بقلم د. ياسر نجم 1- يوجد بالفعل كفرة وخونة فى ساحة العمل السياسى فى أى مكان وفى كل وقت.. 2- لا يخلو أى تيار من الكفرة والخونة..ولا يوجد تيار كامل من الكفرة والخونة.. 3- من السفه وصف تيار كامل بتصرفات أحد أو بعض أو حتى معظم المنتمين له... 4- المصطلحات المستخدمة لوصف التيارات المختلفة شديدة الميوعة والإختلاف فى العالم كله..وخصوصا عندنا نظرا لأن الوعى السياسى عندنا لم يصل للنضوج الكافى من جهة..ونظرا لأن هذه المصطلحات لم تنشأ فى بلادنا وثقافتنا من جهة أخرى.. (حتى مصطلح: (اسلاميين) نفسه غربى المنشأ)... ولذلك كثيرا ما تجد شخصا يحب فكرا أو يكره فكرا وهو لا يستوعب جيدا مضمون هذا الفكر..أو يستوعبه بشكل مختلف عن استيعابك له.. 5- أصل العلمانية والليبرالية كما ابتدعها أهلها أنها تتنافى والالتزام بالدين الإسلامى كمنهج حياة..ولكن معتنقيها ليسوا بالضرورة كافرين بالدين الإسلامى.. 6- ربما ابتدع الساسة المسلمون أشكالا من العلمانية والليبرالية تتفق مع الدين الإسلامى..ليبرالية مثلا بما لا يتجاوز مظلة الشريعة أو علمانية جزئية...على هؤلاء أن يقرنوا دائما قناعاتهم بالمرجعية الإسلامية اسما ومضمونا..اذا أرادوا ألا يطعن فى التزامهم بالإسلام..طالما أن أصل هذه المصطلحات يعنى ابتداءا التخلى عن المرجعية الدينية فى الممارسة.. 7- الأحزاب المصرية غير الإسلامية بالفعل علمانية وليبرالية بما يعنى عدم الالتزام بالمرجعية الإسلامية..وعلى من يريد أن يلتزم بالمرجعية الإسلامية مراجعة قادة هذه الأحزاب ومبادئها وزملائه فيها فى قناعاتهم قبل أن ينضم لها.. 8- كون الأحزاب الإسلامية ملتزمة بالمرجعية الإسلامية مسألة مبدأ وليست مسألة سلوك..وبالتالى فمن الوارد جدا أن حزبا إسلاميا من حيث المبدأ..لا يضاهى سلوكه مبادئه من وجهة نظرك..كما هو وارد ان حزبا يساريا مثلا يحيد عن المبادىء اليسارية فى سلوكياته.. 9- فى الغرب...من العادى جدا أن يوصف انسان بالكفر..أو أن يصف نفسه بالكفر دون أى مشاكل.. تظل علاقة الدين بالسياسة هناك موجودة بدرجات مختلفة ويتناقش الناس حولها..ولكنهم تجاوزوا مرحلة اراقة الدماء فى خلافاتهم السياسية الداخلية أيا كانت.. أما مصطلح الخيانة..فقد عفا عليه الزمن هناك..لأنهم منذ زمن حلوا كل ارتباط للسياسة بالأخلاق وربطوها بالمصالح... عندنا قد تراق دماء انسان اذا استخدمت مصطلحات من نوعية الكفر والخيانة.. علينا أن نرشد استخدامهما حتى لو تأكدنا من اتصاف الخصم السياسى بهما..إلى أن نتعلم ألا نريق دماء بعضنا البعض..