تنسيق الجامعات.. كل ما تريد معرفته عن برنامج المعلوماتية الطبية بجامعة حلوان    «التضامن» تقر تعديل وتوفيق أوضاع 3 جمعيات في القليوبية وكفر الشيخ    المصرف المتحد سابع أكبر ممول لإسكان محدودي ومتوسطي الدخل ب3.2 مليار جنيه    وزير الإسكان: ملتزمون بتذليل العقبات أمام المطورين والمستثمرين    حقيقة استبعاد محمود تريزيجيه من مباراة بالميراس البرازيلي    «الداخلية» تقرر السماح ل42 مواطنًا مصريًا بالحصول على جنسيات أجنبية    أرق الصيف.. كيف تحمي نفسك منه؟    وزير الزراعة يفتتح ورشة العمل الأولى لتنفيذ استراتيجية إعلان كمبالا للبحث والتطوير الزراعي في أفريقيا    واشنطن بوست: إسرائيل توسع نطاق ضرباتها داخل إيران لتشمل أهدافًا غير نووية    المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: قطع الاحتلال للاتصالات والإنترنت جريمة مدروسة ومقصودة لعزل القطاع    رئيس «النواب» ينتقد تغيب وزيري المالية والتخطيط خلال مناقشة الموازنة: لا نقبل الأعذار    ميدو: الأهلي أضاع فرصة التأهل.. وزيزو غير جاهز بدنيًا    شوبير يكشف سبب تبديل زيزو أمام إنتر ميامي وحقيقة غضبه من التغيير    رئيس مجلس النواب يضع مجموعة قواعد لمناقشة مشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية    محافظ سوهاج يدعو المواطنين للإبلاغ عن وقائع الغش في امتحانات الثانوية العامة بالأدلة    اليوم.. محاكمة 29 متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية فى المقطم    في أول زيارة لماسبيرو.. "المسلماني" يستقبل هدى نجيب محفوظ قبل افتتاح استديو نجيب محفوظ    بعد أزمة تواجدها في العراق.. إلهام شاهين: أخيرا هنرجع مصر    قصر ثقافة أبو سمبل يشهد انطلاق برنامج "مصر جميلة" لاكتشاف ودعم الموهوبين    توقيع عقد ترخيص شركة «رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري»    الصحة: إصدار 19.9 مليون قرار علاج مميكن من الهيئة العامة للتأمين الصحي خلال عام    صحة الشرقية تطلق قافلة طبية بالمجان لأهالي العزازية ضمن المبادرات الرئاسية    وزير التعليم العالى: بنك المعرفة المصري تحول إلى منصة إقليمية رائدة    القبض على 3 متهمين بسرقة كابلات من شركة بكرداسة    الإعدام شنقا لجامع خردة قتل طفلة وسرق قرطها الذهبى فى العاشر من رمضان    الدخول ب 5 جنيهات.. 65 شاطئًا بالإسكندرية في خدمة المصطافين    السيسي لا ينسي أبناء مصر الأوفياء.. أخر مستجدات تكريم الشهداء والمصابين وأسرهم    انخفاض الطماطم.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    أحمد السقا يرد برسالة مؤثرة على تهنئة نجله ياسين بعيد الأب    خلافات زوجية في الحلقة الثالثة من «فات الميعاد»    شام الذهبي تطمئن الجمهور على نجل تامر حسني: «عريس بنتي المستقبلي وربنا يشفيه»    حكم الصرف من أموال الزكاة والصدقات على مرضى الجذام؟.. دار الإفتاء تجيب    معلق مباراة الأهلي: الحماس سبب تريند «تعبتني يا حسين».. والأحمر كان الأفضل (خاص)    أسعار النفط تقفز وسط تصاعد المخاوف من تعطل الإمدادات    مستقبل صناعة العقار في فيلم تسجيلي بمؤتمر أخبار اليوم    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    موريتانيا.. مظاهرات منددة بالعدوان الإسرائيلي على إيران وغزة    الاثنين 16 يونيو 2025.. البورصة المصرية تعاود الارتفاع في بداية التعاملات بعد خسائر أمس    مستشار الرئيس للصحة: مصر سوق كبيرة