توجهت جامعة الدول العربية، قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، بمناسبة ذكرى وعد بلفور بالتحية للشعب الفلسطيني لصموده ودفاعه عن حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في وجه السياسات العنصرية الإسرائيلية التي بدأ العالم نتنبه لها ولخطورتها على الاستقرار في المنطقة، كما تتوجه بالتحية والتقدير للأصوات اليهودية التي تتصدى للتيار العنصري الإسرائيلي الذي يدق طبول الحرب، على رأس هذه المجموعة السيد ريتشارد فولك والسيد أبراهام بورغ والفيلسوفة الأمريكية جوديث بتلر وغيرهم، مؤكدة أن الحركة الصهيونية وغلاة المتعصبين والعنصريين في دولة إسرائيل لازالت لديهم أطماع توسعية للسيطرة على كل الأراضي الفلسطينية ومسح الوجود والتاريخ الفلسطيني وهو ما يحدث الآن في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والأغوار من ممارسات وانتهاكات عنصرية فاقت ما كان يقوم به نظام "الأبرتايد" في جنوب أفريقيا. وأكدت جامعة الدول العربية في بيان لها اليوم تلقت «الوطن» نسخة منه أنه قد حان الأوان لإنصاف الشعب الفلسطيني وتحقيق العدالة من خلال إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وترفض كافة المحاولات الرامية إلى عرقلة التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة للحصول على حقه المشروع في العضوية وحقه في تقرير المصير، وتحمل المسؤولية لكافة الدول التي ساندت حل الدولتين والدول التي صوتت على قرار التقسيم في مساندة إقامة الدولة الفلسطينية للوصول إلى استقرار المنطقة ومنع استمرار التوتر وسفك الدماء وانتشار الظلم. وقال البيان إن الحكومة البريطانية أصدرت في 2 نوفمبر 1917 أكثر الإعلانات غرابة ومعادة للعدالة والحق والمنطق في التاريخ والذي جاء بناء على توافق في مصالح ومواقف مجموعة استعمارية في بريطانيا متمثلة في رئيس وزراء حينذاك لويد جورج ووزير خارجيته أرثر بلفور والوزير هربرت صموئيل مع زعيم الحركة الصهيونية حاييم وايزمن، والذي هدف إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وذلك للابقاء والمحافظة على النفوذ الاستعماري البريطاني وحماية قناة السويس وبقاء الهيمنة الاستعمارية البريطانية على مصر. وأن هذا الوعد جاء في إطار تنفيذ مشاريع كثيرة من القوى الاستعمارية لتقسيم المنطقة والسيطرة على شعوبها وتقسيم أراضيهم على غير إرادتهم وتطلعهم إلى الحرية والاستقلال . يذكر أن هذا التوجه الاستعماري قد عارضه مجموعة من 46 شخصية يهودية مرموقة وعلى رأسهم إدوين منتغيو وزير الدولة البريطانية لشئون الهند والتي حاولت بكل جهد منع هذا التوجه الخطير على سكان المنطقة وعلى مستقبل شعوبها والتي بشرت بخطورة الظلم الذي سيقع على الشعب الفلسطيني وتضرر مصالح اليهود في العالم من هذا التوجه إلا أن تيار الاستعمار واغتصاب حقوق الآخرين وبمساندة من قوى عظمى انتصر على أصحاب المبادئ السامية والبصيرة النافذة، فصدر هذا الوعد الغريب ممن لا يملك لمن لا يستحق والذي أسس لصراع ونزاع وسقوط ضحايا على مدى أكثر من ستة عقود ونصف. وذكر البيان أنه في 9 ديسمبر 1917 دخل الجنرال البريطاني اللنبي بقواته مدينة القدس ووضع أول برنامج للاستيلاء على فلسطين وتحقيق ما ذهب إليه الوعد المشئوم لتأسيس وطن قومي لليهود متنكراً لكل حقوق الشعب الفلسطيني، وعينت دولة الاحتلال البريطاني السير هربرت صموئيل مندوباً سامياً على فلسطين، ليضع منظومة واسعة من القوانين واللوائح والإجراءات التي تكفل تنفيذ وعد بلفور وتمكين الوكالة الصهيونية من تحقيق أهدافها وذلك تحت حماية جيش الاحتلال البريطاني. وتوالت حلقات هذا المخطط بأن أعطت عصبة الأمم لبريطانيا المحتلة حق الانتداب على فلسطين في 1922 لتطبق برنامج استعماري في إطار وعد بلفور اضر ضرراً بليغاً بأصحاب الأرض الأصليين الفلسطينيين لمصلحة أقلية ضئيلة من اليهود كانت تعيش في السلام والوئام مع الفلسطينيين في الوقت الذي غرقت فيه أوروبا في ابشع المذابح العنصرية ضد اليهود، واكتملت حركات التآمر على الشعب الفلسطيني بقرار بريطانيا بسحب قواتها من فلسطين والذهاب إلى الأممالمتحدة لاستصدار قرار التقسيم رقم 181 من الأممالمتحدة، والذي شهد ممارسة العديد من الضغوط على أكثر من دولة أثناء التصويت عليه لتمرير هذا القرار الذي على أساسه أنشأت دولة إسرائيل ولم تقام الدولة الفلسطينية وفقاً للقرار على الأرض حتى اليوم. وقد رفضت شعوب المنطقة استمرار سياسية الاستعمار البريطاني وبكفاحها استطاعت أن تنهي الاستعمار وانقشع الاستعمار عن كل الدول العربية والدول الأفريقية والأسيوية ودول أمريكا اللاتينية وبقي الاستعمار الوحيد وهو الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية.