اليوم، الإدارية العليا تبدأ في نظر طعون نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ 2025    لا اتفاق يلوح في الأفق بشأن معاهدة أممية لمنع النفايات البلاستيكية    زيارة مرتقبة لترامب إلى إسرائيل، تطور جديد بمفاوضات إسرائيل وحماس لوقف حرب غزة    ألمانيا ترفض خطط إسرائيل لبناء مستوطنات في الضفة الغربية    حكام مالي العسكريون يعتقلون جنرالين وآخرين في مؤامرة انقلاب مزعومة    بوتين يشيد بجهود ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا قبل قمة الجمعة في ألاسكا    شاب يتخلص من حياته ب"الحبة القاتلة" في الفيوم    تامر عاشور يشعل بورتو العلمين الجديدة في واحدة من أضخم حفلات صيف 2025    قبل عمرة المولد النبوي.. سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025    تراجع عالمي جديد.. سعر الذهب اليوم في مصر الجمعة 15-8-2025 وعيار 21 بالمصنعية    كم فوائد 100 ألف جنيه في البنك شهريًا 2025؟ أعلى عائد شهادات في البنوك اليوم    مفتي الجمهورية يستنكر التصريحات المتهورة حول أكذوبة «إسرائيل الكبرى»    تنسيق مغربي إسباني يحبط عملية تهريب دولية للكوكايين    بعد انتهاء مباريات اليوم .. تعرف علي ترتيب جدول ترتيب الدورى الممتاز الخميس 14 أغسطس 2025    محمد عباس يدير مباراة الزمالك والمقاولون بالدوري    ملف يلا كورة.. وداع منتخب اليد.. اكتساح مصر للسلة.. وقائمة الأهلي    موعد مباراة الأهلي وفاركو اليوم في الدوري المصري والقنوات الناقلة والمعلق    15.8 مليون جنيه حصيلة بيع سيارات وبضائع جمارك الإسكندرية والسلوم في مزاد علني    مصرع طالب في تصادم سيارة ودراجة بخارية بقنا    ليلة رعب بالقليوبية.. معركة بالأسلحة البيضاء تنتهي بسقوط المتهمين بالخصوص    بعد ظهور سحب رعدية.. محافظ أسوان يكلف برفع درجة الاستعداد بالمراكز والمدن    الحر يضرب بقوة ودرجة الحرارة تصل ل49.. حالة الطقس اليوم وغدًا وموعد انتهاء الموجة الحارة    خالد البلشي يستقبل الصحفي التلفزيوني عادل العبساوي في مكتبه    هشام عباس يحيي حفلًا كبيرًا في مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء 18 أغسطس    علاء زينهم: أعيش في سلام نفسي وتعلمت مواجهة التنمر بروح التحدي    تامر حسني: «نفسي أعمل حفلات في الصعيد والأقصر وأسوان والشرقية» (فيديو)    لا تتجاهل هذه العلامات.. 4 إشارات مبكرة للنوبة القلبية تستحق الانتباه    أول ظهور للفنانة ليلى علوي بعد تعرضها لحادث سير بالساحل الشمالي (فيديو)    لافروف ودارتشييف يصلان إلى ألاسكا حيث ستعقد القمة الروسية الأمريكية    بدرية طلبة تتصدر تريند جوجل بعد اعتذار علني وتحويلها للتحقيق من قِبل نقابة المهن التمثيلية    نفحات يوم الجمعة.. الأفضل الأدعية المستحبة في يوم الجمعة لمغفرة الذنوب    د.حماد عبدالله يكتب: الضرب فى الميت حرام !!    ما هو حكم سماع سورة الكهف من الهاتف يوم الجمعة.. وهل له نفس أجر قراءتها؟ أمين الفتوى يجيب    النيابة تصدر قرارًا بحق المتهمين بمطاردة فتيات على طريق الواحات    طريقة عمل سلطة التبولة بمذاق مميز ولا يقاوم    بيراميدز يخوض ودية جديدة استعدادا للمواجهات المقبلة في الدوري    من الأطباء النفسيين إلى اليوجا.. ريهام عبد الغفور تكشف ل يارا أحمد رحلة تجاوز الفقد    رسميًا ..مد سن الخدمة بعد المعاش للمعلمين بتعديلات قانون التعليم 2025    رسميًا الآن.. رابط نتيجة تنسيق رياض أطفال 2025 محافظة القاهرة (استعلم)    «هتستلمها في 24 ساعة».. أماكن استخراج بطاقة الرقم القومي 2025 من المولات (الشروط والخطوات)    «اللهم ارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم».. دعاء يوم الجمعة ردده الآن لطلب الرحمة والمغفرة    #رابعة يتصدر في يوم الذكرى ال12 .. ومراقبون: مش ناسيين حق الشهداء والمصابين    خالد الغندور: عبد الله السعيد يُبعد ناصر ماهر عن "مركز 10" في الزمالك    هترجع جديدة.. أفضل الحيل ل إزالة بقع الملابس البيضاء والحفاظ عليها    تناولها يوميًا.. 5 أطعمة تمنح قلبك دفعة صحية    تعرف على عقوبة تداول بيانات شخصية دون موافقة صاحبها    بالصور| نهضة العذراء مريم بكنيسة العذراء بالدقي    القوى الفلسطينية: نثمّن الجهود المصرية والقطرية ونطالب بوقف فوري للعدوان على غزة    ظهرت الآن، نتيجة المرحلة الأولى لرياض الأطفال بمحافظة القاهرة    "بعد اتهامها بتجارة الأعضاء".. محامي زوجة إبراهيم شيكا يكشف لمصراوي حقيقة منعها من السفر    طرائف الدوري المصري.. لاعب بيراميدز يرتدي قميص زميله    ستيفان مبيا: محمد صلاح كان يستحق الفوز بالكرة الذهبية في السنوات الماضية    وزير البترول يكلف عبير الشربيني بمهام المتحدث الرسمي للوزارة    القانون يحدد ضوابط استخدام أجهزة تشفير الاتصالات.. تعرف عليها    بعد موافقة النواب.. الرئيس السيسي يصدق على قانون التصرف في أملاك الدولة    لأول مرة بمجمع الإسماعيلية الطبي.. إجراء عملية "ويبل" بالمنظار الجراحي لسيدة مسنة    هل دفع مخالفة المرور يسقط الإثم الشرعي؟.. أمين الفتوى يجيب    درة تاج الصحافة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمود عزام عضو التكفير والهجرة السابق ل«الصباح»: أنا خال الظواهرى وهاجرت لليمن لإقامة الخلافة
نشر في الصباح يوم 25 - 11 - 2012

كنت عضوا فى «الإخوان» وتركتهم لأنهم اعتبروا «البنا» أمير المؤمنين
«أمن الدولة» خطفونى يوم زفافى ورفضت العمل معهم .. وكتابى " الولاء والبراء" سيكشف الكثير
قلت للقاضى «أنتم لا تحكمون بأمر الله» فعاقبنى ب10 سنوات
بعض الإخوة أصابهم الجنون فى المعتقل من شدة التعذيب
اشتهر عزام بأنه «الرجل الذى لا يهاب أمن الدولة» ولم يخف ما فعله حتى عندما هددوه بقطع رأسه، وهو ينتمى لعائلة عزام الكبرى التى تعيش فى الأردن والسعودية وترتبط بعلاقة مصاهرة مع عاهل السعودية الأسبق الملك فيصل، عزام قضى 10 سنوات من عمره داخل المعتقلات المصرية بعد اعترافه أمام القاضى بانتمائه لجماعة التكفير والهجرة التى أعلنت مسئوليتها عن قتل الدكتور الذهبى، وزير الأوقاف الأسبق الذى هاجم فكرهم بشدة.
