صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    فلسطين.. طائرات الاحتلال تنفذ غارات على مخيم البريج وسط قطاع غزة    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    طلاب الشهادة الإعدادية بالإسماعيلية يؤدون امتحان مادتي العلوم والتربية الفنية    الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات كثيفة شرقي مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    فرصة للشراء.. تراجع كبير في أسعار الأضاحي اليوم الثلاثاء 21-5-2024    مندوب مصر بالأمم المتحدة: العملية العسكرية في رفح الفلسطينية مرفوضة    تفاصيل طقس الأيام المقبلة.. ظاهرة جوية تسيطر على أغلب أنحاء البلاد.. عاجل    أحمد حلمي يتغزل في منى زكي بأغنية «اظهر وبان ياقمر»    وزير الصحة: 700 مستشفى قطاع خاص تشارك في منظومة التأمين الصحي الحالي    مساعد وزير الخارجية الإماراتي: لا حلول عسكرية في غزة.. يجب وقف الحرب والبدء بحل الدولتين    مفاجأة.. شركات النقل الذكي «أوبر وكريم وديدي وإن درايفر» تعمل بدون ترخيص    الصحة: منظومة التأمين الصحي الحالية متعاقدة مع 700 مستشفى قطاع خاص    وزير الصحة: العزوف عن مهنة الطب عالميا.. وهجرة الأطباء ليست في مصر فقط    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    اعرف موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة المنيا    محمود محيي الدين: الأوضاع غاية في التعاسة وزيادة تنافسية البلاد النامية هي الحل    أحمد حلمي يغازل منى زكي برومانسية طريفة.. ماذا فعل؟    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    هل يرحل زيزو عن الزمالك بعد التتويج بالكونفدرالية؟ حسين لبيب يجيب    «بيتهان وهو بيبطل».. تعليق ناري من نجم الزمالك السابق على انتقادات الجماهير ل شيكابالا    خط ملاحى جديد بين ميناء الإسكندرية وإيطاليا.. تفاصيل    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    مبدعات تحت القصف.. مهرجان إيزيس: إلقاء الضوء حول تأثير الحروب على النساء من خلال الفن    مصطفى أبوزيد: احتياطات مصر النقدية وصلت إلى أكثر 45 مليار دولار فى 2018    7 مسلسلات وفيلم حصيلة أعمال سمير غانم مع ابنتيه دنيا وايمي    سائق توك توك ينهي حياة صاحب شركة بسبب حادث تصادم في الهرم    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    الاحتلال يعتقل الأسيرة المحررة "ياسمين تيسير" من قرية الجلمة شمال جنين    التصريح بدفن جثمان طفل صدمته سيارة نقل بكرداسة    وكيل "صحة مطروح" يزور وحدة فوكة ويحيل المتغيبين للتحقيق    بعد ارتفاعها ل800 جنيها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي «عادي ومستعجل» الجديدة    وزير الصحة: 5600 مولود يوميًا ونحو 4 مواليد كل دقيقة في مصر    "رياضة النواب" تطالب بحل إشكالية عدم إشهار22 نادي شعبي بالإسكندرية    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    وزير الرياضة يهنئ منتخب مصر بتأهله إلي دور الثمانية بالبطولة الأفريقية للساق الواحدة    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    طبيب الزمالك: إصابة أحمد حمدي بالرباط الصليبي؟ أمر وارد    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    الدوري الإيطالي.. حفل أهداف في تعادل بولونيا ويوفنتوس    إجازة كبيرة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي؟.. مصطفى أبوزيد يجيب    إيران تحدد موعد انتخاب خليفة «رئيسي»    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    على باب الوزير    «حماني من إصابة قوية».. دونجا يوجه رسالة شكر ل لاعب نهضة بركان    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سعر الدولار والريال السعودي مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    مدبولي: الجامعات التكنولوجية تربط الدراسة بالتدريب والتأهيل وفق متطلبات سوق العمل    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصيدة نضال عمرها‏50‏ عاما‏(3-3)‏
زين العابدين فؤاد‏:‏ الثورة لن تفشل ومازلت متفائلا بقدرتها علي تحقيق أهدافها

لا نستطيع الإلمام بتاريخ الشاعر المناضل زين العابدين فؤاد كله بتفاصيله المتشعبة في هذه المساحة التي افردها الأهرام المسائي للحوار بكرم لان تاريخ زين يحكي ببساطة وش مصر.
