طالبت جامعة الدول العربية في الذكرى ال95 لوعد "بلفور" المجتمع الدولي بضرورة العمل على إنصاف الشعب الفلسطيني وتحقيق العدالة من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، معربة عن رفضها لكافة المحاولات الرامية إلى عرقلة التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة للحصول على حقه المشروع في العضوية وحقه في تقرير المصير. وحملت الجامعة العربية في بيان أصدره الأحد قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، المسؤولية لكافة الدول التي ساندت حل الدولتين والدول التي صوتت على قرار التقسيم ... مساندة إقامة الدولة الفلسطينية للوصول إلى استقرار المنطقة ومنع استمرار التوتر وسفك الدماء وانتشار الظلم .
وأشار البيان إلى أنه في 2 نوفمبر 1917 أصدرت الحكومة البريطانية أكثر الإعلانات غرابة ومعاداة للعدالة والحق والمنطق في التاريخ والذي جاء بناء على توافق في مصالح ومواقف مجموعة استعمارية في بريطانيا متمثلة في رئيس وزراء حينذاك لويد جورج ووزير خارجيته أرثر بلفور والوزير هربرت صموئيل مع زعيم الحركة الصهيونية حاييم وايزمن ، والذي هدف إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وذلك للابقاء والمحافظة على النفوذ الاستعماري البريطاني وحماية قناة السويس وبقاء الهيمنة الاستعمارية البريطانية على مصر .
وقال البيان لقد جاء هذا الوعد في إطار تنفيذ مشاريع كثيرة من القوى الاستعمارية لتقسيم المنطقة والسيطرة على شعوبها وتقسيم أراضيهم على غير إرادتهم وعلى حساب تطلعهم إلى الحرية والاستقلال .
ولفت بيان الجامعة إلى أن هذا التوجه الاستعماري البغيض قد عارضه مجموعة من 46 شخصية يهودية مرموقة وعلى رأسهم إدوين منتغيو وزير الدولة البريطانية لشؤون الهند والتي حاولت بكل جهد منع هذا التوجه الخطير على سكان المنطقة وعلى مستقبل شعوبها وحذرت هذه المجموعة من خطورة الظلم الذي سيقع على الشعب الفلسطيني وتضرر مصالح اليهود في العالم من هذا التوجه إلا أن تيار الاستعمار واغتصاب حقوق الآخرين وبمساندة من قوى عظمى انتصر على أصحاب المبادئ السامية والبصيرة النافذة، فصدر هذا الوعد الغريب ممن لا يملك لمن لا يستحق والذي أسس لصراع ونزاع وسقوط ضحايا على مدى أكثر من ستة عقود ونصف .
وأشار البيان إلى أنه في نفس العام في 9 ديسمبر 1917 دخل الجنرال البريطاني اللنبي بقواته مدينة القدس ووضع أول برنامج للاستيلاء على فلسطين وتحقيق ما ذهب إليه الوعد المشئوم لتأسيس وطن قومي لليهود متنكراً لكل حقوق الشعب الفلسطيني، وعينت دولة الاحتلال البريطاني السير هربرت صموئيل مندوبا ساميا على فلسطين، ليضع منظومة واسعة من القوانين واللوائح والإجراءات التي تكفل تنفيذ وعد بلفور وتمكين الوكالة الصهيونية من تحقيق أهدافها وذلك تحت حماية جيش الاحتلال البريطاني.
ونبهت الجامعة العربية الى أن الحركة الصهيونية وغلاة المتعصبين والعنصريين في دولة إسرائيل لاتزال لديهم أطماع توسعية للسيطرة على كل الأراضي الفلسطينية ومسح الوجود والتاريخ الفلسطيني وهو ما يحدث الآن في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والأغوار من ممارسات وانتهاكات عنصرية فاقت ما كان يقوم به نظام الابرتهايد في جنوب أفريقيا.
وجهت الجامعة العربية التحية والتقدير للأصوات اليهودية التي تتصدى للتيار العنصري الإسرائيلي الذي يدق طبول الحرب، على رأس هذه المجموعة السيد ريتشارد فولك والسيد أبراهام بورج والفيلسوفة الأمريكية جوديث بتلر وغيرهم. مواد متعلقة: 1. وعد بلفور المشؤوم .. والمذبحة المستمرة 2. "بلفور".. "وعد من لا يملك لمن لا يستحق" 3. مظاهرات أمام السفارة البريطانية تنديداً بوعد «بلفور»