لقد وصل العالم العربى الى الهزيمة من دون ان يخوض اى معركة والهزيمة هذه هزيمة روحية اكثر من اى شئ اخر وهى بلا شك هزيمة كبرى ان الاهانة التى يتلقها الشعب العربى من حكمه اقوى من اى اهانة تاتى من قوى خارجية ولا اظن انه يمكن التماس تغير فى الوطن العربى فى ظل تحكم المقعد الرئاسى فى من يجلس عليه وهذا ينطبق عليك سيدى الرئس الشعب انتخبك بناء على صلاحيات محددة فى انتخابات ديمقراطية هى الأولى من نوعها، وحينما قمت بإسقاط الإعلان الدستورى المكمل المجحف الذى فرضه المجلس العسكرى، أيدناك جميعا بعد وعدك بأنك لن تسىء استخدام تلك السلطة". أما اليوم فما قمت به من تحقبق رغبة تسيطر عليك والرغبة سيدى يمكن ان تقتل وبلا رحمة ففى حالات كثيرة يمكن للرغبة الشخصية المستمدة من الشعور المطلق بالقوة وبانتماء يقتصر على جماعة واحدة دون الجماعات الاخرى من الشعب العظيم الذى اعطاك القوى الحقيقية .فالتضامن من الداخل لجماعة واحدة هو السبب فى إعطاء نفسك صلاحيات مطلقة تصدر على إثرها القرارات والقوانين دون حق لأى جهة فى مصر أيا ما كانت لأن تعترض عليها، ثم تحشد شباب الإخوان وترسل لهم قيادات ا لجماعة تكليفات بالتواجد فى الشوارع لتأييد القرارات، فهذا والله ما لم ننتخبك لتمارسه علينا دون حق استفتاء الشعب وموافقته على ما تتخذه من قرارات حتى الجمعية التأسيسية التى وعدت فى اجتماعنا فى "الفيرمونت" قبل أن تصبح رئيسا رسميا بإعادة التوازن فيها، بدلا من إعادة التوازن تقوم بتحصينها بسبب علمك بأن فى قانون تشكيلها عواراً يستلزم حلها ويعرف ذلك القاصى والدانى حتى المستشار أحمد مكى وزير العدل الذى يعمل فى حكومتك! وبالرغم من أن لديك سلطة إعادة تشكيلها مع إصلاح ما بها، وجعل التصويت بنسبة الثلثين فيها وتحقيق التوافق الذى يدفع البلاد للأمام قررت تحصينها فى إخلاف واضح لعهدك وكأنك تستهدف استمرار الاستقطاب واستنزاف طاقة أبناء الوطن فى الصراعات السياسية مهما كان نُبل مقاصدها، فكم من حسن النية أساء استخدام سلطاته المطلقة وتحول إلى ديكتاتور والتاريخ الحديث والقديم ملىء بالنماذج! لقد كان لك الكثير من البدائل لهذه القرارات التى اتخذها اليوم بما يحقق نفس أهدافه فى حماية مكاسب الثورة وتحصينها ودون تمركز القوة فى شخصه ومن حوله. سيدىالرئيس لقد نسيتقدرة الشباب المصرى على التغير وهذا التغير يا سيدى لا ياتى بالشكل الميكانيكى كم تتصور الجماعة فكل فعل سيدى لابد ان يترك اثر ما فى نفس الامة ... وأن الشعب لن يقبل أن يعيد إنتاج سلطة مطلقة جديدة مهما كان مصدرها، حتى ولو جاءت ممن جاء عبر إرادة شعبية.وأن إصدار إعلان دستورى من الرئيس لا بد أن يكون فى أضيق الحدود، وفى إطار توافق عام وتشاور سياسى، وفى مصلحة عامة وليس لتحقيق مكاسب سياسية؛ لأنه فى ذاته تجاوز للشعب مصدر السلطات الوحيد، وهو ما رفضنا بسببه الإعلانات الدستورية الصادرة عن المجلس العسكرى.غير اننانرفض استمرار تقاعس مؤسسة الرئاسة فى القيام بواجباتها كسلطة تنفيذية فى تطهير الداخلية وإعادة هيكلتها، وإقالة وزير الداخلية أحد المسئولين عن أحداث محمد محمود الأولى والثانية، معلنين تأيدهم لاستبعاد النائب العام السابق، وإعادة محاكمات قتلة الثوار ورموز النظام السابق، على أن يتم ذلك وفق قانون استقلال القضاء، كما نطالب مؤسسة الرئاسة بالتواصل مع كافة القوى السياسية بشأن حل أزمة الدستور، والتوافق أن ثورة يناير ما قامت إلا لتؤسس لدولة القانون والمؤسسات من أحل مصر سيدى.. الرئيس الوطنى لا يحتاج ان ينزل الى الشارع او يجتمع كل يوم مع الاحزاب حتى يشعر بهموم ومطالب الشعب فالرئيس الوطنى لا يحتاج الى التجربة فهو من المفترض ان يكون يحمل الواقع كله والتجربة كلها فى عقله وضميره قبل ان يصبح رئيس والنهاية سيدى الرئيس ان ما فعل ليس اكثر من رغبة ونحن نرفض تلك الرغبة سيدى