الذي لا يستطيع حوار ان يرسم ملامحه فقد تشكلت في وعي الشاعر الكبير علي مدي خمسين عاما من الشعر والنضال في الشوارع والجامعة والسجون واينما ذهب زين
في أية بقعة من العالم حمل معه وش مصر بطينها العبقري ونيلها الذي ينتظر الوفاء من ابنائه‏.‏
زين العابدين قصيدة نضال طويلة تحتاج الي مجلدات طويلة وربما يكون العزاء أن حوار الأهرام المسائي معه سيكون بذرة الكتاب الذي سيتم إصداره قريبا عن مشواره الطويل بين الشعر والسياسة‏.‏
في هذا الجزء سنقفز علي الزمن وسنترك مرغمين قصته الكاملة في بيروت واليمن ونضاله الفني لتعليم الأطفال وسنترك قصة زواجه من جوسلين التي تعرف اليها بسبب اهتمامها البالغ بالقضية الفلسطينية والتي تحملت غيابه عنها عندما اندلعت ثورة يناير فقد كان مفترضا ان يسافر اليها حيث تعمل في كوسوفو في نهاية يناير من عام‏2011‏ ولكنه اعتاد إلغاء السفر وتمزيق تذاكر السفر والبقاء حيث تناديه الثورة ولذلك كان طبيعيا ان يبقي في الميدان يتلمس حلمه القديم وهو يتحقق ويكون علي اتصال يومي بجوسلين يحكي لها قصص الميدان التي كان يصورها ويرسلها اليها يوميا هنا قراءة لسفر الثورة تتحقق في كتاب زين العابدين فؤاد‏.‏
‏*‏ قلت في برنامج تليفزيوني في بيروت واصفا الثورة رأيت حلمي يتحقق أمامي فدخلت فيه كيف دخلت في حلمك؟
‏**‏ الثورة لم تبدأ يوم‏25‏ يناير فقط بل بدأت قبل ذلك بسنوات ففي عام‏2003‏ كانت هناك احتجاجات كبيرة ضد الغزو الأمريكي للعراق وموقف مصر الرسمي من هذا الغزو وفي عام‏2006‏ اندلعت احتجاجات شعبية ضد الغزو الاسرائيلي للبنان سرعان ماعادت الي الواجهة مع تظاهرات العمال في المحلة في عام‏2008‏ وفي السنوات الأخيرة برزت حركات كفاية و‏6‏ إبريل و‏9‏ مارس ضد القمع والفساد المستشري ورفضا لمشروع التوريث الذي كان يخطط له من في السلطة لنقل الحكم الي جمال مبارك وللأسف كان الاعلام مبتعدا عن تغطية هذه الاحتجاجات بل وكان يحاول تشويهها فظن الكثيرون ان البلد ماتت او سكتت لكن الحقيقة ان الثورة كانت موجودة فقد شهدت السنوات الخمس الأخيرة أكبر حجم من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية من الناشطين السياسيين والعمال والطلبة‏.‏
ولذلك عندما بدأت الثورة في‏25‏ يناير لم يفاجئني التوقيت فقد كنت اري الدعوة للتظاهر تصعيدا لشيء موجود لمسته وشاركت فيه وكانت المفاجأة فقط في اعداد المتظاهرين إذ لم يكونوا فقط من الناشطين المعروفين‏.‏
‏*‏ لماذا لم تكن هناك مفاجأة؟
‏**‏ كان الاضراب الناجح الذي نفذه المناضل النقابي كمال أبو عيطه وأسس علي أساسه نقابة مستقلة للعاملين في الضرائب العقارية نموذجا أو بروفة للثورة فقد نفذوا إضرابا نموذجيا في طريقة الحياة في الشارع خلال الاعتصام وكيفية مواجهة التفاصيل الصغيرة وكيف كان المعتصمون هم الذين يأخذون القرارات بديمقراطية كاملة وتلتزم بها قيادات الاعتصام كان هذا الاضراب عملا ثوريا بامتياز وقد تكررت التجربة في الثورة الكبري‏.‏
لم أفاجأ ايضا لان الحراك الشعبي كان كبيرا ومتشعبا فقد ثار القضاة وأساتذة الجامعات والطلبة والعمال والفلاحون وجاء تزوير انتخابات‏2010‏ لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير ولعب الاعلام دورا سلبيا في التعمية علي هذه الفاعليات‏.‏
