القدس المحتلة: عين جيش الاحتلال الإسرائيلي حاخاما جديدا للجيش هو طيار في احتياط سلاح الجو ومستوطن سابق في إحدى مستوطنات قطاع غزة، وسط الجدل الدائر حول دعوات حاخامات يهود لجنود الاحتلال الإسرائيليين إلى التمرد على الخدمة في حال مخالفة الأوامر العسكرية لتعاليم التوراة. وذكرت صحيفة "القدس العربي"اللندنية انه في سابقة من نوعها يعين جيش الاحتلال حاخام لا لحية له ، واوضح الجيش في بيان له إن الحاخام رافي بيليد البالغ من العمر 54 عاما وهو برتبة كولونيل في الاحتياط، سيرفع إلى رتبة جنرال لكي يحل في غضون بضعة أشهر محل الجنرال افيتشاي رونتزكي الحاخام الاكبر للجيش والذي شارفت ولايته على الانتهاء. وصادق وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك على قرار تعين الحاخام عقب ترشيحه من قبل الجنرال جابي إشكينازي رئيس أركان الجيش بعد استشارة حاخامي إسرائيل الأكبرين شلومو امار ويونا متزغير. ويرأس الحاخام بيليد حاليا مدرسة للتدريب الممهد للخدمة العسكرية، في هالوتزا في صحراء النقب (جنوب). وهو اب ل 12 ولدا وطيار مروحية ويعزف البيانو، وسيكون اول حاخام اكبر للجيش الإسرائيلي لا يرخي لحيته. والحاخام بيليد مستوطن سابق في احدى مستوطنات قطاع غزة، وقد صرح الاربعاء للاذاعة العامة بان الانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب من قطاع غزة في 2005 "كان خطأ". وبحسب ما نقلت صحيفة "معاريف" عن المحيطين بالحاخام بيليد فانه منبثق من التيار القومي-الديني و"سيكون قادرا، بفضل شخصيته وصفاته، على ان يكافح بفعالية ظاهرة رفض تنفيذ الاوامر في صفوف الجيش الإسرائيلي". وخلال الأشهر الماضية دعا جنود شبان إسرائيليون إلى عصيان الاوامر الصادرة لهم باخلاء مستوطنين، وذلك بمباركة حاخامين متشددين يرأسون مدارس تلمودية في الضفة الغربيةالمحتلة. ويتعاطف العديد من ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي مع المستوطنين اليهود المتدينين. وكان حاخامات إسرائيل قد طالبوا في وثيقة نشرتها جمعية "دعم اليهود في الجيش" بإتباع تعليمات واضحة بشأن الأوامر العسكرية التي تخالف الشريعة، وفي حال تلقي أوامر تنتهك حرمة يوم السبت بالنسبة لليهود، يعود الجندي للحاخام الرئيس قبل تنفيذ الأوامر. واستنكر الحاخامات طريقة التهجم على المدارس الدينية وطريقة تعامل وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك مع هذه القضية. وكان باراك قد قرر شطب المدرسة التلمودية "هار براها" من برنامج الخدمة العسكرية المكيف خصيصا للمتدينين ، معتبرًا إن "كل رفض لعصيان أوامر من جانب عسكري يعتبر خطًا أحمر". ويأتي قرار باراك عقب سلسلة من الحوادث التي اعلن فيها جنود علنًا انهم يرفضون المشاركة في عمليات إخلاء محتملة لمستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة. والجنود المعنيون يؤدون خدمتهم في إطار برنامج "يشيفوت هيسدر" ، وهو اتفاق مع المدارس التلمودية يتيح لهم القيام بواجباتهم العسكرية مع مواصلة دراسة الدين في الوقت نفسه. وهناك نحو 60 مؤسسة من هذا النوع في إسرائيل. واتخذ باراك قراره بعد رفض الحاخام ميلامد تلبية استدعاء من الوزير لتوضيح وجهة نظره. وينتمي اليعازر ميلامد إلى عائلة قومية معروفة. ووالده الحاخام زلمان ميلامد من مستوطنة بيت - ايل الدينية هو مؤسس "اروتز 7" ، اذاعة لليمين المتطرف. وتصدر عناوين وسائل الإعلام في صيف 2005 حين حض الجنود المتدينين على عصيان الأوامر عشية الانسحاب الإسرائيلي الاحادي الجانب من قطاع غزة.