للاستثمار في الصحة مع وجود 110 ملايين مواطن وسياحة علاجية    ترامب يصل إلى كندا لحضور قمة مجموعة السبع على خلفية توترات تجارية وسياسية    استكمالا لسلسلة في الوقاية حماية.. طب قصر العيني تواصل ترسيخ ثقافة الوعي بين طلابها    حالة الطقس اليوم في الكويت    أحمد فؤاد هنو: عرض «كارمن» يُجسّد حيوية المسرح المصري ويُبرز الطاقات الإبداعية للشباب    الرئيس الإيراني: الوحدة الداخلية مهمة أكثر من أي وقت مضى.. ولن نتخلى عن برنامجنا النووي السلمي    إيران تنفذ حكم الإعدام فى مدان بالتجسس لصالح إسرائيل    انتصار تاريخي.. السعودية تهزم هايتي في افتتاحية مشوارها بالكأس الذهبية    تضرر شبكة الكهرباء فى وسط إسرائيل بسبب الضربات الإيرانية    مدرب بالميراس يتوعد الأهلي قبل مواجهته في مونديال الأندية    "عايزة أتجوز" لا يزال يلاحقها.. هند صبري تشارك جمهورها لحظاتها ويكرمها مهرجان بيروت    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    كريم رمزي يكشف تفاصيل جديدة عن توقيع عقوبة على تريزيجيه    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    إيران تعلن اعتقال عنصرين تابعين للموساد الإسرائيلى جنوب طهران    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار 18 يوما من الگفاح ولحظات اليأس والفرح
د . صفوت حجازي.. شاهد علي الثورة : غباء النظام البائد.. أعاد الحياة للثورة مرة أخري لو قامت الثورة تحت رعاية فصيل أو حزب واحد.. لعارضتها باقي الفصائل وأسقطتها


د . صفوت حجازى فى حوار مع »أخبار اليوم«
مر عامان علي ثورة 25 يناير المباركة.. ولازالت ذكريات هذه الأيام مليئة بالأحداث والمفارقات التي لم تكشف عنها الأيام حتي اليوم.. ولان ثورة 25 يناير يعتبرها البعض أول ثورة مصرية شعبية حقيقية.. فإن هذا التخصيص يمنحها امتيازات خاصة في قلوبنا وعقولنا، ويدفع فضولنا إلي الغوص في شريط الذكريات لمعرفة المزيد من أسرارها. ولن يستطيع أن يبوح بهذه الأسرار سوي من عاش غمار أحداثها، وعايش أبطالها الحقيقيين، الذين تعرضت حياتهم للخطر في وقت كان الآخرون يناضلون داخل ستوديوهات الفضائيات المكيفة. والدكتور صفوت حجازي أمين عام مجلس أمناء الثورة وفارس الميدان كما كان الشباب يطلقون عليه كان واحدا من هؤلاء الذين عاشوا في الميدان 18 يوما حتي جني مع باقي الثوار ثمرة كفاحهم يوم أن أعلن عن تنحي الرئيس السابق.. نعم.. انها لحظات القلق والرعب واليأس والفرح.. فماذا قال الدكتور حجازي عنها؟
في الذكري الثانية للثورة .. هل كنتم تتوقعون قيام الثورة في هذا التوقيت؟
لا أظن أن أحدا في مصر كان يتوقع قيام تلك الثورة، والذي يزعم ذلك اعتقد أن كلامه يجافي الحقيقة تماماً.. ما حدث يوم 25 يناير كان مجرد احتجاجات ضد ممارسات الشرطة القمعية ورفض مشروع التوريث الذي كان يعد لصالح جمال مبارك ورفض مجلس الشعب المزيف 2010 والمطالبة باقامة انتخابات حرة نزيهة فقط لا غير ولذلك لم يتخيل أحد أن يصل الأمر لهذا الحد.
متي كنت تتوقع قيام الثورة إذن؟
لم تحدث في مصر ثورات شعبية حقيقية ما عدا ثورة القاهرة الأولي ضد نابليون والحملة الفرنسية. فثورة 23 يوليو كانت ثورة عسكر، وكذلك ثورة 19 لم تكن ثورة بقدر ما كانت غضبة شعبية ضد النظام الملكي وكذلك الثورة العرابية لم تكن ثورة وكانت حركة أو احتجاج عسكري من رجل جيش ولم تنجح أيضا ولذلك في رأيي أن ثورة 25 يناير 2011 تعتبر أول ثورة شعبية حقيقية في مصر.