‏*‏ هل هناك أمثلة علي اتهامك للإعلام؟
‏**‏ سأضرب لك مثالا من تظاهرة الملابس السوداء في الاسكندرية فقد دعت صفحة كلنا خالد سعيد لمظاهرة صامته يخرج فيها الشباب المحتجون علي الفساد والظلم إلي كورنيش الاسكندرية وهم يرتدون الملابس السوداء ويمتلئ الكورنيش علي امتداده كله بالمتظاهرين ثم تخرج الصحف المسماه قومية في اليوم التالي وتقول لنا ان‏20‏ شخصا نظموا مظاهرة بالاسكندرية علاوة علي وصفها المتظاهرين بالشرذمة او الفئات المندسة وهي الصفات التي لاحقتنا في الثورة
‏*‏ البعض يري أن ثورة مصر كانت ثورة رد فعل علي ماحدث في تونس؟
‏**‏ الدعوة للتظاهر تمت قبل أن تبدأ ثورة تونس فقد اختار الناشطون يوم‏25‏ يناير للتظاهر احتجاجا علي بلطجة الشرطة ووصلتني الدعوة للتظاهر في أوائل ديسمبر‏2010‏ وأنا خارج مصر وبالطبع كان اختيار ذلك اليوم يحمل رمزية عالية لأنه يذكر رجال الشرطة في عهد حبيب العادلي بشرطة اخري كان لها موقف وطني رائع في عام‏1951‏ عندما تصدت لقوات الاحتلال في الاسماعيلية‏..‏ شرطة طلعت من ممارسة ديمقراطية تؤمن بالمواطن والوطن تصيب وتخطئ لكنها شرطة وطنية تدافع عن الوطن وتستشهد في سبيله وشرطة أخري تستخدم الدين لإحداث فتنة طائفية وتفجر كنيسة القديسين‏.‏
ثم حدثت ثورة تونس فاكتسبت الدعوة زخما آخر والدليل علي ان ثورة مصر ليست رد فعل علي ماحدث في تونس ان سبعة مصريين أحرقوا انفسهم مثلما فعل بوعزيزي في تونس ولم يتحرك أحد لاشعال الموقف لأن التقليد لا يصلح في الثورات ماحدث في ثورتنا أن تظاهراتنا خرجت في مائة مكان وشارك فيها الجميع بمن فيهم الألتراس‏.‏
‏*‏ لكن البعض يذهب إلي ان مشجعي الكرة انضموا للثورة بعد نجاحها؟
‏**‏ أنا شاهد علي مشاركة جمهور الكرة المصري الألتراس في الثورة منذ اليوم الأول وأشهد أن أول شعار اجتماعي خرج في تظاهرات الثورة رفعه الألتراس فقد كان الكثيرون ينادون‏:‏ ياأهالينا انضموا لينا بينما قال الألتراس‏:‏ ياللي واقف ع الرصيف بكره مش هتلاقي رغيف‏..‏ وهذا يعكس وعيا حقيقيا بالواقع الاجتماعي علي العكس ممايشاع عنهم من أنهم شاركوا فقط لأن بينهم وبين الداخلية ثأرا وانا شاهد علي موقف هؤلاء وموقف نجم الكرة المعتزل نادر السيد الوطني والذي كان بمثابة زعيم لهؤلاء الشباب والأخ الأكبر لهم لما عرفوه عنه من مواقف وطنية‏.‏ ولا شك ان استشهاد مصريين في السويس مدينة الصمود كان سببا في اشتعال الموقف وخاصة يوم‏28‏ يناير وقد عرفنا بعد الثورة بايام ان شهداء سقطوا في اليوم الأول في المطرية ايضا وكان الاستشهاد هو الشرارة التي فجرت غضب المصريين جميعا فاندفعوا للمشاركة في التظاهرات وأري أن أهم مايميز ثورة يناير انها ثورة المواطن العادي الذي اكتوي بنار السلطة والذي فقد قريبا في العبارة أو حادث قطار الصعيد أو تعرض للأغذية المسممة أذكر انني قابلت مواطنا صعيديا في ميدان التحرير كان مشاركا منذ اليوم الأول ولا يقول شيئا فقط كان يجلس مستندا الي جدار وبعد أيام اقتربت منه وسألته‏:‏ ماالذي جاء بك الي هنا؟ فقال بلغة مكثفة عشان التالت يعيش فاستفسرت منه رغبة في الفهم فقال ابني الأول مات محترقا في حادث القطار والثاني مات غرقا في العبارة وعشان التالت يعيش لازم مبارك يمشي‏.‏
