قال الفريق حسام خير الله المرشح الرئاسي السابق ووكيل أول جهاز المخابرات العامة سابقا أن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسى بدفع وبمباركة من مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين وضع مصر على حافة الحرب الأهلية , حيث أن ذلك يحدث الفتنة والانقسام والاقتتال الذي لن يترك الأخضر واليابس، ويعود بمصر إلى الوراء عقودا طويلة. وأكد خير الله على أن الكرة الآن في ملعب الرئيس محمد مرسى، وليس أمامه سوى اتخاذ قراراً شجاعاً بالتراجع عن الإعلان الدستوري المكمل وتوحيد الصف لإنقاذ مصر، مشيرا إلى أن ذلك ليس عيبا ولن يقلل من هيبته أو من هيبة مؤسسة الرئاسة بل سيزيده احتراما في عيون شعبه لتلبيته لإرادة الجماهير.
كما طالب خير الله الرئيس من مرسى بأن يلتزم بيمين القسم بحماية القانون والدستور، وأن يفي بالوعود التي قطعها على نفسه إبان حملة الانتخابات الرئاسية، موضحا تحمل الرئيس ومستشاريه وأعضاء مكتب الإرشاد مسؤولية ما يحدث في مصر من اقتتال ومواجهات ومصادمات تكاد تشعل النيران في ربوع الوطن، فأصحاب المصالح الضيقة الذين يحيطون بالرئيس مرسى مازالوا هواه في العمل السياسي الذي يعتمد بالأساس على فن الممكن والمتاح، ويتعاملون مع القضايا المصيرية باعتبارها "حلبة مصارعة" أو "ملاكمة " يريدون التخلص من جميع المنافسين بالضربة القاضية دون اعتبار للمصالح العليا للوطن أو ترسيخ المبادئ الديمقراطية.
وأضاف أنهم يؤمنون فقط بسياسة الإقصاء والتهميش لتحقيق مخططاتهم في السيطرة والتمكين على مفاصل الدولة، و هم في هذا المجال مازالوا يحاولون توجيه ادعاءات باطلة لأجهزة حرصت دائما على خدمة مصر ، ووصم جموع الشعب التي تطالب باحترام حقوقها بأنها فلول.
ووجه خير الله رسالة للرئيس مرسى بأن يحذر غضب الشعب المصري بكافة فئاته واتجاهاته السياسية وبخاصة أغلبيته الصامتة التي تمثل قطاعا عريضا من المجتمع أو ما يطلق عليها " حزب الكنبة"، داعيا الرئيس مرسى أن يكون رئيساً لكل المصريين وليس رئيسا للمنتمين لجماعة الإخوان المسلمين فقط، فالرئيس يكتسب شرعيته من الشعب وليس من جماعة.
محذرا من نزول الجيش إلى الشوارع والميادين مشيرا إلى أن وضع القوات المسلحة في منتهى الحساسية، و ليس ذات الوضع في يناير 2011 قائلا: نزول القوات المسلحة خط أحمر، فلا شك أنها ستنحاز إلى الشعب ولن تدخل في الصراع السياسي بين فصيل أو آخر اتعاظا لما حدث لمبارك الذي أمر بنزولها في يناير 2011 .
كما وصف من اتخذ قرار الحشد لمليونية يشارك فيها الإخوان المسلمين والسلفيين يوم السبت المقبل بميدان التحرير بعدم الرشد السياسي، محذرا من موقعة جمل جديدة ومصادمات تجر البلاد إلى حرب أهلية تحصد الآلاف من المواطنين الأبرياء.
وتوجه خير الله بالاتهام إلى جماعة الإخوان المسلمين بتنفيذهم مخططا لإلهاء الرأي العام بالشحن والتحفيز لرفض الإعلان الدستوري بهدف تمرير أعمال الجمعية التأسيسية للدستور التي ستصوت على مواد المسودة النهائية في الوقت الراهن.
حيث أنه من المقرر أن تعرضها على الرئيس خلال ساعات والذي سيقوم بدوره بحل الجمعية التأسيسية بعد إنهاء أعمالها ثم عرض المسودة النهائية للاستفتاء الشعبي خلال "15" يوما ثم بعد ذلك يلغى الإعلان الدستوري بعد تنفيذ كافة مخططاته.
وتساءل خير الله لماذا لم يحاول الدكتور مرسى بالتوجه لتحقيق مطالب الشعب ومصالحه من عدالة اجتماعية وإصلاح التعليم والصحة و الإسكان بدلاً من اللجوء إلى سياسات تهيل عليه الاتهامات بالتفرغ لتنفيذ أهداف ومخططات جماعته فقط.