من هو الأب الشرعي للثورة؟
أكدت من قبل أن هذه ثورة صنعها الله.. فشعب ظلم واشتد الظلم عليه ثار علي من ظلمه ونصره الله.. ولا يستطيع أحد.. لا شخص ولا فصيل ولا حزب أن يقول إنه صانع هذه الثورة وأنه قائدها فهي ثورة كل المصريين.. الظلم هو الذي اشعل هذه الثورة وأنا لا أري لهذه الثورة قائدا ولا زعيما وهذه ميزة من ميزات ثورة 25 يناير ومن نعم الله أنه لا توجد فئة فجرت الثورة لاننا لو قلنا ذلك ستبادر الفصائل الأخري باعلان معارضتها لتلك الثورة بل وقد تقف ضدها فشرارة الثورة انطلقت من جميع أطياف الشعب المصري .
كنت من رموز الميدان خلال الثورة فهل لك ان تصف لنا بانوراما أحداث 18 يوما قبل التنحي؟
هذه الأيام هي لحظات فارقة في تاريخ الأشخاص وفي تاريخ الأمة كلها.. فقد كانت الأحداث في بداية الثورة تجري بدون ترتيب أو تنسيق، بل هي أشبه بالفعل وردة الفعل، وكنا نتعجب كيف تسير الأمور، وكذلك نتائجها.. لم نكن نتوقعها وإذا أردت أن أتكلم عن البداية الحقيقية للثورة المصرية فهي في رأيي كانت مساء الجمعة 28 يناير 2011 فيما عرف بعد ذلك بجمعة الغضب خاصة بعد الساعة 12 ليلا وكانت كمية الدماء التي اسيلت في تلك الليلة تفوق الوصف.. وأنا شخصيا اعتقد أن ذلك اليوم هو بداية الثورة الحقيقية.. وقد كان رد فعل النظام والداخلية السييء هو السبب الرئيسي في نجاحنا.
كيف رأيت يوم 28 يناير؟
لم يكن أحد أبدا يفكر في الصدام مع الداخلية ولكن الله سبحانه وتعالي أراد النجاح لهذه الثورة المباركة.. ففي يوم 28 يناير.. كنت أصلي في مسجد النور بالعباسية وكنت متفقا مع الشيخ حافظ سلامة أن نصلي معا هناك ثم فوجئنا بعد ذلك بأنهم أغلقوا الشارع المؤدي إلي الكاتدرائية وأغلقوا الشارع الآخر المؤدي إلي شارع رمسيس وكان في مخططنا التظاهر عند المسجد واذا تزايد المتظاهرون سنخرج إلي ميدان التحرير.. ولكن رد الفعل السييء من النظام أعطي وقودا للثورة لذلك نزل الشعب المصري يوم 29 يناير إلي الشارع باعداد أكثر مما نزلت يوم 28 يناير.. لأن الناس تعاطفت مع المتظاهرين في الشوارع بعد رد الفعل العنيف من الشرطة في كل ميادين مصر فتصاعد الغضب من الشعب وقرر نزول الشوارع.
وبالفعل ازدادت اعداد المتظاهرين واستمرت المسيرة من شارع الجيش حتي وصلت شارع بورسعيد وكانت المسيرة ضخمة جدا وعندما بدأ الأمن يضربنا في شارع بورسعيد بقنابل الغاز وزاد عدد المصابين لم يكتف سكان الشارع بموقف المتفرج من الشرفات ونزلوا فورا إلي الشارع والتفوا حولنا .
في هذه اللحظات الصعبة.. هل من مشاهد ايجابية رأيتها في هذا الظرف الصعب؟
هناك مشهد لم ار مثله في حياتي.. فقبل أن نصل إلي الميدان كان الأمن قد انهار تماما.. رأيت الشباب الطاهر وهو يحمي عساكر الأمن المركزي الذين كانوا يضربونهم منذ لحظات وهم مختبئون في مداخل العمارات خوفا من بطش الغاضبين لدرجة أن بعض الشباب خلع السويتر الذي كان يرتديه وأعطاه للجندي ليلبسه من أجل ألا يتعرض له أحد بزيه الرسمي وآخرون قاموا باسعاف من اصيب وساعدوه علي الهرب.. ولم أر أي مدني يمسك بعسكري ليضربه أبدا. لدرجة أن أحد الشباب كان يحمل عسكريا لاسعافه وكان غارقا في دمائه وكان هذا الشاب مصابا بجرح عميق بالكتف طوله 10سم ولم يكن يدري بذلك ولم يحس بالألم من كثرة انشغاله بانقاذ عساكر الأمن المركزي المخنوقين بالغاز.