ومع الثورة تذكرت قصيدتي قصائد مباشرة التي اقول فيها‏:‏
يتعلم المطر
يعرف من الانسان
ويعلم الانسان
معني اتحاد الضعف في ساعة الخطر
وازاي بملايين النقط
يتفجر الطوفان
‏*‏ قلت إنك رأيت رفاقك القدامي في الميدان؟
‏**‏ منذ‏25‏ يناير وأنا أري وجوه الأبناء فأتذكر وجوه الآباء فقد رأيت كتيبة زكي مراد‏:‏ صفاء وصابرين ومحمد وصلاح وتذكرت الرفيق المناضل والصديق زكي مراد الذي فقدناه من ثلاثين عاما او اكثر ورأيت محمود أمين العالم‏:‏ ابنته المناضلة والمثقفة شهرت العالم وحفيدته سلمي رمضان وكتيبة المناضل الراحل عبدالحميد العليمي فقد رأيت ابنه زياد العليمي احد ابطال الثورة الحقيقيين وأرملته إكرام يوسف المناضلة الصحفية وتذكرت مع وجوههم وجوه المناضلين الراحلين أحمد عبدالله ومحمد السيد سعيد وغيرهم من ابطال الحركة الطلابية‏68‏ و‏72‏ رأيت اجيالا متعاقبة من الثوار وأبنائهم فعرفت أن مافعلناه منذ‏1968‏ كان حلما يتحقق الآن فدخلت فيه واستسلمت لايقاعه وغنيت مع الشباب لفؤاد حداد وصلاح جاهين وغني الشباب لي ماغناه لي الشيخ امام رأيت في الميدان الكثيرين من الرفاق القدامي الذين لا يتسع المقام لذكرهم جميعا واذكر منهم عبدالسلام الشهاوي ونصر حامد ابو زيد‏.‏
‏*‏ كنت في الميدان تحكي للشباب قصتين تكررهما بلا ملل الأولي قصة الميدان والثانية قصة عبدالحكم الجراحي؟
‏**‏ أنا عاشق للتاريخ‏..‏ وتاريخ مصر حلقات متكاملة ولميدان التحرير تاريخ طويل في النضال وهذا ماكنت أحكيه لأبنائي المتظاهرين في الميدان كنت أقول لهم أن ميدان التحرير شهد معارك شوارع في‏24‏ و‏25‏ و‏26‏ يناير في ثورة الطلاب عام‏.1972‏
وتاريخ الميدان طويل فقد كان اسمه ميدان الاسماعيلية نسبة الي الخديوي اسماعيل وفي ثورة‏1919‏ في الثامن من مارس خرجت مجموعة من النسوة المصريات الثائرات وخلعن البراقع وألقين بها في الهواء تعبيرا عن الحرية ومن يومها اكتسب الميدان اسم التحرير‏..‏
وقد حاول مبارك تغيير الاسم الي ميدان السادات لكن الشعب المصري احتفظ للميدان باسمه حتي جاءت لحظة الثورة لتؤكد للميدان جوهره الحر‏..‏ كنت أقول لشباب الثورة ونحن نغني مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر‏:‏ أنتم نتيجة للتراكم الكبير للثورة والوعي الذي بدأ منذ‏100‏ عام علي أيدي المبدعين العظام سيد درويش وطه حسين وطابور طويل من المفكرين والفنانين من امثال محمد عبده ونجيب محفوظ وأنتم تراكم ثورات الشعب المصري منذ عرابي وثورة‏1919‏ حتي الآن‏.‏ أما عبدالحكم الجراحي فقد كان طالبا مصريا استشهد في قصة درامية وهو يرفع علم مصر في احدي التظاهرات في الثلاثينات ضد الاحتلال البريطاني فعندما استشهد زميله عبدالمجيد مرسي في المظاهرات تقدم الجراحي وامسك بالعلم المصري فهدده الضابط الانجليزي اذا تحرك فانه سيطلق عليه النار فلم يستجب عبدالحكم وتقدم وسار‏13‏ خطوة وتلقي جسده‏13‏ طلقة ونقل للمستشفي حيث كتب بدمه قبل ان يموت خطابا الي رئيس الوزراء البريطاني يقول له فيه إلي المستر روح الشر رئيس وزراء إنجلترا أنا الشهيد عبدالحكم الجراحي قتلني أحد جنودكم الأغبياء وأنا أدافع عن حرية وطني‏..‏ عاشت مصر‏..‏ توقيع الشهيد المصري عبدالحكم الجراحي‏.‏
