بيروت: دعا البطريرك الماروني اللبناني مار بشارة بطرس الراعي، يوم الاثنين، إلى تحقيق الإصلاحات في سوريا بالحوار وابلغ الرئيس الفرنسي بالمخاوف التي يمكن أن تنتج عن العنف مشيرا إلى مخاطر الحرب الأهلية. وقال البطريرك الراعي: "نحن مع كل الإصلاحات السياسية ومع كل الحريات ومع كل حقوق الإنسان ويجب أن يصار إلى الإصلاحات اللازمة دون عنف وبدون حرب لأن العنف يولد العنف والحرب يولد الحرب".
وأعرب للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن مخاوفه من أن تؤدي هذه الأحداث إلى حرب أهلية والوصول إلى حكم متشدد
وأفادت معلومات في بيروت أن البطريرك الراعي طلب من ساركوزي دعم الحضور المسيحي في الشرق وبقاء «اليونيفيل» في لبنان، وشدد على ضرورة العمل مع الأسرة الدوليّة من أجل الابتعاد عن اللعب بمصائر الشعوب.
وقد أعلن الرئيس الفرنسي بعد اللقاء الذي عُقد في قصر الاليزيه والذي تخلله منح البطريرك الراعي وسام الشرف (ارفع وسام يمنح تقليدياً للبطاركة الموارنة) أنه مع «الحياة الكريمة والديمقراطية لكل الشعوب».
وسبق استقبال ساركوزي للبطريرك الماروني إطلاق الأخير مجموعة مواقف شكّلت امتداداً لمسار يتبعه الراعي منذ توليه السدة البطريركية في مقاربته الثورات العربية ولا سيما في سورية، وهو المسار الذي قوبل بعدم ارتياح في أوساط مسيحية واسعة في لبنان ولا سيما في 14 آذار.
فالراعي طالب في حديث ل «فرانس 24» الأسرة الدولية وفرنسا ب «ألا تتسرع في القرارات التي تريد فيها تغيير الأنظمة، وان يفكروا ماذا بعد»؟
معلناً «لا يكفي أن نقول ونطالب بالإصلاح، وان توضع الديمقراطية وان تعطى الناس حقوقها عبر الحرب والعنف، فنحن نقول هناك وسائل أخرى، مؤتمرات دولية وحوار وتعاط بين الدول على المستوى الاقتصادي، فالدول تستطيع أن تضع شروطا من اجل الديمقراطية لا أن تصنع حرباً من اجلها لان الاختبارات في العالم العربي كلها أدت إلى الخراب»
، وقال: «أتطلع إلى فرنسا انه ينبغي علينا أن نفكر جديا ماذا بعد؟ هل نحن ذاهبون في سورية مثلا إلى حرب أهلية سنية - علوية، فهذه إبادة شعوب وليست ديمقراطية ولا إصلاحا، وهل نحن ذاهبون إلى تقسيم سورية إالى دويلات طائفية؟» مضيفاً: «هذا السؤال يطرح أيضا على كل البلدان العربية، فينبغي على الأسرة الدولية أن تواكب الأمور حتى النهاية، فلا يكفي أن نشعل ونبارك الحروب، بل ينبغي أن ندرك إلى أين سنصل».