هل كان تحرك قوات الأمن المركزي التي تطلق النار عشوائيا بعد انهيار الأمن أم كان مخططا له؟
كان عندنا خبر بأن حبيب العادلي موجود بوزارة الداخلية وكل القيادات وأمن الدولة كانوا موجودين معه .. وضرب النار استمر من داخل الوزارة ومن فوق أسطحها إلي يوم السبت ليلا ونحن كان كل همنا يوم السبت أن نمنع الشباب من أن يذهبوا إلي الوزارة في ذلك اليوم خوفا عليهم من الرصاص.. كمية الدم والأشلاء التي كانت موجودة في هذا اليوم بميدان التحرير لا يمكن أن يتصورها أحد إلا من شاهدها. وعندما بدأ الناس في التوافد يوم السبت ليشاهدوا أشلاء الثوار والمنظر الدموي بدأوا يتجهون مباشرة إلي وزارة الداخلية.. ونحن في ميدان التحرير لم نعلم بانهيار الأمن والشرطة إلا يوم السبت ظهرا وبالتالي ما كان يحدث في ميدان التحرير يوم الجمعة أن وزارة الداخلية كانت تقتل المتظاهرين لابعادهم عن التقدم .
الدعم اللوجيستي
كيف تم تدبير المأكل والمشرب لهذه الأعداد الغفيرة خلال الثورة؟
ابتداء من الساعة الثانية ليلا يوم الجمعة بدأنا نشعر بالتعب والجوع واحتياجنا للأكل ومن هنا بدأت الفكرة فوجدت من يقف بجانبي ويسألني يا دكتور هل أنت جائع فقلت له نعم ولكني أحرجت أن أفصح عن ذلك وايضا ما معي من نقود لن يكفي كل الموجودين حولي.. فقال أعطني ما معك من نقود ومن هنا جاءت الفكرة بدأ كل من معه نقود يستخرجها وذهبت مجموعة إلي مخبز قريب واشتروا لنا الأكل والشرب.. وبعد ذلك ظهرت الحاجة لتكوين تنظيم لوجيستي ليتولي إدارة شئون الميدان من ناحية الامداد والتموين فتم تكوين فرق محددة مثلا بلال حامد ومعه مجموعة كانوا مسئولين من ناحية الإمداد والتموين .
وكان إبراهيم عبدالسميع مسئولا عن توفير البطاطين بكميات هائلة لا نعرف من أحضرها فخلال ال18 يوما لم يكن لأحد فضل علي الآخر كان الجميع متكاتفا.
باختصار كانت الإمدادات تنهال علي الميدان من حيث لا ندري .. ثم يبدأ إبراهيم عجاج من الساعة 12 ليلا حملة النظافة بالميدان هو وفرقته .. وكذلك المستشفي الميداني د.خالد حنفي مسئول عن المستشفيات الميدانية.. أما أول منصة فكأنت عبرة عن كرسي بميكروفون .. بعد ذلك بدأت الرموز السياسية والفنانون يتوافدون علي الميدان وبدأنا نعلم أن الأمن انهار وهو الأمر الذي اعطانا شحنة كبيرة للبقاء.
الإخوان منذ البداية
كيف كانت علاقتكم بالميادين الأخري بالمحافظات؟
لم يكن هناك أي اتصال لنا بالمحافظات الأخري حتي يوم السبت 29 يناير فالاتصالات كانت مقطوعة .
يردد البعض ان الإخوان المسلمين لم يشاركوا في الثورة منذ بدايتها وانتظروا حتي تأكدوا من استمرارها؟
من يقول ذلك لم يعش الثورة ولم يرها حتي في التليفزيون.. فأنا لست إخوانيا ولكنني أؤكد انني رأيت بنفسي يوم 25 يناير بعض الإخوان من الجيزة، والدقي بالتحديد وأنا أعرف رموزهم جيدا يسيرون في المظاهرات وأنا سألت يوم 25 يناير بعض قيادات الإخوان ماذا سيفعلون غدا.. أجابوني اننا قلنا للشباب أن من يريد النزول فلينزل لا نمنع ولا نأمر، وفي يوم 26 يناير اتصلت بأكثر من عشر قيادات إخوانية واكدوا لي انهم سيشاركون بقوة ونازلين التحرير.