وقد كتبت قصيدتي الي عبدالحكم في يوم النكسة ربما لأتماسك وكنت احكي هذه القصة لابنائي الشباب لأعرفهم جزءا من تاريخهم لعب فيه الطلبة دورا بارزا ولا يزالون‏.‏
ماانتش أول واحد
ولا آخر واحد
ياحبيبي ياحباية عنقود شهدا
باكيت لك وباحس بروحي بتتاخد
وأنا في الأوضه
مش تحت الشمس علي الكوبري
مش وسط رصاص الضابط والعسكر
أنا في الأوضة بانهج‏..‏ باجري‏..‏ ارفع علمك
انا مش قادر أمسك قلمي
ارفع علمك
ماانتش أول واحد
ولا آخر واحد
يرفع علمي‏!‏
‏*‏ ماذا رأيت في الميدان من ثورة‏1919‏ ؟
‏**‏ رأيت روح ثورة‏1919‏ وجوهرها فلم يكن أحد يسأل في الميدان من المسلم ومن المسيحي‏..‏
‏*‏ هل تعني أن الدين كان غائبا عن مشهد الثورة؟
‏**‏ بالعكس كان الدين حاضرا بقوة ولكن بجوهره وقيمه النبيلة التي عكستها ثورة‏19‏ فالدين لله والوطن للجميع ولذلك كنت تري مسلما يتوضأ من يدي مسيحي ومسيحيين يحيطون بشباب مسلم يؤدي الصلاة ومسلمين يحمون صلاة يؤديها المسيحيون‏.‏
هكذا كان المصريون في وئام بين الصليب والهلال بحق وكانت هناك صلاة غائب علي أرواح شهداء المسلمين في حراسة المسيحيين وقداس للشهداء المسيحيين في حماية المسلمين‏.‏
حضر الدين بقوة في رجال الأزهر الشرفاء الذين رفضوا أن يدعوا لمبارك وحاشيته في المساجد وجاءوا للتحرير ليعلنوا تأييدهم للثورة وانضمامهم للثوار‏.‏
هذا ملمح أصيل من ملامح الشخصية المصرية المتدينة بعمق وتسامح وبساطة لا تتاجر بعلاقتها بربها وهذا ملمح افرزته ثورة‏19‏ التي ظهرت في ملمح آخر هو الغناء‏..‏
فثورة‏19‏ التي أنجبت لنا العبقري سيد درويش كانت حاضرة بقوة في الميدان كان الشباب يغنون لشادية وعبدالحليم وأم كلثوم لكن مغني الثورة الحقيقي الذي استعاده الشباب هو الشيخ إمام وكان لي شرف المشاركة في هذا الغناء بقصائدي ومن بينها الفلاحين واتجمعوا العشاق التي ينسبها الاعلام المسطح لشاعر غيري من دون علم‏.‏
اتجمعوا العشاق في سجن القلعة
اتجمعوا العشاق في باب الخلق
والشمس غنوة من الزنازن طالعة
ومصر غنوة مفرعة في الحلق
اتجمعوا العشاق في الزنزانة
مهما يطول السجن‏,,‏ مهما القهر
مهما يزيد الفجر بالسجانة
مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر؟
ولم يتوقف الغناء علي القديم فقط فقد برزت فرقة اسكندريللا التي يقودها احد افرازات النضال الفني في مصر في السنوات الاخيرة وهو المبدع حازم شاهين وتضم أبناء فؤاد حداد وصلاح جاهين وتقدم اغنيات الثورة في الشارع وبرز أحمد إسماعيل الذي يعيد تقديم الشيخ امام ويقدم نتاج المبدع الكبير فؤاد حداد وكان هناك ايضا رامي عصام الذي ولد في الميدان كمغن وغيره كثير من مغني الثورة فالشخصية المصرية التي تصلي وراء الشيخ مظهر شاهين خطيب الثورة هي التي تغني وراء عصام واسكندريللا وأحمد اسماعيل‏..‏