محمود عبدالعزيز عزام، ولد فى قرية الإخصاص التابعة لحلوان عام 1948، ثم التحق بمعهد التعاون التجارى، وقبض عليه فى السنة الثالثة، بسبب انتمائه لجماعة التكفير والهجرة، يروى تفاصيل مشواره الطويل مع الجماعات الإسلامية فى مصر قائلا: كنت أنتمى منذ شبابى للطرق الصوفية، لكننى أنكرتها واستنفرتها، لأنها تأخذ من الشريعة ما تريد وتترك ما لا تريد، حسب الهوى، ثم التحقت بجماعة أنصار السنة ووجدتهم أيضا يتعاملون مع النصوص الشرعية حسب أهوائهم، حيث كنت أحضر دروس الشيخ المراكبى، لكنى وجدتهم لا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بما أمر الله، وإذا تحدثت عن الجهاد والسياسة فيكون الزجر والرفض هو رد فعل مشايخ أنصار السنة، وفى إحدى المرات دارت بينى وبين الشيخ المراكبى مناقشة ساخنة، عندما هاجم أصحاب اللحى فى أحد خطبه قائلا إنها مزيفة، فقلت له اتق الله يا شيخ فقد أمرنا الرسول بها، ولها نصوص قاطعة.. فسكت ولم يستطع الرد، لأنهم كانوا لا يتركون اللحى وغير ملتزمين بالدين والشريعة، وكان كل همهم الهجوم على الطرق الصوفية ومن يحضرون مولد السيد البدوى، لذلك تركتهم وتعلقت بالشيخ محمود خطاب، مؤسس الجمعية الشرعية، وحضرت دروسا دينية للشيخ المشتهرى، أحد كوادر الجمعية الشرعية، وتركتهم أيضا لأننى وجدتهم مثل غيرهم لا يلتزمون بما أمرهم الله.
انضممت للإخوان
فى بداية السبعينيات انضممت لجماعة «الإخوان المسلمون»، عقب إعدام سيد قطب، وكان جارى بشارع حيدر، الشيخ محمد قطب، الذى كانت شهرته بعد إعدام شقيقه كبيرة، لكنه كان بلا كاريزما، وكان الإخوان وقتها يعتبرون حسن البنا مثل أمير المؤمنين، وحضرت معهم بعض مجالسهم، لكننى لم يعجبنى أمرهم، حيث كانوا وقتها يضمون عددا من الفنانين والعمد والمستشارين لمجرد مناصبهم الدنيوية، ولكنهم لم يكونوا يطبقون الشرع أيضا، فهم يسعون فقط للسيطرة على الحكم بأى طريقة كانت دموية أو دعوية.
فى عام 1965 كان شكرى مصطفى، أمير جماعة التكفير، فى المعتقل مع سيد قطب والهضيبى، مرشد الإخوان، وغيرهم من الجماعات الإسلامية، وخرج شكرى لينتقد الانفصال بين الجماعات والتيارات الإسلامية على أشياء ليست لها أهمية كالاجتهادات، فبدأ تكوين جماعة التكفير والهجرة، وكان قصيرا ويطلق شعره ولحيته وهو أول من جعل النساء فى جماعة التكفير ترتدى النقاب كاملا، والرجال يطلقون لحاهم، ووجدته يأخذ بالدين كله وينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف ويقضى على الطواغيت ويجاهد فى سبيل الله لتطبيق الشرع ويأخذ بالأصول، وكنا نلتقى بأعضاء الجماعة فى شقق سرية بالمحافظات ولا نجتمع فى المساجد، لأنها كانت مراقبة من أمن الدولة، وفى هذا الوقت كان الرئيس السادات يترك الجماعات الإسلامية بحريتها ليستخدمها فى ضرب الشيوعيين، واتخذ شكرى خمسة مشايخ مقربين له فى جماعة التكفير ليكونوا هم مجلس شورته، وكان أشهرهم صفوت الزينى ومحمد الأمين، حيث كان شكرى يكبر الشيخ عزام ب10 سنوات وكان قريبا منه معنويا رغم أننى كنت أعارضه أحيانا فى الأصول أو إذا خالف المنهج، وبايعناه أميرا لجماعة التكفير، وحينها وضع منهجا للانضمام للتكفيريين وكان يصف جماعته بالمسلمين المؤمنين وكل من خارج الجماعة فهو كافر، حتى لو كان والدا لهم أو أما، وحينها كنت شابا متحمسا رغم أننى لم أكن دارسا بقدر كاف للعلوم الإسلامية، فاعترضت على منهج التكفير لكل المسلمين الذى وضعوه لعدم اقتناعى بمنهج التكفير، فكل مخطئ استحل الكبائر يكون كافرا حينها، وهو ما رفضته فى الجماعة لأنهم يكفرون مباشرة دون نقاش.