وأنا رأيت د.محمد عبدالمقصود وهو من شيوخ السلفيين وحينما سألت عن هذا الأمر قال إن هذا باب من أبواب الخير ويجب أن نشارك وأنا سأشارك كذلك شارك الكثير من شيوخ السلفيين .
من الذي حمي الثورة؟
المصريون.. هم من حمي الثورة، من أول يوم حتي آخر يوم.. المصريون بكل طوائفهم.
ما رأيك في بعض الاتهامات التي وجهت إلي الإخوان خاصة من الفريق شفيق بأنهم هم من دبروا لموقعة الجمل وقتلوا الثوار؟
هذا الكلام كذب وافتراء.. وإلا فلماذا لم يذهب الفريق شفيق وغيره ليدلوا بشهاداتهم في المحاكم.. من يقول ذلك لا يفهم شيئا ولم يعش الثورة هذا كله كلام فارغ وأنا اتحدي من يثبت أي كلمة من هذه الاتهامات الباطلة.. نحن الذين عشنا الثورة في ميدان التحرير.. وكل هؤلاء كانوا موجودين في بيوتهم يتفرجون علي قتل الشباب بميدان التحرير وإذا قال الميدان كلمته .. فكلمته هي الصادقة.
ولا يستطيع أحد أن يقول إن الإخوان صعدوا علي أسطح العمارات.. فمن صعد إلي أسطح العمارات هم الثوار أيا كان انتماؤهم.. هناك واحد اسمه محمد عبدالجابر يعمل بمطعم آخر ساعة بوسط البلد اذهبوا إليه واسألوه وهو ليس من الإخوان وكان متواجدا فوق اسطح العمارات وكذلك اسألوا نوارة نجم واسألوا بهاء صابر، هؤلاء جميعا ليسوا من الإخوان وكانوا في الحدث.
وما رأيك في كلام اللواء الرويني الذي رواه الفريق أحمد شفيق من انكم الذين انزلتم القناصة بأوامركم من علي الأسطح؟
اللواء الرويني لم يقل هذا الكلام أبدا وأنا لم أقابل اللواء الرويني ولم يحدث بيني وبينه أي حديث بخصوص هذه الواقعة بالذات وما دار بيني وبينه كلام وحديث قبل هذه الواقعة وكان بخصوص رغبة الجيش في تحريك قواته من أمام المتحف في ظل تواجد اعداد كبيرة من الشباب .
ما أخطر أيام الثورة الذي شعرت فيه أن الأمور ستفلت منكم؟
يوم الثلاثاء أول فبراير قبل موقعة الجمل مباشرة حينما خطب مبارك خطبته الشهيرة التي قال فيها سأموت علي أرض مصر وأدفن فيها وهي الخطبة التي استدر فيها عواطف الشعب المصري واحدثت هزة كبيرة جدا للثورة لأن بعض الجماهير تعاطفت معه من داخل الميدان وخارجه وبدأ الناس يتكلمون بأنه لن يترك المنصب وكانت هذه أصعب اللحظات علينا وكنت أنا شخصيا أنام بعد الفجر تحت كوبري قصر النيل ولم أتمكن من النوم هذه الليلة وجلست أنا والمستشار محمود الخضيري ونتبادل الحوار وسط حالة من التعب والارهاق وقال المستشار محمود الخضيري جملة جميلة جدا عندما سألني : يا شيخ لو هجموا علينا في الصباح وقتلونا.. هل سنكون شهداء؟ قلت: نعم.. قال: إذن فلننم ويفرجها ربنا في الصباح.. فنمت يومها مطمئنا تماما وقلت للشباب نفس الجملة واطمأنوا جميعا وناموا ولولا رد الفعل الغبي من النظام الذي تمثل في موقعة الجمل ما كان أحد يعرف ماذا سيحدث للثورة والثوار.