ولم يقتصر الفن علي الغناء فقد عكس الفنانون في الميدان روح الشخصية المصرية بسخريتها عبر لوحات الكاريكاتير‏.‏
‏*‏ كيف رأيت سلوك الثوار في الميدان؟
‏**‏ كان السلوك اليومي للمصريين في أيام الثورة قصيدة رائعة فلم تحدث حالة تحرش واحدة رغم وجود الملايين من الرجال والنساء والشباب بل تصرف الجميع بمنطق الاخوة ولم يشتك أحد من سرقة حافظته أو تليفونه وكأن المصريين أرادوا أن يثبتوا لأنفسهم أنهم متحضرون ويستحقون الحرية والديمقراطية‏.‏
كان هناك أكثر من‏50‏ الف معتصم في التحرير بشكل يومي يعيشون كل تفاصيل الحياة ومع ذلك لم تحدث مشكلة إن هذا الموقف الذي يراه البعض بسيطا يستحق التأمل والدراسة لأنه ببساطة موقف يعبر عن عبقرية المصريين‏..‏ كيف كانوا يأكلون ويشربون وينظفون الميدان كأنه بيتهم‏..‏ كان انتماء المصريين لأنفسهم ووطنهم وميدان التحرير درسا لافتا في إمكانية الثورة وأننا شعب سلمي متحضر عميق الرؤية متسامح‏.‏
‏*‏ وماذا رأيت من نضال‏68‏ في قلب ميدان التحرير؟
‏**‏ في‏68‏ رفعنا شعارا لافتا علي وعلي وعلي الصوت اللي هيهتف مش هيموت كان أحد شعارات الثورة‏..‏ في يناير أعدنا شعارات الاحتجاج الشعبي كلها منذ‏68‏ حتي الآن وكلنا نناضل من اجل الديمقراطية والتعددية بعد تأميم العمل السياسي في‏1954‏ وجدنا انفسنا ومعنا الشباب نستعيد المطالب نفسها بحثا عن ديمقراطية غائبة منذ‏60‏ عاما‏.‏
وكان تطور الشعارات في الميدان يعكس مراحل الثورة فقد بدأنا ياأهالينا انضموا لينا والمطالبة بإسقاط العادلي وإلغاء الانتخابات وطرد أحمد عز‏..‏ ومع تطور الثورة مع سقوط شهداء في السويس والمطرية بدأت الشعارات تنادي بإسقاط النظام الشعب يريد إسقاط النظام ولما لم يجد المتظاهرون ردا بدأت السخرية تعمل عملها في الشعارات وفيها كسر هيبة الرئيس واتهامه بالغباء وظهر شعار ارحل يعني إمشي ياللي مابتفهمشي وهو تطور ساخر اذا للمرة الأولي يطلع شعار وله ترجمة فورية وظهر الشعار الحاسم الذي يقرر عزل الرئيس هو يمشي مش هنمشي واللافت أن المشاركين في الثورة لم يرفعوا شعارا دينيا رغم كل الصلوات في الميدان وخاصة صلوات الجمعة التي تحولت الي مليونيات إيمانية إلا أن المصريين كانوا علي وعي رجل واحد إذ رفعوا شعارات وطنية تجمع وكانت معظم الشعارات ضد فساد الرئيس وحاشيته خاصة بيع الغاز لاسرائيل‏.‏
وعندما ظهر عمر سليمان في المشهد وحاول إنقاذ مبارك في لحظاته الأخيرة حاربته الشعارات لا مبارك ولا سليمان ياعملاء الأمريكان اي أن المصريين رفضوا التفاف النظام علي ثورتهم ومحاولة اجهاضها فكرة الخروج الأمن والحوار مع القوي الثورية وللأسف كان هناك من وافق علي الحوار مع سليمان إلا أن الميدان رفض بحسم اي حوار يستهدف إنقاذ مبارك لاتنفيذ مطالب الثورة ثم تحولت الشعارات الي خطاب ثوري وتحول الخطاب الي هدف الثورة الاساسي وهو عيش حرية وعدالة اجتماعية وهو الشعار الذي تبناه الجميع وهو من قيم اليسار التي لا تتناقض مع القيم الاصيلة في الاسلام والمسيحية‏.‏
‏*‏ متي بدأت الثورة تخسر إيقاعها؟
