أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان على ضرورة نجاح الديمقراطية في المنطقة العربية وإشراك الاقليات من الطوائف كافة في إدارة الشأن السياسي في هذه الديمقراطيات الحديثة وليس على قاعدة العدد بل على قاعدة الحضارة والقيم التي تحملها هذه الاقليات. واعتبر سليمان - في كلمة له خلال لقائه اليوم الأربعاء أعضاء السلك القنصلي في لبنان بمناسبة العام الجديد - أن الأوضاع في المنطقة أثرت بشكل سلبي على الاقتصاد اللبناني الذي واجه صعوبات كبيرة بسبب الأحداث الإقليمية ، إضافة إلى التوتر الأمني الذي حدث داخل البلاد ، إضافة إلى جزء أكبر بسبب ارتدادات الأزمة المالية العالمية التي ضربت أوروبا وبعض الدول.
وأشار سليمان إلى ملف قضية النازحين السوريين إلى لبنان ، موضحا أن الحكومة تولت استقبال النازحين خصوصا وأن لبنان من واضعي شرعية حقوق الانسان ووفقا لحسن الجوار والتقاليد العربية لا يستطيع رفض لاجئ خائف أو جائع أو مريض أو مصاب.
وأكد أن الحكومة تحاول أن تؤمن المستلزمات لايوائهم لكن الوضع أصبح ثقيلا على القدرة اللبنانية مما يفرض معالجته لذلك وضع خطة لمواكبة استقبال النازحين ترتكز على ضبط عمليات النزوح وتأمين التمويل لتلبية حاجات النازحين والتواصل والحوار مع الدول القادرة الشقيقة والصديقة لاستيعاب الاعداد التي تفوق قدرة لبنان.
وشدد الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان على ضرورة استمرار الحوار الوطني بصرف النظر عن الموقف من الحكومة، وقال إن أي فريق كان ضد الحكومة ووجد أنه لا تستحق أن تحكم فإن ذلك يعتبر سببا إضافيا يدفع إلى المشاركة بالحوار.
ولفت سليمان إلى أن الحوار أسفر عن نتيجتين مهمتين هما "إعلان بعبدا" الذي ينص على حياد لبنان عن تداعيات الأزمات والمحاور في العالم ماعدا القضية الفلسطينية وأعطى أيضا التصور الاستراتيجي بحيث أصبح هناك وللمرة الأولى ورقة فعلية تنص على المخاطر التي تحيط بلبنان نتيجة المخاطر الإسرائيلية على الأرض والطمع بالمياه والنفط اللبناني ومخاطر الإرهاب والسلاح المنتشر في الداخل.
ودعا سليمان إلى تأمين المستلزمات للجيش اللبناني لتنفيذ هذه الاستراتيجية مع الاستفادة من سلاح المقاومة من الآن وإلى أن يتم تأمين المستلزمات للجيش ، وذلك بهدف دعم الجيش فقط ضد أي اعتداء على الأراضي اللبنانية وفقا لحاجة الجيش ولقرار سياسي.
وعلى صعيد علاقة لبنان بالخارج ، أكد الرئيس سليمان استمرار هذه العلاقة كما كانت عليه من خلال مشاركته بالندوات العالمية واستقباله كبار الزائرين وزيارات التبادل مع الخارج على مستوى رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ووزير الخارجية والوزراء المختصين.