نشرت جريدة "الواشنطن بوست" تقريرا عن انتظار متحف "كوركوران" تحديد مصيره ما إذا كان سينتقل إلى مقر جديد عارضا القديم للبيع، أو سيظل مصرا على البقاء في مقره القديم. يقع متحف "كوركوران" في واشنطن، ويعد متحف تاريخي يقع بالقرب من البيت الأبيض، ومنذ ستة أشهر كان القائمين على إدارته ما بين التردد في قبول أو رفض الانتقال؛ ولذا فقد أصبح واحدا من أغرب الصفقات العقارية الحالية في واشنطن. وانتهى الأمر بعد بحث إدارته عن مواقع جديدة ومميزة في الضواحي القريبة لرفض البيع وارسال هذه الرسالة إلى أكبر عدد من المتقدمين لشرائه منذ 4 يونيو الماضي، معلنا أنه كان احتمالا قائما لحل الأزمة المالية التي يمر بها المتحف حاليا. وأوضح هاري هوبر رئيس إدارة المتحف أنهم كانوا يريدون استكشاف هذه الفكرة بشكل علني، لكنهم الآن يفضلون البقاء في المقر الحالي وعدم بيعه، خاصة أنه تم طرح فكرة الشراكة عليهم لحل تلك الأزمة. وزاد بأن عملية البحث والتفكير قادتهم إلى البقاء رغم أن هذا القرار يلزمه عمليات إعادة التجديد والصيانة التي قد تكلفهم ما يقرب من 130 مليون دولار. ويضيف أن الذي تغير الآن ولم يكن موجودا في شهر يونيو الماضي هو أن المؤسسات والشركات والمنظمات الآخرى اسرعت على مساعدتهم لحل مشكلاتهم عندما طرحت المشكلة بشكل علني واحسوا بخطورتها. وتسارع الجميع لحل المشكلة جاء نتيجة فهمهم العميق أن انتقال مثل هذا المتحف يعد فقدان واشنطن أفدم معرض فني فيها. وممن تقدموا للمساعدة كان جايمي ماكيلان العضو المؤسس في هيئة الحفاظ على "كوركوران"، وكان رد فعله عندما سمع بخبر التراجع عن الانتقال وعرض المبنى التاريخي الذي يحوي المتحف منذ عام 1897 "هذه أخبار رائعة، ونحن على أهب الاستعداد لأن نعلن عن سعادتنا للمساعدة بكل طريقة ممكنة أمامنا". وكان أيضا ديفيد ليفي المدير السابق ل "كوركوران" الذي قال عن إدارته الحالية " اعتقد أن أمامهم تحدي حقيقي، ولكن بالطبع هناك حلول ". وأوضح روبرتا فاول زيتلير الذي عمل مسؤول تنفيذي للعلاقات العامة بالمتحف عام 1980 " كان هذا القرار موجود منذ عام مصحوب بحسن نية إدارة المتحف، ولكنهم كانوا يبحثون عن حل ". لم يكن "كوركوران" متحفا فحسب، ولكنه كان بمثابة كلية للفنون والتصميم ظلت تواجه مشكلات وعجز مالي وصل إلى 7 مليون دولار بحسب آخر إعلان للمشكلة المالية التي يواجهها والتي لازمته لعامين متتاليين. وقد كان يستطيع التغلب على مشكلته المادية خاصة بعد أن تم افتتاح قسم التدريس به وارتفاع الرسوم الدراسية والكتب به، ولكن هوبر رئيس إدارته وبقية أعضاء الإدارة وجدوا أن مهمة التدريس به لن تنجح ما لم يتم توسيعه، ومن هنا التفكير في الانتقال إلى مقر أكبر في المساحة وبسعر معقول. ورغم عدم تأكيد قرار البقاء وإعلان جدول زمني لإعادة افتتاحه بشكل يجعله قادرا على الاستمرار، إلا إن مجلس الإدارة رفض الافصاح عن أية تفاصيل جديدة لكيفية حدوث ذلك. مضيفين أنه سيتم تحديد ذلك خلال الثلاث أشهر القادمة. ولعل سبب البقاء لم يكن أن السعر لم يأتي بالكم الكبير الذي كان يتوقعه إدارة المتحف، ولكن بسبب ظهور حلول جديدة مثل فكرة الاندماج أو الشراكة مع مؤسسات تاريخية بمثل قيمته، وهو ما صرح به هوبر "لدينا مبنى ذي قيمة فنية كبيرة، ونحن نناقش الآن الأصول التي لدينا، وإذا وجدنا شريك فسيكون فكرة الاندماج فكرة مثيرة للاهتمام والنقاش". ورفض هوبر الافصاح ما إذا كان المتحف سيتخلى عن الكلية منفصلا عنها أم ستنتقل بعض الفصول الدراسية به كما انتشر الخبر في مبنى بجورج تاون. يبدو وأن "كوركوران" قرر البقاء في مبناه التاريخي والذي رغم وقوعه في واشنطن بالقرب من البيت الأبيض إلا أنه ليس مزارا سياحيا كما تليق به مكانته التاريخية، ويفتقد إلى أن يكون متحف جاذب للسياح، وها هو بإدارته الحالية يصر على مواجهة المشكلة وحلها والصمود في مكانه.