لم يقدر عليها خليفة رسول الله -صلى الله و سلم عليه و رضي عن خليفته- و قدر عليها الرئيس مرسى.!! فمنذ ما يجاوز أربعة عشر قرنا من الزمان وقف أبو بكر الصديق بعد ان بايعه المسلمون خليفة لهم حيث قال " قد وليت عليكم ولست بخيركم فان أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني" و الآن بعد أن عاد إلينا حاكما يوصف بأنه إسلامي التوجه يصدر اعلانا دستوريا يحصنه من المراجعة فى قراراته بداعى الحفاظ على الثورة.!!
أى ثورة هذه التى يتزعمها قائد لا يقبل المراجعة فى قراراته أو حتى اللجوء للقضاء فى حال التظلم منها؟!
سيدى الرئيس لقد جئت إلى سدة الحكم فى مصر بنسبة تجاوز النصف بقليل جدا و معنى هذا أن الرافضين لوجودك هم تقريبا نصف الشعب و بدلا من أن تحاول أن تكسب النصف الذى لا يريدك قررت أن تفقد جزءا هاما ممن يؤيدوك- مع الأخذ فى الاعتبار أنك ضامن رأى الجماعة و كل التيارات الاسلامية- فلا تنسى يا سيدى أنك قد ربحت الانتخابات الرئاسية بفضل "عاصرى الليمون" الذين يرفضون هذا الإعلان!!
فالآن و بعد هذا الاعلان الدستورى الذى لا ينتج عنه سوى الرئيس الفرعون فأنا شخصيا لا يعنينى شىء سوى تحصين القرارات و كذا التأسيسية و الشورى من أحكام القضاء أما النائب العام فهذا كان مطلبا ثوريا و أما الشهداء و معاشاتهم و تعويضاتهم فلا أعتقد أن الموضوع كان يستلزم ان يتم تضمينه ضمن الاعلان الدستورى إلا انها العادة الاخوانية فقد بدأ مجلس الشعب بالحديث عنهم ثم نسيهم و وصفهم بعد ذلك بالبلطجة و اتهمهم بتعاطى الترامادول..!! و بدا بها الرئيس عمله فى التحرير ثم نسيهم حتى ان الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فى مناظرته الوحيدة مع السيد عمرو موسى قد بدأها أيضا بالحديث عن الشهداء و حقوقهم و كأنها التغليفة التى اعتاد عليها الاخوان لتقديم بضاعتهم!!
سيدى الرئيس قبل أن تدخل مصر منحنى لم يحدث طوال تاريخها المديد منذ عهد أجدادنا و قبل أن يشتبك ابناء الوطن الواحد من أجل التكالب على السلطة رغم انه لو قامت الدنيا هذه المرة فلن تكون هناك دولة يتنازعون على سلطتها فدولتنا الحبيبة منهكة القوى خاوية الخزائن مهددة الحدود، أرجوك يا سيدى الرئيس أن ترجع عن الاعلان الدستورى رغم اقتناعى بأنه يهد آخر عمود فى خيمة الدولة القديمة إلا أن الشعب لا يقبله الآن و لا أجد مبررا صريحا له الآن إلا أنك و جماعتك تخططون على ما هو أبعد مما نحن فيه و قد يكون فيه الخير للوطن و الله أعلمإلا انه الخلاف الآن.
سيدى الرئيس أمامك خيار من اثنين إما ان توضح لنا السبب الحقيقى لهذا الاعلان الدستورى دون استخدام العبارات المطاطة كحماية الثورة و دم الشهداء ودون ان تحدد ممن تحميها صراحة و بالاسم و حين تفعل ذلك قف وشاهد ماذا سنفعل بهذا الذى أوضحت أنه عدو للثورة، أو أن تتراجع عن الاعلان الدستورى الذى يرفضه "أغلب الشعب" نعم أغلب الشعب فبكل تأكيد من لم ينتخبوك لم يوافقوا عليه و هم نصف الشعب، أضف إليهم من انتخبوك و يرفضونه الآن وهم كثر بالمناسبة، إذا فالأغلبية ترفضه فلزاما عليك أن تلغيه لأنك باختصار موظف عام فى وظيفة رئيس الجمهورية إذا لم تحقق ما يطلبه أغلبية الشعب فنستطيع أن نقيلك كما حدث مع سابقك و نأتى بمن يحقق مطالب الاغلبية من الشعب، ولكن الوضع فى الوطن لا يتحمل ذلك الآن، و لازال الكثيرون يتمنون أن تصبح سيدى الرئيس أفضل رئيس فى تاريخ مصر المعاصر، اجمعهم بعد أن تلغي هذا الاعلان وا حتويهم و شاركهم الرأى و كن فعلا رئيس لكل المصريين لا لجماعتك و أهلك و عشيرتك فقط، و أرجو سيدى الرئيس أن تعيد النظر فى مستشاريك فهم ليسوا على مستوى الحدث ابداَ،
لا تكابر سيدى الرئيس و تذكر دائما أن الله القاتل و المقتول منهم فى النار فما بالك بمن كان سبب الاقتتال نفسه غفر الله لنا وإياك.