تصفية المعارضين لتوحيد الجماعة
ازدادت أعداد جماعة التكفيريين فى أنحاء الجمهورية، وأصبحت تضم الآلاف من المسلمين وصارت أقوى جماعة فى مصر حينها، وكان لا يجرؤ أحد أعضاء التكفير على أى فعل دموى من قتل أو خطف لأى «مسلم» إلا بعد إذن وموافقة شكرى، الذى أراد حينها تجميع كل الجماعات الإسلامية والتيارات السلفية تحت راية واحدة هى «جماعة التكفير والهجرة»، وكانت فكرة جيدة إلا أنه طبقها خطأ، فأرسل خطابا إلى عمر عبدالرحمن المسئول عن الجماعة الإسلامية والمفتى لجماعات الجهاد حينها، وأيضا إلى الشيخ عبدالله السماوى أكبر قيادى للجبهة السلفية حيث كان له جمهور حاشد فى منطقة العتبة، كما أرسل لزعماء تيارات الجهاد وأنصار السنة والجبهة الشرعية وغيرها، طالبا منهم الدخول تحت رايته والعمل بما أمر الله لإقامة الدولة الإسلامية، إلا أنهم رفضوا مشاركته أو الدخول تحت تنظيمه الذى يكفر المسلمين، فرأى شكرى تصفيتهم وبدأ بضربهم للإمام الهلالى القيادى بالجهاد حينها، واعتبرهم مرتدين وكفارا كما كنت أعتبرهم حينها لأننى كنت شابا متحمسا لتطبيق الشرع، وبدت الجماعة أقوى بكثير من أى تنظيم آخر واتسعت بالمحافظات فأصبح شكرى يهدد الحكومة والدولة، وأرسل مجموعة من المقربين له لخطف الشيخ الذهبى، وزير الأوقاف حينها، لأنه أصدر كتابا يهاجم فيه «جماعة التكفير والهجرة» وينتقد شكرى ومجموعته، وفى الثانية صباح يوم الأحد يوليو عام 1977، أرسل مسلحين إلى شارع السايس فى منطقة حدائق حلوان جنوب القاهرة، وأمام منزل الدكتور حسين الذهبى، وزير الأوقاف السابق، وقفوا بينما كانت هناك حالة صمت تحيط بالمكان المنعزل، وفجاءة انقلب الهدوء إلى صخب والصمت إلى توتر، إذ توقفت فجأة سيارتان ونزل منهما ستة شباب مدججين بالأسلحة أحدهم يرتدى زى شرطى برتبة رائد واندفع خمسة منهم نحو مدخل الفيلا بينما بقى سادسهم ليغير إطار السيارة التالف، وطرق الشباب المسلحون باب الشيخ وطلبوا من ابنه أن يوقظ أباه مدعين أنهم من جهاز مباحث أمن الدولة، وحاول الابن منعهم، لكنهم لم يتركوا له فرصة للتحاور معهم، وفى تلك الأثناء استيقظ الشيخ وطلبت منه ابنته أسماء ألا يذهب معهم، وخرج الشيخ لملاقاتهم وجادلهم فى البداية طالبا منهم إبراز تحقيق الشخصية، لكنهم اقتادوه بالقوة، لكنهم اكتشفوا أن سائق السيارة الثانية مازال يغير إطار السيارة فاندفعوا داخل السيارة الأولى وفروا هاربين تاركين خلفهم السائق الذى واجه ضربا مبرحا من جيران الشيخ ليصبح هذا السائق أحد المفاتيح المهمة، التى حاول من خلاله رجال الأمن التوصل إلى الجناة، بعدما أخذوه إلى الهرم وهددوا الحكومة أسبوعا كاملا بعد أن أعلنوا مسئوليتهم عن خطف الذهبى، وكانوا كل يوم يطالبون الحكومة بالإفراج عن كل معتقلى جماعة التكفير وإعطائهم قطعة أرض كبيرة تكون مخصصة لهم لتقيم بها الجماعة منفردة، ومبلغ 300 ألف جنيه مقابل عودة الذهبى وعدم ذبحه، لكن الحكومة تجاهلت كل شىء ولم تحقق مطلبهم فقتلوه بالرصاص، ومنذ ذلك الوقت انقطعت الاتصالات بين الجماعة وشكرى لأنه هرب، واعتقل أمن الدولة كل التكفيريين للوصول إلى شكرى، وكان أعضاء الجماعة قد وصلوا إلى 100 ألف عضو فى هذا الوقت، وأنا لم أنكر أى تهمة، واعترفت بعضويتى فى الجماعة التى قتلت الذهبى، وكان نصيبى 10 سنوات، لأننى قلت للقاضى «أنتم قضاة مارقون فى الدين ولا تحكمون بأمر الله»، وكان معى 54 عضوا آخرين متهمون بقتل الذهبى، أهمهم كان شكرى وماهر ابن أخيه، وطارق، و«عبدالتواب»، وعماد مأمون، وتم الحكم على الخمسة بالإعدام من محكمة عسكرية، وكانت تلك هى أول محاكمة عسكرية لمدنيين فى مصر، وكانت الأحكام تتراوح بين 5 و25 سنة، وشكرى لم ينكر شيئا فى الاستجواب واعترف حيث كان وكيل النيابة المحقق معنا شهرته «السبكى» شديدا جدا، وتم سجنى 10 سنوات متنقلا بين سجون القلعة وطرة والمزرعة.