‏**‏ عندما عاد الدين الي الطقوس بعيدا عن الجوهر وظهر السلفيون الذين لم يشاركوا في الثورة إطلاقا بل كانوا ضدها وضد مايسمونه الخروج علي الحاكم وبعد نجاح الثورة شاركوا في محاولة كسر روح ميدان التحرير وبدأوا في رفع شعار إسلامية إسلامية وبعد أن كنا نقول مسلم ومسيحي إيد واحدة بدأ انفصال مافي نسيج الشعب‏.‏
‏*‏ وهل انت ضد الشعار نفسه؟
‏**‏ لسنا ضد الاسلام فهو مكون اساسي من مكونات الشعب المصري ولسنا ضد الدين كدين ولكننا ضد فرض تفسير واحد للدين علي الجميع‏.‏ الثورة جمعتنا‏,‏ والدين كان أحد أسباب هذا التجمع‏,‏ فلماذا نسمح لهؤلاء أن يفرقونا باسم تفسيرهم الضيق للدين‏.‏
‏*‏ وماذا عن الأخوان؟
‏**‏ في البداية لم يشارك الإخوان المسلمون في الثورة‏,‏ ولكن للأمانة شارك بعض شباب الإخوان كمواطنين مصريين في الأيام الأولي بعدما رفضت الجماعة كتنظيم المشاركة في الثورة‏,‏ ولكنها بعد‏28‏ يناير بدأت المشاركة‏.‏ ولاشك أنها استفادت تماما من المشاركة‏,‏ فقد نجحت في إنشاء حزب سياسي هو الحرية والعدالة‏...‏ وعندما تنشئ حزبا فإنك تلعب سياسة لا ثورة‏,‏ وتبدأ في الكلام عن الإصلاح لا التغيير‏.‏
‏*‏ لماذا ظهرت صورة عبدالناصر بقوة في تظاهرات التحرير؟
‏**‏ تعرف أني ضد سياسة عبدالناصر‏,‏ وتعرف أن لي موقفا منذ بداية مشواري مع الشعر والسياسة لكني أفهم أن رفع صورة عبدالناصر تعكس موقفا وطنيا من الرجل‏.‏ فالمتظاهرون في التحرير من غير الناصريين رفعوا صورة عبدالناصر لسببين أساسيين‏..‏ الأول أنه رجل الوطنية المصرية ضد الاستعمار‏,‏ والثاني أنه رجل الفقراء‏.‏ فهو الذي بني السد العالي وأنشأ القطاع العام الذي أنقذ الاقتصاد المصري ووفر مجانية التعليم‏,‏ ولذلك رفع المصريون صورته‏,‏ لأنه عندما مات عبدالناصر لم يترك ثروة سبعين مليارا كتلك التي هربها مبارك‏.‏
‏*‏ لكن البعض رأي في ذلك نغمة يسارية تعيد إنتاج الماضي المليء بالأخطاء؟
‏**‏ من قال لكم إن اليسار حكم مصر خلال الستين عاما الماضية‏,‏ إن ماحدث رغم قوانين يوليو المسماه اشتراكية هو في أفضل صورة رأسمالية دولة‏,‏ ولذلك ليس اليسار في موقع الدفاع عن تهمة الماضي لأنه لم يحكم مصر ولم يتسبب في غياب الديمقراطية ولم يتسبب في النكسة‏,‏ بل ظل قابضا علي جمر الثورة منذ الستينات حتي الآن‏,‏ ولم يرفض أن يكون مع الجميع‏,‏ بل امن بتحالف القوي السياسية من اجل اسقاط النظام‏.‏
‏*‏ نعود لسؤال ماذا حدث للثورة؟
‏**‏ بعد تنحي مبارك لم نتفق علي مرحلة مابعد مبارك‏,‏ وظهر السلفيون كما أسلفت وظهر الاستفتاء الذي قسم الأمة بين نعم ولا‏,‏ وبرزت فيه دعايات دينية علي أساس أن التصويت بنعم سيدخلك الجنة‏,‏ والتصويت بلا سيدخلك النار‏.‏ ومنذ هذا الاستفتاء لم تعد كتلة الثوار موحدة والفضل في ذلك للمجلس العسكري ومن دعمه وتحالف معه‏.‏
‏*‏ ولكنك أعربت دائما عن تفاؤلك بالاستفتاء؟
‏**‏ كنت ولازلت متفائلا بالثورة وفي الاستفتاء كان تفاؤلي الشديد منبعه أن الشعب خرج من سلبيته وقرر المشاركة في العمل السياسي للمرة الأولي منذ‏1954,‏ وهذا مكسب كبير للثورة‏.‏ صحيح أن نتيجة الاستفتاء جاءت مخيبة للآمال إلا أن المشاركة الشعبية كانت مكسبا لايمكن تجاهله‏.‏
