تصادف غدا الجمعة الذكري ال 95 لوعد "بلفور" المشئوم الذي يعد أصول الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، والذي يعرف ب "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، والذي بموجبه منحت بريطانيا لليهود الحق في إقامة وطن قومي لهم في أرض فلسطين. وعد مشئوم
وحملت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم الخميس بريطانيا المسؤولية الكاملة لما لحق بالشعب الفلسطيني من نكبات ومجازر وتهجير، مقابل ضمانة لليهود "بإقامة وطن قومي على أرض فلسطين" الذي عرف باسم "وعد بلفور"، المشئوم .
وطالبت إدارة شؤون اللاجئين في حماس بالتعويض للفلسطينيين على ما خسروا من ممتلكات بفعل الطرد والمجازر بالعودة المباشرة إلى أراضيهم التي تم تهجيرهم منها، والتعويض لهم عن فترة اللجوء وحياة القهر والحرمان التي عاشوها ولا يزالون في أماكن اللجوء والشتات.
وأكدت حق الشعب الفلسطيني الكامل في استعادة حقوقه المسلوبة كاملة بكافة الوسائل المشروعة والمتاحة له وفي مقدمتها المقاومة، لأن الاحتلال جاء بالقوة المسلحة عندما سلب تلك الحقوق من أصحابها الأصليين.
كما طالب المجلس الوطني الفلسطيني كافة دول العالم ومؤسساته المسئولة برفع الظلم التاريخي والأخلاقي الذي وقع على الشعب الفلسطيني طوال تلك السنين.
ودعا الوطني الفلسطيني أحرار العالم وبرلماناته، والدول العربية والإسلامية لمقاومة الضغوط التي تمارسها القوى الكبرى المتنفذة على القيادة الفلسطينية لثنيها عن التوجه للأمم المتحدة ومساندة الطلب الفلسطيني في الأممالمتحدة للحصول على عضوية دولة فلسطين منها كحق طال انتظاره لشعب ذاق مرارة الاحتلال والظلم على مدى قرن من الزمن.
"بلفور" باطل
وبدورها ، تؤكد حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، ان الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق الطبيعي والتاريخي في ارضه ووطنه فلسطين، وان وعد "بلفور" باطل قانونيا بكونه قد صدر عن الحكومة البريطانية "حكومة دولة الاحتلال لفلسطين" في الثاني من نوفمبر 1917، مضيفة، ان وعد بلفور كان جريمة ضد الإنسانية بامتياز، نظرا لنتائجه الكارثية على شعبنا الفلسطيني في العقود والسنوات التي تلته، حيث تسبب الوعد بعد حوالي عشرين سنة بتقسيم بلادنا في العام 1949 ثم النكبة الكبرى في العام 1948 بتشريد اكثر من مليوني مواطن من مدنهم وقراهم وأراضيهم وبيوتهم، وما كان بين الوعد والنكبة من مجازر ارتكبتها العصابات اليهودية تحت سمع وبصر سلطات دولة الانتداب البريطاني.
وأكدت الحركة أن فلسطين هي وطن الشعب الفلسطيني وأرضه وهي حقه التاريخي والطبيعي.
خطايا بريطانيا
وفي السياق ذاته، قال الدكتور نبيل شعث مفوض العلاقات الدولية الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" إن بريطانيا حرمت شعب فلسطين من حقوقه منذ وعد "بلفور" عام 1917.
وأشار شعث - في سياق مقال نشرته صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية على موقعها الإلكتروني الخميس - إلى أنه على مدار الأسابيع القليلة الماضية أكد الدبلوماسيون البريطانيون أنهم يقومون بكل ما يستطيعونه لإحباط مسعى فلسطين للحصول على وضع مراقب بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف أنه إذا كان هذا موقفا بريطانيا رسميا فإنه يستحق اللوم لكنه ليس مفاجئا بدرجة كبيرة، منوها إلى أنه قبل 95 عاما تحديدا في 2 نوفمبر عام 1917 بدأ الاحتلال البريطاني في فلسطين عندما أرسل اللورد بلفور وزير الخارجية البريطانية في ذلك الوقت ورئيس الوزراء السابق خطابا إلى البارون روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية فيما عرف ب"وعد بلفور".
وأوضح شعث أنه منذ تلك اللحظة وفلسطين أصبحت ضحية مؤامرات استعمارية حيث ساعد وعد بلفور في تشجيع الصهيانة على الهجرة إلى فلسطين وليس أمريكا وأوروبا الغربية .. معتبرا أنه من غير المقبول اليوم وبعد 65 عاما على تقسيم فلسطين أن تعترف بريطانيا بدولة إسرائيل لكن لا تعترف بدولة فلسطين.
ولفت مسئول حركة فتح إلى أنه من المرفوض أيضا بعد استثمار موارد بشرية واقتصادية كبيرة في تطوير المؤسسات الفلسطينية ألا تتخذ بريطانيا خطوات اقتصادية ودبلوماسية لازمة لإدراك تأسيس دولة فلسطينية حرة ومستقلة.
وتابع أنه بدلا من أن تسير بريطانيا في هذا الطريق، يتعين عليها الوقوف أكثر من أي دولة أخرى وراء مسعى الفلسطينيين نحو الحصول على حقوقهم وطموحاتهم الوطنية من خلال دعم تقدمها لتحسين الوضع بالأممالمتحدة.
واختتم شعث مقاله بالإشارة إلى أنه بالنسبة لبريطانيا كدولة لديها مسئولية تاريخية تجاه فلسطين، إحدى ضحايا الاستعمار البريطاني، يكون هذا أقل شىء يتوقعه الفلسطينيون من أجل إصلاح عقود من الاحتلال.
نبذة تاريخية
وكان "وعد بلفور" الذي حمل هذا الاسم نسبه الى وزير خارجية بريطانيا آنذاك، آرثر جيمس بلفور في حكومة ديفيد لويد جورج في الثاني من نوفمبر عام 1917 بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين استجابة مع رغبات الصهيونية العالمية.
وجاء الوعد على شكل تصريح موجه من قبل وزير خارجية بريطانيا الى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى، واستطاع من خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا، والحفاظ على مصالحها في المنطقة.
واتخذت الحركة الصهيونية العالمية وقادتها من هذا الوعد مستندا قانونيا لتدعم به مطالبها المتمثلة، في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين يجمع شتاتهم.
يشار الى انه لم يكن في فلسطين من اليهود عند صدور الوعد البريطاني سوى 50 ألفا في حين كان عدد سكان فلسطين من العرب في ذلك الوقت يناهز 650 ألفا من المواطنين.
وكان أيضا وعد "بلفور" المعروف ب وعد من لا يملك لمن لا يستحق، حين صدر كان عدد أعضاء الجماعة اليهودية في فلسطين لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان . مواد متعلقة: 1. في ذكرى وعد بلفور..حماس تتمسك بخيار المقاومة 2. حملة فلسطينية لمقاضاة الحكومة البريطانية بسبب وعد بلفور 3. حملة لجمع مليون توقيع لمقاضاة بريطانيا بسبب وعد بلفور