جنون فى المعتقل
فى المعتقل تعرضنا لأهوال، وبعض الإخوة أصابهم الجنون من شدة التعذيب، ومنهم من أصيب بإعاقة، حيث كان الضباط يتلذذون بتعذيبنا ويعلقوننا فى «فلكة» ويستخدمون الصواعق الكهربية والكرابيج فى ضربنا، بعد أن يتم تعريتنا تماما ثم يضعوننا فى براميل مياه باردة جدا، وكنت أسمع أصواتا مخيفة من الزنازين التى كانوا يخلعون أظافر من فيها، بجانب الاعتداءات الجنسية وغيرها من وسائل التعذيب.
ورأيت شكرى ومن معه بالبدلة الحمراء ذاهبين إلى غرفة الإعدام من شرفة الزنزانة وهم يقولون «حسبنا الله ونعم الوكيل»، ومازلت أتذكر كيف كان شكرى يقول خلال إعدامه «الويل لكم غدا»، فقد كان قلبه قويا جدا، وكان ينظر إلى الضباط فقط، فيخافون منه رغم تسليحهم، وكان يضربهم إذا لمسوه فقط.
ادخار فى السجن
سميت الجماعة بالتكفير والهجرة لأننا كنا نبحث عن أرض خارج مصر فى اليمن والسعودية لنهاجر إليها ونقيم التدريبات العسكرية بها، لإقامة دولة الخلافة من هناك، ولذلك فقد سافرت لليمن بعد أن أخبرت والدى أننى سأسافر إلى لبنان للعمل هناك، وبالفعل سافرت للبنان ومكثت بها 9 شهور عام 1973 حتى نشبت حرب أهلية بين المسلمين واليهود والنصارى هناك، وكنت أرتدى حينها ملابس تشبه جماعة التبليغ والدعوة وهو ما باعد الشكوك عنى، ثم سافرت بالسيارات إلى سوريا ومنها إلى الأردن واتجهت إلى السعودية فى مدينة «جيزان» وتم القبض على هناك بعد أن وجدوا أن جواز سفرى منته، واعتقلت بسجن التراحيل 6 شهور وكانوا يعطوننى عن كل يوم فى السجن 3 ريالات بجانب الطعام والشراب فكونت مبلغا كبيرا، وأخفيت أننى من عائلة عزام، لأنها كانت على علاقة مصاهرة مع الملك فيصل، وحتى لا أسىء إلى عائلتى، وخرجت متجها إلى لبنان من جديد، ومعى الجواز المنتهى والأموال، التى جمعتها فى السجن حيث دفعت 70 ريالا حتى وصلت من السعودية إلى لبنان حينها.
