هذا اليوم يوم 29 يناير؟

نعم حضر الى الميدان فى هذا اليوم الدكتور سليم العوا وألقى كلمة فى المتظاهرين .وسألهم ماذا تريدون من هذه التظاهرات وما هى مطالبكم ؟

فرد الجميع فى صوت واحد :مبارك يمشى ..ورددوا :أرحل أرحل ..الشعب يريد إسقاط النظام ....فرد عليهم الدكتور سليم العوا قائلا"خليكوا فى الميدان محدش يمشى مبارك ح يمشى، ثم أنصرف من الميدان " .

وبقينا فى الميدان حتى صلاة المغرب وبدأت أعداد المتظاهرين تتناقص الا أنني كنت أرى الكثير من المتظاهرين يتوافدون على الميدان ، وبعد صلاة العشاء تركت الميدان واتجهت الى محطة مصر فى طريق العودة الى قريتنا .

صف لنا بعض المشاهد مما رأيت أثناء عودتك الى محطة القطار؟

كان الشارع خاليا تماما من السيارات والناس ورأيت الحرائق تنتشر فى بعض المباني منها على سبيل المثال مقر الحزب الوطني وقسم الموسكى وبعض المباني الأخرى فى الشارع الممتد بين الميدان ومحطة مصر .وأثناء مروري تحت أحد الكباري سمعت صوت انفجار قوى هز الكبرى ونشر الرعب والذعر فى نفوس بعض المارة تحت الكبرى .

ورأيت أيضا بعض الدراجات النارية ملقاه فى الطريق ، ورأيت بعض الناس يقومون بتسلق المبانى التى اشتعلت بها النيران وقومون بحل أجهزة التكييف من على الحوائط والبعض الآخر يدخل ويخرج من المبانى المشتعلة ويحمل معه أو على كتفه بعض المتعلقات .

من رأيت أيضا فى الميدان فى هذا اليوم ؟

رأيت عمرو حمزاوى والممثلة بسمة وبعض الفنانين الذين لا أتذكر أسماؤهم حاليا .

هل رأيت أحد من الاخوان ممن تعرفهم ؟

نعم رأيت الأستاذ محمد الأكحل ,وهو الذى القى بيان إنشاء وتكوين اللجان الشعبية لحماية الممتلكات العامة والخاصة فى الدولة وتأمين الشوارع من البلطجة .

ماذا حدث بعد عودتك الى محطة القطار ؟
حين وصلت إلى محطة مصر وجدت القطار لم يتحرك بعد ورأيت بعض الشباب يجلسون على الرصيف يتبادلون أطراف الحديث عن الثورة وكلهم مؤيدون للثورة على النظام ما عدا واحدا منهم كان يجلس بينهم دون أن يبدى رأيه فى النقاش الدائر حول الثورة والتزم الصمت تماما .

فأقتربت منه وسألته لماذا أنت صامت لا تبدى رأيك ؟ فأخبرنى أنه رأى بالأمس فى ميدان رمسيس مجموعة من الناس يمسكون ضابطا وقاموا بضربه حتى فقد وعيه تماما ثم وضعوه تحت عجلات السيارة ودهسوه بها حتى تمزقت أشلائه ,وحين سألته من أى قسم هذا الضابط ؟ أخبرنى أنه من قسم الموسكى .

وسالته عن هويته ؟ فأخبرنى أنه ضابط شرطة من مدينة البحيرة وهو فى طريق عودته الى بلدته .

ففهمت حينها لماذا التزم الصمت ، ولم يشارك برأيه فى الحوار الدائر بين مجموعة الشباب الواقفين على المحطة ، وطلبت منه الا يخبر أحدا بهويته حتى لا يتعرض للأذى وربما القتل .

هل يمكن أن تخبرنا عن موقف التيارات الإسلامية المختلفة من الثورة منذ بداية يوم 25 يناير تحديدا ؟

فى الحقيقة لم ألحظ أى تواجد لأى من التيارات الإسلامية منذ 25 يناير وحتى قبل التنحي بيوم بصورة رسمية فى الميدان باستثناء الإخوان المسلمون الذين شاركوا من أول يوم فى الثورة .

وهذه شهادة أشهد بها أمام الله يوم القيامة

وأنا لست من الإخوان ، الا أنى يوم 29 يناير التقيت الأستاذ منتصر الزيات والأخ عماد الدوح من تنظيم الجهاد ووقفت معهم دقائق وانصرفوا بعدها وبقيت أنا حتى آخر اليوم .

هذا يعنى ان أعضاء الجهاد كانوا متواجدين فى الميدان ؟
بالتأكيد لأني رأيت بعضهم فى الميدان باستمرار وهم شاركوا فى الثورة منذ البداية.

صف لنا الأجواء في هذه الفتره وانت تسير في الطريق ؟

شاهدت بعض الحرائق المشتعلة من نافذة القطار فى أماكن بعيده تعرفت على البعض منها ولم أستطع التعرف على الأخرى لأني كنت أرى النيران المشتعلة من بعيد .

ما الأماكن التي تعرفت عليها ؟

رأيت حريق ضخم أسفل كوبري إمبابة، ورأيت النيران مشتعلة فى مركز أوسيم ومركز منشأة القناطر وذلك أثناء عودتي بالقطار ليلا .

تستطيع أن تصف لنا شعور الناس فى قريتك تجاه الثورة بحكم أنها جزء من الريف المصري؟

فى الحقيقة الناس فى قريتنا لم يتحمسوا للثورة فى البداية وكان الناس دائما ما يتحدثون عن كون هذه المظاهرات مجرد زوبعة فى فنجان وأن النظام سيقضى عليها بسرعة ، لقد كان عامة الشعب مصاب بحالة من الإحباط ويأس من تغيير النظام أو حتى مجرد الإصلاح .

ماذا حدث معك بعد عودتك الى القرية فى تلك الليلة؟

عدت الى القرية فى الساعة الثانية عشرة تقريبا وأثناء مرورى فى الطريق الى البيت كان بعض الناس ينظرون الى بريبة وتوجس وكأنهم يقولون أنت كنت فى ميدان التحرير .

ولكني لم أعرهم أى اهتمام ولكن عند وصولي الى البيت وجدت تجمعا لبعض شباب العائلة من أقاربي وبمجرد أن رأوني تجمعوا حولي وبدأوا يسألوني عن الثورة وأحداثها المتسارعة .

وكنت أختصر فى الإجابة لأني مرهقا

وفجأة سألني أحدهم :أنت كنت فى ميدان التحرير ؟ فأجبتهم بنعم ، وعندها أخبرتني زوجة أخي أنها رأتني على شاشة الجزيرة أثناء صلاة العصر فى لميدان وأخبرتني أنها رأتنى وأنا أصلى بالمتظاهرين صلاة العصر فى الميدان هذا اليوم فأجبتها بنعم .

لقد كانت ثيا بى ملوثة ببعض الدماء وتفوح منها رائحة الغاز المسيل للدموع وبقع القار تنتشر عليها يعلوا وجهي بعض الغبار والسواد من أثر الأدخنة المتصاعدة فى الشوارع والمنبعثة من المباني المحترقة .

ما اللحظة التى تيقنت عندها أن الثورة سوف يكتب لها النجاح؟

عندما نزل الجيش إلى الشوارع .

لماذا كان ذلك يقينك ؟

لأن نزول الجيش يعنى أن النظام غير قادر على السيطرة وأن الشرطة عاجزة .

ماذا يعنى ذلك برأيك ؟

يعنى أن الشارع أصبح ملكا للشعب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.