أحال مكتب الإنتربول في قوى الأمن الداخلي في لبنان مذكرات التوقيف السورية الصادرة بحق رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري والنائب عن تيار المستقبل عقاب صقر، والناطق الإعلامي باسم الجيش السوري الحر لؤي المقداد، إلى النيابة العامة التمييزية. ووفقا لما جاء على وكالة "الاناضول" للانباء فإن هذه المذكرات تتهم الشخصيات المذكورة بتهمة "مد إرهابيين بالمال والسلاح"، وذلك لاتخاذ ما تراه النيابة العامة مناسبًا بشأنها".
وأكد مصدر قضائي لبناني أن هذه المذكرات "ستخضع للدراسة من قبل النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي، لا سيما وأن هذه المذكرات يغلب عليها الطابع السياسي أكثر من القضائي".
ورجح المصدر أن "يردّ القضاء هذه المذكرات لعدم قانونيتها"، مشيرًا إلى أن "القضاء السوري لم يسلك الطرق المعتمدة عادة مع المراسلات القضائية، والتي تبدأ بإرسال ملف قضائي معزز بالأدلة والإثباتات حول الجرائم المسندة إلى الأشخاص المطلوبين، ويطلب إما استجوابهم وإما تسليمهم اليه، ومن ثم يتحقق القضاء اللبناني من مدى جديتها، قبل أن يوافق على الطلب أو يرفضه".
وذكر المصدر القضائي أن الحريري وصقر هما نائبان في البرلمان اللبناني ويتمتعان بالحصانة النيابية التي لا يمكن تخطيها أو القفز فوقها، حتى أنه يستحيل على القضاء اللبناني استجوابهما حتى في ملفات لبنانية فكيف بملف سوري خالٍ من الأدلة، في حين أن الشق المتعلّق بلؤي المقداد ليس من اختصاص السلطات اللبنانية، لكونه غير لبناني ولا يقيم على الأراضي اللبنانية".
وفي معرض تعليقه على الموضوع، قال الحريري "إن مذكرات التوقيف مردودة لصاحبها بشار الأسد الذي تنتظره أقفاص العدالة لمحاكمته بتهمة سفك الدماء".
وأضاف الحريري، اليوم، في بيان صحفي، إنه "من سخرية القدر أن يتحول الوحش إلى إنسان، ينطق بالعدل ويصدر الأحكام، وبشار الأسد وحش كامل المواصفات، فقد صلاحيته الأخلاقية والإنسانية والسياسية، وهو مطلوب إلى عدالة الشعب السوري التي سيمثل أمامها عاجلاً أم آجلاً". واعتبر أن مذكرات التوقيف "مردودة لصاحبها بشار الأسد الذي تنتظره أقفاص العدالة لمحاكمته بتهم سفك الدماء في لبنان وفلسطين والعراق وقتل الأطفال وإبادة الشعب السوري"، موجهًا تهمًا لبشار بالمسؤولية عن عدد من الاغتيالات التي شهدها لبنان في السنوات الأخيرة.
وكان مكتب الإنتربول في قوى الأمن الداخلي اللبناني تلقى يوم أمس عبر الإنترنت، من السلطات القضائية السورية مذكرات توقيف بحق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والنائب عقاب صقر والناطق باسم "الجيش السوري الحر" لؤي المقداد بما اعتبرها "تهمة تمويل الجيش الحر". مواد متعلقة: 1. سعد الحريري يهنئ محمد مرسى بالفوز بالرئاسة 2. «سعد الحريري» يدعو المتظاهرين إلى حماية مقر الحكومة اللبنانية 3. سعد الحريري يشيد بتشكيل الائتلاف السوري للمعارضة