كيف رأيت موقعة الجمل ؟
- الثورة ليست موقعة الجمل لا أحب أن اختزل الثورة في موقعة الجمل أبداً لقد كنا نقتل ونضرب في الميدان من يوم 28 يناير حتي 2 فبراير يوميا ولكن الذروة كانت يوم موقعة الجمل وأنا اعتقد أن الله سبحانه وتعالي ساق النظام لهذا الفعل المشين وغير الموفق لتعود للثورة روحها وحياتها من جديد وتنجح ومسحت التعاطف الذي اكتسبه النظام بعد الخطاب الاستعطافي الأخير.
تطهير القضاء البداية!
كيف تري مهرجان البراءة لجميع قتلة الثوار الآن.. وحكم النقض بإعادة محاكمة مبارك ومعاونيه وتقرير لجنة تقصي الحقائق.. هل هذه الأحداث تبشر باقتراب القصاص للشهداء؟
نحن عندنا قرابة الألف شهيد بعضهم مات في الميادين وبعضهم مات عند أقسام الشرطة ودعني أقول لك أن أكثر من 60٪ من آباء وأسر الشهداء الذين ماتوا في الميادين لا يريدون قصاصا ولا تعويضات ولم يأخذوا تعويضات أصلا وانتهت القضية بالنسبة لهم. ولن تكون هناك محاكمات شريفة وحقيقية إلا اذا تم تطهير القضاء، نعم أنا احترم القضاء واحترم أي حكم قضائي، ولكن لابد من تطهير القضاء مثله مثل جميع مؤسسات الدولة التي طالها الفساد خلال العصر البائد.. وأنا علي يقين كامل بأن هناك أدلة جديدة ومهمة ستدين أشخاصا بعينهم.. ولكن أخشي ما أخشاه أن تقع تلك الأدلة في يد قاض يتعمد طمسها .. ولذلك أنا أطالب الرئيس مرسي ومجلس القضاء الأعلي بسن قانون جديد لتطهير القضاء والسلطة القضائية.. ولابد من تخفيض سن المعاش للقضاة وأي قاض يبلغ سن ال60 سنة يحال للتقاعد فورا.. ولماذا يستثني القاضي من ذلك.. والغاء توريث القضاة لابنائهم .. أليس هذا من أهم الأهداف التي قامت من أجلها الثورة؟
مشهد تاريخي
كيف كان المشهد يوم التنحي؟
في هذا اليوم بدأنا نطالب الناس بالخروج إلي القصر الجمهوري نظرا للزحام الشديد في الميدان وزيادة حالة الاغماء وذهبنا سيرا علي الأقدام في أمواج بشرية كبيرة لم نشهدها من قبل .. وكانت الأعداد عند القصر أكثر من مائة ألف وقررنا وقتها أن نعتصم عند القصر حتي التنحي ولكني وجدت ضابطا من الجيش يناديني ويقول إهدأ لأن هناك خطاب سيذاع الآن.. واحضر الضابط تليفزيونيا وميكروفونا ووضعه علي الدبابة وأنا متوقع أن عمر سليمان لن يأت بجديد في هذا الخطاب.. وجلسنا نستمع الخطاب.. وأنا لم أسمع منه غير كلمة »تخلي« ولم أسمع الباقي من شدة الهياج والفرح وانفجرت في البكاء. وتعالت الهتافات: الشعب اسقط النظام.. واذا بهاني جرجس أحد شباب الثورة يشدني من رجلي ويقول يا دكتور قل لهم ليس الشعب الذي اسقط النظام ولكن قل لهم أن الله وحده اسقط النظام.
كيف تري يوم الجمعة المقبل ذكري الثورة؟
سيكون يوما عاديا جدا بإذن الله .. أما مسألة اسقاط الرئيس والدستور فهو كلام غير مقبول ومن الخيانة للشعب أن تسقط دستورا تم الاستفتاء عليه أو تسقط رئيسا اختاره الشعب.. الذي تفعله المعارضة في مصر الآن ليست معارضة.. هناك اناس يريدون أن يسقطوا محمد مرسي حتي ولو سقطت مصر وسواء اسقطوا محمد مرسي أو لم يسقطوه لن تسقط مصر.
نصيحة للألتراس
يوم السبت الحكم في مذبحة بورسعيد ماذا تنصح الشباب من الجانبين في هذا اليوم؟
رغم انني قلت إن القضاء تطرق إليه الفساد إلا أنني أنصح الجميع بأن يرضي بحكم القضاء أيا كان.. حتي وان كان ظالما لان من يظن أن الدماء ستحل أو تأتي بالقصاص هذا مخطيء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.