‏*‏ ولماذا تصر علي التفاؤل؟
‏**‏ لأن الشعب كسر حاجز الخوف‏...‏ صحيح أنه لم يسقط النظام كله بعسكريته ومنهجيته السلطوية‏,‏ لكنه أسقط خوفه من الفرعون وألغي مشروع التوريث‏,‏ وعرف الطريق إلي التحرير ميدانا وفكره وحلما‏.‏
‏*‏ لكن الثورة فشلت بعد ذلك؟
‏**‏ أختلف معك ومع كل المتشائمين فالثورات لم تفشل بل تعثرت خطواتها‏,‏ وعمل المجلس العسكري والإخوان والسلفيون علي كسر روح يناير لكن الثورة لاتزال موجودة لأننا اجبرنا بالمليونيات الاولي المجلس العسكري علي وضع مبارك وأولاده في السجن‏,‏ وأجبرناه علي محاكمتهم وسنجبر الجميع علي القصاص لأرواح الشهداء وسنجبر الجميع علي استكمال الثورة لتحقيق أهدافها‏.‏
في الغربة طالني من صريخ امي حجر
خشوا العساكر يابني في اخرام الببان
لموا ماسبواليك اثر
فاتو العساكر ع السما لموا النجوم داروا القمر
فاتو العساكر عالغيطان مفضلش في السكة شجر
قالوا ياترجع تنحني وتبوس كلام بيزوقوه
ياتموت بعيد من غير كفن
ولو تموت يخفوا البدن ويتوهوك
اركع لهم ياابني وهات الخير وعود
الخير ياامي في البلد ملو البلد
والخير في قلبي بس مش هركع لحد
‏*‏ علي ذكر الشهداء من أكثرهم تأثيرا في نفسك؟
‏**‏ كل الشهداء‏..‏ لكن مينا دانيال والشيخ عماد عفت لهما تأثير خاص فقد كانا مشاركين دائمين في الثورة واستشهدا وهما يبتسمان‏,‏ لأنهما كانا مؤمنين بالوطن الواحد للجميع‏.‏
وأذكر أني تعرفت علي مينا دانيال يوم موقعة الجمل‏,‏ وأذكر أنه منعني من المشاركة في التصدي للبلطجية قائلا أنت ثروة وطنية‏,‏ لأنك كتبت يوما مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر يومها بكيت وبكيت أكثر عندما عرفت باستشهاده في تظاهرات ماسبيرو وكنت وقتها خارج مصر فكتبت له قصيدة قصيرة سميتها الفراشة لأنه كان يشبه الفراشة‏.‏
اقطف يا مينا وردة الجنة
واحضن جسد حمزه الصبي المقتول
ولف زينب بنت قانا بالعلم
واسأل الدرة الفلسطيني محمد
كان شكله إيه القاتل
ويفرق إيه عن اللي قتلك يامينا‏.‏
أما الشيخ عماد فيمثل روح التدين المصري الأصيل وكان رحمه الله حاضرا منذ الايام الاولي للثورة رغم انتمائه للمؤسسة الدينية الرسمية‏.‏
‏*‏ في التحرير يقول البعض انك نسيت الشعر وأمسكت الكاميرا؟
‏**‏ لم أنس الشعر‏...‏ لقد منحني التحريرفرصة أن أقرأ قصائدي القديمة أمام‏50‏ ألف مواطن‏,‏ وهذا فرح خاص ولحظة لاأنساها‏.‏ كما أن شعري الذي كتبته في أواسط الستينات كان حاضرا بقوة في الميدان وكأنه كتب للحظة الثورة‏.‏ ولازلت أكتب‏..‏ أما حكاية الكاميرا فهي أنني أريد أن أرصد كل شيء في الثورة‏,‏ كل التفاصيل خطوات الأقدام‏..‏ لغة الأيادي والوجوه‏..‏ ربما أستطيع أن أكتبها يوما في نصوص‏,‏ فالثورة قصيدة تتشكل يوما بعد يوم‏....‏ وسأكتبها أو أعيشها‏.‏
‏*‏ وماذا عن الفن ميدان؟
‏**‏ انه نضالنا بالفن ضد القبح وضد الفساد وضد التسلط ايا كان شكله ولونه وانتماؤه بالفن نقاوم تقسيم مصر وتقزيمها ونقدم المبدعين في كل مصر من اسوان حتي الاسكندرية ونحن نعبر عن ائتلاف الثقافة المستقلة المؤمنة بالابداع المصري‏.‏


إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.