هل تعود بشراسة.. أنفلونزا الطيور تظهر من جديد مرة أخري تظهر أنفلونزا الطيور على السطح، بعد ثورة الخنازير التي كانت تجتاح وسائل الإعلام العربية والعالمية، وهذه المرة في الظهور مثيرة للرعب، بعد أن أوصت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" على تكثيف الإستعدادات لمواجهة ومراقبة فيروس "إتش 5 إن1" شديد الخطورة وسط مؤشرات على أن ثمة سلالة كامنة من فيروس المرض الفتاك تنتشر حالياً في آسيا وخارجها، الأمرالذي ينذر بمخاطر لا يمكن التكهن بتداعياتها على صحة الإنسان. ومن الأسباب الأخرى التي تدعو إلى القلق، أكد خوان لوبروث رئيس دائرة الصحة الحيوانية في المنظمة، أن ظهور سلالة من فيروس متغير في الصين وفيتنام ربما تكون قادرة على إجتياز الدفاعات التي تؤمنها اللقاحات المتيسرة حالياً. وأشارت المنظمة عبر موقعها إلى أن آخر وفاة سجلت في بداية الشهر الجاري في كمبوديا، حيث أصيب ثمانية أشخاص بالفيروس هذه السنة، جميعهم إصاباتهم قاتلة. وتحدثت عن "مخاطر غير متوقعة على الصحة البشرية. ومنذ ظهوره للمرة الأولى في 2003، أصيب 565 شخصاً بالفيروس "اتش5ان1"، توفي منهم 331، كما قالت الفاو نقلاً عن منظمة الصحة العالمية. ومنذ العام 2003 كان الفيروس المذكور قد فتك أو قضى نهائياً على 400 مليون من الدواجن الأليفة وتسبب بأضرار إقتصادية قيمتها 20 مليار دولار في شتى أنحاء العالم قبل أن تتم إزالته من معظم البلدان ال 63 المتأثرة بالمرض وفي أوج ذروته في العام 2006. وظل الفيروس على أي حال مستوطناً في 6 دول رغم إنكماش موجات المرض في الدواجن الأليفة ومجاميع الطيور البرية بصورة متواصلة من 4000 حالة في ذروته السنوية إلى مجرد 302 حالة في منتصف العام 2008، غير أن موجات المرض أخذت تتصاعد تدريجياً منذ ذلك الحين بمجموع 800 حالة تقريباً تم توثيقها في الفترة 2010-2011. وأكد لوبروث أنه تم تسجيل أحدث ضحايا الفيروس فى كمبوديا مطلع هذا الشهر، ومازال الفيروس يمثل وباءً فى ست دول هى بنجلاديش والصين ومصر والهند وإندونيسيا وفيتنام، ولكن ليس هناك بلد يمكن اعتباره آمناً. يذكر أن المناطق المتضررة حالياً موجودة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية والنيبال ومنغوليا. تاريخ الإنفلونزا أكد الدكتورعبد الهادئ مصباح "في مواجهة وباء الإنفلونزا" الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، أن أنفلونزا الطيور تسببها سلالة من سلالات فيروس الإنفلونزا من النوع "أ" الذي يحمل بصمة "اتش 5إن 1"، وقد تم تشخيص وعزل فيروس إنفلونزا الطيور منذ أكثر من مائة عام في إيطاليا، وكان انتشاره بين الطيور يزداد في مواسم هجرة الطيور، إلا أن هذه السلالة الشرسة لم تكن تنتقل عدواها إلى البشر حتى عام 1997، حيث أصيب 18 شخصاً بالعدوى في هونج كونج توفي منهم 6 أشخاص ، وكانت قبل ذلك تصيب الطيور فقط. ومنذ نهاية عام 2003 وحتى منتصف شهر أكتوبر من العام نفسه إصابة 116 شخصاً توفي منهم 66، معظمهم من دول جنوب شرق آسيا في كل من فيتنام وتايلاند وكمبوديا وكوريا الشمالية وإندونيسيا، ثم انتقلت العدوى إلى كازاخستان وروسيا، ثم بدأت تزحف على أوروبا في تركيا ورومانيا، وقد تسبب انتشار العدوى بهذه الدول إلى خسائر أقتصادية باهظة تقدر بحوالي 15 بليون دولار، وموت 140 مليون من الطيور. كيف تنقل العدوي وما هى أعراضها ؟ تنتقل العدوى كما أكد مصباح من خلال الاستنشاق عبرالرذاذ والمخاط والبراز الطيور المصابة، وأصبح واضحاً أن هناط طفرة قد حدثت في التكوين الوراثي والجيني للفيروس، مكنته من نقل العدوى من الطيور المصابة إلى الإنسان الذي يتعامل بشكل مباشر مع هذه الطيور في المزارع ومحلات بيع الطيور والمذابح وغيرها. أوضح مصباح أن الإصابة بعدوى إنفلونزا الطيور أخطر بكثير من الخنازير، حيث إن فترة الحضانة ما بين دخول الفيروس إلى الجسم، وظهور الأعراض المرضية تتراوح بين 1-5 أيام، تظهر بعده الأعراض على شكل ارتفاع في درجة الحرارة والتهاب في العين والحلق، مع رعشة وسعال، وآلام حادة في العضلات والجسم بصفة عامة، وصداع وعدم القدرة على العمل، ويمكن أن تحدث في بعض الأحيان مضاعفات تسبب التهاباً رئوياً وفشلاً في الجهاز التنفسي نتيجة الإصابة بهذه السلالة الشرسة. استراتيجية الوقاية من عدوى الفيروس تلعب الطيور المهاجرة خاصةً البط البري والنهري دوراً مهماً في نقل العدوى بين الدول، فهى تهاجر من الأماكن قاسة البرد في سيبيريا وروسيا إلى أوربا التي انتقلت العدوى إلى بعض دولها الآن، ومنها إلى حوض البحر المتوسط ودلتا وادي النيل، لذا وضعت منظمة الصحة العالمية استرتيجية للوقاية من عدوى فيروس إنفلونزا الطيور تتلخص في: - المراقبة والترصد من أجل الاكتشاف المبكر لظهور العدوى بين الطيور المهاجرة، ومنع رحلات الصيد البري لهواة الصيد. - تقليل نقل الطيور بين المزارع المختلفة للتربية، ومنع اختلاط الأجناس المختلفة من الطيور في المكان الواحد. - حظر استيراد الطيور الحية في جميع مراحلها العمرية، أو التي ترد بصحبة الركاب، وكذلك لحوم الطيور المجمدة ومنتجاتها من الدول التي توجد بها عدوى. - في حالة ظهور أي عدوى بين الطيور: ينبغي التخلص نهائياً من كل الطيور الموجودة في المكان، وتطعيم الطيور الأخرى، وأخذ دواء "تاميفلو" أو "ريلينزا" المضاد للفيروس بصورة وقائية بالنسبة للأشخاص المتعاملين معها. - مراقبة المزارع وأماكن تربية الطيور وذبحها للتأكد من سلامتها بيطريا، وكذلك مصانع تجهيز منتجات ولحوم هذه الطيور.