بعد ذلك توجهت إلى اليمن بجواز السفر المنتهى ودخلت إلى صنعاء، ثم إلى مدينة «آب» ومنها إلى جنوب اليمن وعشت مع قبائل «حاشد» و«الأحمر» وكنت أخطب فيهم وأدعوهم لدخول جماعة التكفير واعتقاد الشرع من أصوله، وكانوا يحبون المشايخ وانضم الكثير منهم إلى، وكانت الأسلحة متوفرة معهم بكثرة ويعلقونها فى منازلهم، خصوصا البنادق الألمانى الحديثة، وسافرت ومعى 100 منهم إلى صنعاء ثم انفردت بثلاثة كانوا الدليل معى، لأن الأمن بدأ يترقبنى حينها وشكوا أننى لست يمنيا كما كنت أدعى، فقامت المخابرات اليمنية باعتقالى فى القصر الجمهورى اليمنى لمدة عام، وخلال استجوابى قلت لهم إننى لا أنتمى لجماعات جهادية ولكننى شيخ أدعو إلى الدين وأعلمه، فجاءنى السفير المصرى باليمن وأخبرنى بالمغادرة والترحيل إلى مصر، إلا أننى رفضت ترك اليمن بعد أن عرضت القبائل اليمنية على أن أتزوج من إحدى بناتهم، لكن السلطات رحلتنى بعدما دفعوا تذكرة الطيران للقاهرة، وأخذوها منى بعد الوصول مرة أخرى، وفى مصر كان أمن الدولة فى استقبالى، فقلت لهم إذا كان لديكم تهمة محددة اعتقلونى فورا، لكن لا تسألونى ماذا فعلت فى لبنان واليمن، فأنا لدى عقيدة لا أخفيها، فاتهمونى بالتخطيط لقلب نظام الحكم، وحيازة سلاح.
الظواهرى ابن أختى
علاقتى بأيمن الظواهرى بدأت عندما كان فى طريقه إلى أفغانستان للجهاد مع بن لادن، حيث قابلته فى السعودية فى لقاء اتسم بالارتياح والحميمية، وتحدثنا عن إقامة الشريعة، وأنا اعتبر فى مقام خال الظواهرى، حيث كانت والدته رحمها الله ابنة الدكتور عبدالوهاب عزام، وهو من عائلتى وكان قريبا منا جدا وكذلك ابنته التى هى والدة الشيخ أيمن الظواهرى.
اختطاف يوم الزفاف
بعد إعدام شكرى تفرقت جماعة التكفير وأصبحت غير موجودة لكن تفرع منها عدد من الحركات مثل «السلفية الجهادية» و«جماعة التوقف والتبين»، إلا أن أمن الدولة اختطفونى من جديد يوم زفافى، للضغط على، وقال لى رئيس جهاز أمن الدولة بنفسه حينهاة «نريدك أن تدلنا على الجهاديين والتكفيريين إذا ما حاولوا الاستعانة بى أو التواصل معى، وهددنى بعدم إتمام زواجى، إلا أننى قلت له أنا لا أغرم بامرأة أو شىء من أمور الدنيا فالكل هالك، وإننى أريد الحق، فعرف أنه لا فائدة من تجنيدى.
الشيخ عزام لايزال يلوم تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية على قتل السادات لأنهم قتلوه على أنه مسلم، ولم يكفروه، قائلا: السادات رفض حاكمية الله، وهم بذلك يقتلون للوصول للحكم وليس لتطبيق حدود الله، وما تفعله الجماعات الإسلامية الآن هو هرج ومرج وخاصة أحداث ذبح الجنود المصريين فى رفح على أيدى التكفيريين فى سيناء، فإذا كانوا ينوون الجهاد فليحرروا القدس أو يقاتلوا اليهود وليس المسلمين، فإسرائيل هى من دعمت جماعات الجهاد فى سيناء، وهى من تهرب السلاح والمخدرات حاليا لإثارة البلبلة هناك، ومن المستحيل أن تسمح إسرائيل لتنظيم القاعدة بأن يكون له طرف فى سيناء لأنه سينسفها نسفا.
رسالة إلى شيخ الأزهر
أقول لشيخ الأزهر «اتق الله وارجع إلى عقيدة أهل السنة والجماعة فى توحيد الله والمعلوم من الدين»، فوالدى إذا استحل الخطأ سأكفره، وألوم الرئيس مرسى على سكوته على ما يحدث فى بورما والبوسنة، فالإخوان لن يطبقوا الشريعة، وأنا لم أنتخبه لأن الانتخابات وضعية وغير شرعية، ودعمت أبوالفتوح لأن له كاريزما وصادق، لكن أولادى انتخبوا مرسى لأنه ضد شفيق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.