عندما ذهبت لسوريا أول مرة فى شعبان من السنة الهجرية الماضىة كنت لا أشك أن كتائب أحرار الشام والفجر وجبهة النصرة هم الكتائب السلفية التى تجاهد فى سوريا ، ربما هناك بعض الكتائب الصغيرة التى تنتمى للمنهج ولكنى لا أعرفها ، وكنت أسأل ما الفرق بين الأحرار والنصرة وكنت أجيب بأنه فى التطبيق العملى فقط وما كنت أظن غير ذلك وكنت أسمع من الشباب كثيرا رغم الإعجاب الصاعد لهم ولكن حماس الشباب وعاطفتهم الإسلامية لا تستشكل ولا تعترض على أى شئ ولو كان فى ظاهره مخالف لشرع الله . ودائما هم الجبهة الوحيدة التى بها مفتى أو شرعى فى كل منطقة وهذا مما يساعد على تقبل أى حكم طالما صدر من الشرعى والحقيقة أن السوريين يتقبلوا الشرع وكثيرا ما يأتينى عوام أو شبه عوام ويسألوا عن حكم الشرع ويقبلونه وينفذون ما يحكم به عليهم فسوريا لا شك أرض خير وبركة .
ذهبت إلى إدلب وحلب والرقة والأسئلة واحدة وتحير مع ميل إلى جبهة النصرة لم يكن هذا يزعجنى . إن تكفير الحكام المبدلين لشرع الله أمر يعرفه كل سلفى وأنا كنت أعتقد كفر محمد حسنى مبارك . وكل من يعرفنى يعلم ذلك حتى لم أكن أخفيه و أقوله لضباط أمن الدولة الذين لم أكن أرهبهم وبعضهم أحياء قلته لضابط الفرع وضابط السجن .
لكن شتآن بين من من يكفر بأدلة وتوفر الشروط وانتفاء الموانع وبين من لو اعتذر أحد عنهم بالإكراه أو التأويل لكان عذرا مقبولا . أمثال العلماء الأفاضل الذين أفتوا لمصر وأهلها بجواز المشاركة فى الإنتخابات مثل الشيخ العالم الربانى محمد شاكر الشريف والشيخ محمد عبد المقصود ، وإن كنت لم أوافقه فى احسانه الظن بالعسكر ولا بالدعاء لهم ، والشيخ العالم الجليل أبو اسحاق الحوينى والشيخ العلامة بقية السلف محمد اسماعيل المقدم والشيخ العالم الدى إذا رأيناه ذكرنا الله مصطفى العدوى وغيرهم هؤلاء القمم وبعضهم أعلن وأعلنا أن الديمقراطية كفر ولكنا سنستخدم آلياتها لدفع مفسدة وجلب مصلحة والأدلة معروفة ، وبدون دخول فى النقاش ، هؤلاء أجازوا الدخول فى الإنتخابات جهادا فى سبيل الله وسعيا لنصرة دين الله سبحانه وتعالى .
وقد أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لمحمد بن مسلمة أن يقول كفرا وأدن لعروة بن مسعود أن يتظاهر بالكفر ويظهر الموالاة لأعداء الله والرسول من اليهود والمشركين وأذن للحجاج بن علاط السلمى أن يكذب عليه ويظهر الكفر .
فى كل ذلك أذن وأقر إذ أنه علم ما فعلوه ولم ينكره .أقول هذه أدلتنا سواء اقتنعتم بها أم لا فهى أدلة قد تسمونها شبهات لا بأس ولكنها تمنع من التسرع بتكفير من يقول به ويسمى عذر التأويل والعلماء يخطأون ولا يكفرون ومنهج السلف أنهم يخطأون بعضهم ومنهج أهل البدع أنهم يكفرون بعضعهم بعضا . المهم كل ما ذكرت جعلنى أتعجب من قوم أرادوا الحق فضلوه والأمر كما قال ابن مسعود رضى الله عنه : وكم مريد للخير لم يبلغه .
فما يفعلوه يسمى غلو فى التكفير فالتكفير لمستحقه حكم شرعى وعندنا فى الفقه أحكام المرتدين وهذا من الدين . أنا مستعد للحوار وللدلالة على ما أقول لكن فى أخلاق البعض نفاق وفى سلوكه وألفاظه فسق وياللعارأن هؤلاء هم المدافعون عن الجهاد وأهله . إذا لم تتأدب بأدب الإسلام فكيف تدافع عنه تمسك به أولا ثم دافع ففاقد الشئ لا يعطيه .
والبعض اتهمنى بالعمالة والدخول عى ضباط أمن الدولة والإنبطاح وغير ذلك من التهم الجاهزة بل البعض اتهمنى بأنى أتعامل مع المخابرات ولا أجد إلا أن أقول : سبحانك هذا بهتان عظيم .ويعلم الله أننى حافظت على احترامى لنفسى فى السجن وقبله وبعده لم أدخل فى الشبهات والحمد لله ولا أجد إلا أن أقول : اللهم من اتهمنى بشئ من ذلك وكانت في _ و أنت تعلم أنى برئ منها اللهم فأنزل على لعنتك . اللهم ومن اتهمنى بشئ أنا منه برئ وأنت تعلم أنى برئ اللهم فالعنه وافضحه وأطل عمره وأطل فقره وعرضه للفتن .
سبحانك الله وبحمدك وحسبى الله ونعم الوكيل فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد .
** داعية سلفي
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه